صحيفة البعثمحليات

لماذا “المطمطة” ؟!

 

تنشغل الجهات المعنية اليوم بتعديل عدة قوانين في أكثر من مجال، كقوانين “العاملين الأساسي، والاستثمار، والإعلام، وحتى القوانين والتشريعات الخاصة بالنشر بصيغة كتاب بحيث تكون منسجمة مع الظروف التي مر بها الوطن وأثرت بشكل ملحوظ على الواقع أو المشهد الثقافي السوري.
بلا شك هذه خطوة هامة وضرورية لتكون تلك القوانين أكثر مرونة لأجل تلبية الحاجات والمتطلبات، والأهم مواكبة التطورات القادمة التي ستشهد فيها البلد الكثير من التبدلات على مختلف الصعد التي تحتاج ليس فقط لتطوير القوانين والأنظمة، وإنما لإصدار أخرى جديدة من المفروض أن تكون هناك لجان تحضّر لها لإصدارها بالوقت المناسب، ونعتقد أن الأزمة بسنواتها السبع أعطتنا الكثير من الدروس والعبر التي من المفروض أن نتعلم منها حتى لا نلدغ من الجحر مرتين.!
رغم هذا الحراك الذي يبدو نشيطاً بالشكل، لكن المشكلة في تطوير تلك القوانين أن بعضها أخذ أشهر، بل سنوات من الدراسة من قبل اللجان المشكّلة واحتاج لجهود مضنية من العمل والدراسات وعديد المراسلات مع الجهات صاحبة العلاقة، غير أنها قد تنام بعد كل ذلك في الأدراج رغم الحاجة الماسة للتطوير!، أي أن هناك “مطمطة” لا مبرر لها طالما كل شيء واضح بالقانون لجهة سلبيات وإيجابياته، ولعل أكبر مثال على ذلك “قانون الاستثمار” الذي تم إعادته لنقطة الصفر بعد عديد الدراسات والمقترحات بشأنه، علماً أننا كنّا بانتظار صدوره قريباً حسب مصادر في الهيئة.!
نحن مع أن تأخذ القوانين والتشريعات الكثير من الدراسات لسد كل الثغرات، لكن بشرط ألا تطول لدرجة الممل، والمؤسف أكثر أن بعضها عندما يصدر بحلة جديدة نكتشف فيما بعد بعض الثغرات، والدليل أن هناك اليوم أكثر من قانون يعاد النظر فيه بعد تعديلة كقانون تنظيم الجامعات مثلاً الذي لم يصل حتى الآن لصيغة ترضي الأستاذ والطالب وتحقق العدالة للطرفين وبما يسهم بتطوير العملية التعليمية التي أصبحت في جوانب عديدة منها حقل تجارب الضحية فيه الطلبة في كل المراحل الدراسية.!
بالمختصر، تطوير المجتمع بمختلف مجالاته أساسه عصرنة أو تحديث وتطوير القوانين والأنظمة والتشريعات التي هي بمثابة ضوابط لمنع الخلل والاجتهاد، وبنفس الوقت مفاتيح لاختيار الصيغ أو الطرق الأفضل التي تضع البلد على السكة الصحيحة تشريعياً، جنباً إلى جنب مع وضع الخطط الإستراتيجية التي تتوقع أو تتنبأ بما قد يحدث حتى يكون لدينا القدرة على المواجة.
غسان فطوم
ghassanftom@gmail.com