الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

قوّة الأشخاص الإيجابيين

هل تمنحك صداقاتك دفعة إلى الأمام أو تحبط من عزيمتك؟ وهل تقضي الوقت مع الأشخاص المناسبين لصحتك وسعادتك؟
بينما يركز الكثيرون منا في المقام الأول على النظام الغذائي والتمارين الرياضيّة لتحقيق صحة أفضل، ينصحنا العلم بالاهتمام بالصحبة أيضاً فهي تؤثر برفاهنا، حيث وجد الباحثون أن بعض السلوكيات الصحية تبدو معدية وأن شبكاتنا الاجتماعية– الشخصية أو الالكترونية- يمكن أن تؤثر على السمنة والقلق والسعادة عامةً.
ودرس المؤلف والباحث في مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك، دان بويتنر، العادات الصحيّة للأشخاص الذين يعيشون فيما يسمى بالمناطق الزرقاء- وهي المناطق التي يسكنها أناس أطول عمراً بكثير من المعدل في باقي مناطق العالم- وخَلُص أن الصداقات الإيجابية هي صفة عامة في تلك المناطق، وقال “يمكن للأصدقاء أن يمارسوا تأثيراً مستمراً على السلوكيّات الصحيّة بطريقة لا يستطيع أيّ نظام غذائيّ أن يفعل”.
وإذا أخذنا مدينة أوكيناوا اليابانيّة مثالاً، يبلغ متوسط عمر النساء 90 عاماً، وهو الأكبر في العالم، يشكل الناس هناك نوعاً من الشبكات الاجتماعية تسمى “مواي” وهي مجموعة من خمسة أصدقاء يقدمون الخدمات والدعم الاجتماعي واللوجستي والعاطفي وحتى المالي مدى العمر، هي فكرة عبقرية حقاً.
وينصح السيد بويتنر الناس بالتركيز على ثلاثة إلى خمسة أصدقاء في العالم الحقيقي بدلاً من الأصدقاء في العالم الافتراضي “إن أقوى شيء يمكنك القيام به لإضافة سنوات صحيّة هو تنظيم شبكتك الاجتماعية المباشرة، أي زيادة الأصدقاء الذين تكون أحاديثهم هادفة”، بمعنى الاتصال بهم في يوم سيئ وهم سيتولون الأمر. خلاصة الموضوع، دائرة صداقاتنا المقربة أفضل من أيّ دواء أو مستحضر لمكافحة الشيخوخة، وسيقدمون ما يستطيعون من أجلنا وأكثر من أي شيء آخر.
سامر الخيّر