بكين: ترامب يمارس الابتزاز والترهيب
على خلفية فرضه رسوماً على واردات الصلب والألمنيوم من عدد من دول العالم، إضافة إلى فرض رسوم على واردات صينية تقدّر قيمتها بنحو 200 مليار دولار، انتقدت صحيفة الشعب الصينية السياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالت: إن ترامب يقوم بدور البطولة في دراما خادعة خاصة به تقوم على الابتزاز والترهيب بأسلوب مقاتل الشارع، مشيرة إلى أن رغبته بأن يشاركه آخرون في مساعيه هي أمنيات لا علاقة لها بالواقع.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة صعّدت خلافاً تجارياً مع الصين وحوّلت التجارة العالمية لمعادلة “لا ربح فيها ولا خسارة”، مبينة أن تصرفات ترامب عرّضت صدقية الولايات المتحدة للخطر.
وتأتي هذه الانتقادات التي أوردتها الصحيفة بعد تعليقات لترامب على تويتر قال فيها: “إن استراتيجية وضع تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات الصينية تحقق نجاحاً أكبر مما توقع الجميع وإن ذلك أجبر بكين على التحدث عن التجارة مع واشنطن”، على حد تعبيره.
وأكدت صحف عدة صينية قدرة الاقتصاد الصيني على المقاومة، وقللت من أهمية المخاوف المتعلقة بتأثير الحرب التجارية في الاقتصاد، حيث قالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية نقلاً عن خبراء اقتصاديين صينيين: يتوقّع متعاملون في السوق استقراراً نسبياً للعملة الصينية على المدى القريب دون مخاوف من تأثير النزاع التجاري الأمريكي الصيني، مشيرة إلى أن المتعاملين يتوقعون أيضاً زخماً مستمراً في النمو الاقتصادي بسبب ضبط السياسات.
بدورها نشرت صحيفة غلوبال تايمز مقالاً رداً على تصريحات لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض الذي قال: إن الصين يجب ألا تستهين بتصميم ترامب على سياساته، مبينة أن الصين لا تخشى التضحية بمصالح قصيرة الأمد، ولافتة إلى أن بكين لديها الوقت للقتال حتى النهاية وأن الوقت سيثبت أن الولايات المتحدة ستجعل من نفسها “أضحوكة” في النهاية.
يشار إلى أن الخلاف المستعر بين أكبر اقتصادين في العالم بسبب فرض الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية وواردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك تسبّب بحدوث اضطرابات في الأسواق المالية في الأشهر الماضية بما شمل الأسهم والعملات وتجارة السلع العالمية.
في الأثناء، أجرت الصين اختباراً ناجحاً للصاروخ المجنح المطوف الفرط صوتي “سكي ستار2” ونشرت فيديو من التجارب عليه في “تويتر”.
واستغرق الاختبار 10 دقائق انفصل الجهاز خلالها عن الصاروخ الذي حمله ونفذ عدداً من المناورات.
وتتميز الصواريخ المجنحة المطوفة الفرط صوتية من هذا النوع بجزئها الأمامي المصمم على شكل الإسفين، ما يتيح لها زيادة قوة الرفع عند التحليق بالسرعات التي تفوق سرعة الصوت بفضل استفادته من الموجات الهوائية التصادمية التي تتشكل أثناء التحليق.
وبالتوازي، دعت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الديمقراطية الولايات المتحدة إلى التخلي عن سياسة فرض العقوبات، قائلة: إن “بيونغ يانغ أظهرت حسن النية في مفاوضاتها مع واشنطن بإنهاء تجاربها للأسلحة النووية وتسليم رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب الكورية”.
وقالت صحيفة رودونغ سينمون الناطقة بلسان حزب العمل الكوري الديمقراطي في افتتاحيتها: إن “مثل هذه الإجراءات العملية ألغت أسباب وجود قرارات مجلس الأمن الدولي”، موضحة أن هناك “حججاً مشينة تصدر من وزارة الخارجية الأمريكية بأنها لن تخفف العقوبات إلا بعد استكمال نزع السلاح النووي وأن تعزيز العقوبات وسيلة لزيادة قوتها التفاوضية”، وتساءلت: “كيف يمكن للعقوبات التي تعدّ عصا تشهرها الإدارة الأمريكية في إطار سياستها العدائية ضدنا أن تشجّع المودة بين البلدين”.
وكانت الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية توصلتا في حزيران الماضي إلى اتفاق يقضى بإنهاء برنامج كوريا الديمقراطية النووي مقابل إجراءات أمريكية لإظهار حسن النية، غير أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مارس ضغوطاً على دول جنوب شرق آسيا خلال اجتماع إقليمي في سنغافورة لإبقاء العقوبات على بيونغ يانغ.