الجيش يقضي على عشرات “الدواعش” ويعزز انتشــــاره في باديــة الســـويداء
في إطار العملية العسكرية التي بدأها الجيش لتطهير البادية من فلول تنظيم داعش الإرهابي تابعت وحدات من قواتنا المسلحة تعزيز انتشارها على جميع الخطوط على اتجاه بادية السويداء بالتوازي مع تنفيذ ضربات مركّزة على تحركات وتجمعات داعش ما أسفر عن القضاء على العشرات منهم وتدمير أدوات إجرامهم، فيما استشهد 4 مدنيين وأصيب 15 آخرون بجروح نتيجة انفجار ألغام ومفخخات من مخلفات إرهابيي داعش في بلدتي كوية وسحم الجولان في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
وفي سياق الإجراءات التي تقوم بها الجهات المعنية لتأمين احتياجات المواطنين في المناطق التي أعاد إليها الجيش الأمن والاستقرار أرسلت لجنة الإغاثة الفرعية في محافظة درعا دقيقاً ومياهاً للشرب إلى عدد من البلدات في حوض اليرموك بريف المحافظة الغربي. في وقت أعلن الأمن العام اللبناني عن تخصيص 19 مركزاً في مختلف المناطق اللبنانية لاستقبال طلبات المهجرين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى وطنهم على الأراضي اللبنانية كافة.
وفي التفاصيل، نفذ سلاحا الجو والمدفعية أمس ضربات مركّزة ودقيقة على تحركات وآليات لإرهابيي داعش في مناطق الوعر وأرض الكراع ومزاريع الخطيب وصنيم الغرز وإلى الشرق من دياثة وخربة الحصن وتل رزين على عمق يتراوح بين 15 و30 كم من قرى ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، وأسفرت الرمايات عن تحقيق إصابات مباشرة بإرهابيي داعش وتدمير آلياتهم والقضاء على أعداد منهم.
وأفادت مراسلة سانا في درعا بأن 3 مدنيين استشهدوا وأصيب 15 آخرون بجروح متفاوتة نتيجة انفجار أحد المنازل في بلدة كوية كان إرهابيو داعش زرعوه بعبوات ناسفة موصولة على التسلسل بطريقة احترافية.
وفي بلدة سحم الجولان لفتت المراسلة إلى أن امرأة 30 عاماً استشهدت نتيجة انفجار لغم زرعه إرهابيو داعش قبل دحرهم من قبل الجيش العربي السوري الذي أعاد الأمن والاستقرار إلى ربوع المحافظة.
من جهة ثانية وفي إطار دعم السكان ريثما يتم انتهاء أعمال ترميم وإصلاح شبكات المياه والأفران أرسلت لجنة الإغاثة الفرعية 1000 كيس دقيق إلى بلدات الشجرة وعابدين ومعرية وكوية وبيت آره بواقع 200 كيس لكل بلدة وصهاريج مياه للشرب في حوض اليرموك بريف درعا، وضمن الاستجابة السريعة لتأمين احتياجات المواطنين الصحية توجهت فرق من فرع الهلال الأحمر السوري بدرعا برفقة 3 عيادات متنقلة يعمل عليها أطباء اختصاصيون وكادر تمريضي لتقديم الخدمات الصحية للمرضى في بلدتي معرية وكويا إضافة إلى سيارتي إسعاف لنقل الحالات التي تتطلب علاجاً في المشافي العامة بدرعا، فيما وزعت فرق الهلال خلال وجودها في بلدة معرية كمية من أدوية الأمراض المزمنة وأدوية للأطفال ومتممات غذائية وبعض مستلزمات الصحة العامة.
وبيّن الدكتور خالد العمري من فرع الهلال الأحمر بدرعا أن فرق الهلال تقدم جميع أشكال الخدمات الطبية للأهالي الذين عاشوا ظروفاً قاسية خلال فترة انتشار المجموعات المسلحة في المنطقة، مشيراً إلى أنه تم فحص المرضى وتقديم العلاج اللازم لهم وتوزيع مواد غذائية داعمة لهم ونقل عدد من المرضى إلى مدينة درعا لاستكمال العلاج في مشافيها، وأعرب عدد من مواطني بلدة معرية عن أملهم باستمرار فرق الهلال الطبية في تقديم الرعاية لهم ريثما تتم إعادة تأهيل المراكز الصحية التي عبث بها الإرهابيون.
وتعمل الجهات المعنية في محافظة درعا بوتيرة متسارعة لإعادة الحياة الطبيعية إلى القرى والبلدات التي تم تحريرها من الإرهاب من خلال عمليات إصلاح وبناء ما دمره الإرهاب وتأمين مقومات الحياة الطبيعية للأهالي فيها ولتشجيع من غادرها نتيجة الإرهاب على العودة إلى أرضه ومجتمعه وبدء حياة آمنة مستقرة فيها.
وفي سياق آخر نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن المديرية العامة للأمن العام اللبناني قولها في بيان: إنه في إطار متابعة موضوع المهجرين السوريين تم تخصيص مراكز في كل من بيروت وجبل لبنان وبرج حمود وبيت الدين والدامور وطرابلس والكورة وعكار العبدة وحلبا والبقيعة وصيدا والنبطية وشبعا وزحلة وجب جنين وبعلبك الهرمل وعرسال. وأشار البيان إلى أن استقبال الطلبات يتم من الاثنين حتى الجمعة من كل أسبوع اعتباراً من الساعة الثالثة بعد الظهر ولغاية الساعة الخامسة ويمكن للراغبين بالعودة البدء بتقديم طلباتهم اعتباراً من اليوم “الثلاثاء”، وسيصار إلى تسوية أوضاعهم مجاناً فور مغادرتهم.
وكان مئات المهجرين السوريين عادوا خلال الفترة القريبة الماضية من لبنان عبر معبر الزمراني إلى منطقة القلمون بريف دمشق، وكذلك من معبر جديدة يابوس إلى بلدة معضمية الشام، وذلك في إطار جهود الحكومة السورية الرامية إلى إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب. وكما كان استهداف سورية تاريخاً وحاضراً كان استهداف مستقبلها أبرز أهداف مرتزقة العدو الصهيوني ومن تآمر معه من أنظمة عربية وغربية خلال السنوات الماضية من عمر الحرب الإرهابية على سورية وقبل ذلك بسنوات، حيث ظهرت بصمة الموساد الإسرائيلي في عديد جرائم الاغتيالات بحق الكفاءات العلمية السورية من قبل الإرهابيين الذين دأب الإعلام الغربي متبوعاً بمعظم الإعلام العربي ولاسيما تلك الأبواق الفاجرة الصادرة من عواصم أمراء وملوك النفط في الخليج العربي على تغطية ممارسات تلك المجاميع الإرهابية بأغطية حيكت بإتقان على مقاييس المؤامرة بغية ظهورها على العالم بلبوس “الحراك السلمي” الساعي لإطلاق الحريات وإشاعة الديمقراطية.
فصول الاغتيالات لم تتوقف يوماً ولا يزال خفافيش الإرهاب يستهدفون العقول والأدمغة السورية، حيث عمدوا قبل يومين إلى اغتيال قامة علمية عبقرية مبدعة سورية هي الدكتور عزيز إسبر مدير مركز البحوث العلمية باستهداف سيارته بعبوة ناسفة في منطقة مصياف بريف حماة الغربي ليؤكدوا مرة أخرى أنهم ليسوا إلا أداة رخيصة مأجورة بيد الموساد الإسرائيلي وغيره من الاستخبارات الخليجية والغربية المنخرطة في المشروع التآمري ضد سورية.
جريمة اغتيال الدكتور إسبر جاءت لتكمل جرائم العدو الإسرائيلي والأمريكي الذي استهدف أكثر من مرة عبر العدوان المباشر مؤسسة البحوث العلمية السورية باعتبارها صرحاً علمياً رائداً في سورية ولتؤكد من جديد وتبرهن مرة أخرى ضلوع العدو الإسرائيلي وأعداء السوريين بشكل مباشر أو غير مباشر في مسلسل اغتيال الكفاءات العلمية السورية الذي بدأ عام 2012 باستهداف الإرهابيين الذين صدّرهم الغرب على أنهم “ثوار” في ذلك العام الدكتور نبيل زغيب مع عائلته والمخترع السوري الشاب صاحب الـ 100 براءة اختراع عيسى عبود قبل أن تمتد يد الإرهاب لاستهداف العديد من الأطباء والصحفيين والمهندسين والخبراء في أنحاء مختلفة من البلاد.
وليس جديداً أن نقول: إن أصابع كيان العدو الإسرائيلي تظهر بوضوح في مجمل جرائم الاغتيالات للكفاءات العلمية والأدمغة السورية والعربية على حد سواء، حيث عمد منذ نشأته إلى تأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية والمهام الخاصة الإسرائيلي المعروف بالموساد الذي قام بعشرات وربما مئات الاغتيالات للكوادر العلمية في سياق محاولاته لإحباط كل محاولة للنهوض العلمي الكامل والشامل وضرب كل تفوق علمي أو عسكري أو أمني بكل الأساليب والوسائل.
جريمة اغتيال الإرهابيين للعقول والأدمغة محاولة مفضوحة لاستهداف مستقبل سورية وسيكون مصيرها الفشل، كما فشلت المحاولات لاستهداف حاضر سورية ووحدتها وأرضها وموقفها، وذلك بفضل ثبات السوريين في خندق المواجهة مع جيشهم وقيادتهم في الدفاع عن وطنهم وحضارتهم وإرثهم العريق، وستبقى سورية قادرة على إنجاب المزيد من العلماء والمبدعين الذين من شأنهم إحباط المحاولات الإسرائيلية والغربية الرامية إلى الإبقاء على سورية وغيرها من الدول العربية مستهلكة للتكنولوجيا وبعيدة عن الإسهام في التطور التكنولوجي.
أسلوب الاغتيالات وتماهي الأهداف بين العدو الإسرائيلي وإرهابيي الداخل السوري ليس جديداً، فبالعودة إلى ثمانينيات القرن الماضي يمكن سرد الكثير من جرائم جماعة الإخوان المسلمين الذين يشكلون اليوم العمود الفقري لتنظيمي القاعدة وجبهة النصرة الإرهابيين التي اغتالت العديد من الكفاءات العلمية وفي مقدمتهم الدكتور محمد الفاضل والطبيبان شحادة خليل وإبراهيم نعامة وغيرهم الكثير من الخبرات والكفاءات العلمية.
سياسياً، أكد القيادي الناصري والمفكر القومي المصري محمد يوسف أن سورية استطاعت أن تهزم التنظيمات الإرهابية بفضل صمود الجيش العربي السوري وقدرته والتفاف الشعب حول قيادته الحكيمة.
وقال يوسف في تصريح خاص لمراسل سانا بالقاهرة: إن الدولة السورية كانت لها القدرة على إدارة الحرب على الإرهاب منذ لحظاتها الأولى وصمدت حتى حققت الانتصار وحطمت مخططات دول التآمر التي أرادت سقوطها وأعطت العالم دروساً في المقاومة والدفاع عن التراب الوطني، وأشار إلى ضرورة عودة العلاقات المصرية السورية كاملة، قائلاً: إن على مصر أن تعلن بوضوح تأييدها للدولة السورية في الحرب على الإرهاب بجانب ما تعلنه دائماً من ثوابت تجاه الأزمة في سورية وأن تعيد العلاقات الدبلوماسية كاملة، وأوضح أن العلاقات المصرية السورية كانت ولا تزال ركيزة الأمة العربية طوال التاريخ كما أن الأمن القومي لسورية هو أمن قومي لمصر وللأمة كلها، وهو ما يجعل هناك ضرورة حتمية لعودة العلاقات بين البلدين.
وفي بيروت أشاد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود بصمود أبناء الجولان السوري المحتل وأبناء الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وبتمسكهم بهويتهم الوطنية وانتمائهم القومي العربي. وقال الداوود في بيان له: إننا نؤيد ما يقوم به أهلنا في فلسطين من تحركات ومنهم نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي من رفع الصوت ضد الاحتلال وقوانينه إضافة إلى تمسكهم بهويتهم العربية وتاريخهم المشرف ضد الاستعمار. إلى ذلك أكدت حركة الأمة اللبنانية ضرورة التنسيق والحوار مع الحكومة السورية لما في ذلك من مصلحة للبنان، وقالت الحركة في بيان لها: إن التنسيق مع سورية يسهّل عودة المهجرين السوريين من لبنان، إضافة إلى أن فتح المعابر الحدودية بين سورية والأردن والعراق يعني عودة حركة النقل البري وتصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية إلىالأسواق الخارجية.