الصفحة الاولىصحيفة البعث

جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث عدوان غربي محتمل على سورية الجعفري ونيبينزيا: على الباغي ستدور الدوائر.. وننصح بالامتناع عن أي مخططات قذرة

وسط أجواء التصعيد التي ينتهجها محور الحرب على سورية لحماية إرهابييه المتحصنين في إدلب، تحت مسمى “معارضة مسلحة”، وذلك عبر تنفيذ استفزاز كيميائي جديد بالتعاون مع المخابرات البريطانية وإرهابيي “الخوذ البيضاء” ضد الأبرياء في المحافظة، عقد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة عاجلة بدعوة من روسيا الاتحادية لبحث الوضع المستجد في سورية ووضع العالم في صورة ما يحضّر من سيناريوهات دموية بحق الشعب السوري وإلصاق التهمة بجيشه كمقدمة لتبرير أي عدوان عسكري جديد.

مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، أكد خلال الجلسة أن التنظيمات الإرهابية تحضّر لاستخدام السلاح الكيميائي ضد مدنيين في إدلب وتبرير أي عدوان قد تشنه حكومات الدول المشغلة لهذه التنظيمات، مشدداً على أن أي عدوان على سورية إن حصل، فسيكون عدواناً على بلد عضو مؤسس للأمم المتحدة وعلى السلم والأمن الإقليميين والدوليين ودعماً للإرهاب واستهدافاً للجهود التي تبذلها مع حلفائها لمحاربته، وتابع: ليعلم المعتدون أنه على الباغي ستدور الدوائر. في حين جدد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا التحذير من شن عدوان غربي جديد على سورية استناداً إلى ما يحضّر له الإرهابيون حالياً من مشاهد مفبركة حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، وقال: إن وضع مخططات قذرة حول استهداف سورية أمر واضح تماماً للجانب الروسي، وننصح بالامتناع عن ذلك.

وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إقدام الولايات المتحدة على شن عدوان جديد على سورية سيضع المساعي لحل الأزمة فيها تحت الخطر، وسيشكل مثالاً واضحاً على كيفية تصرفها حيال الوضع في هذا البلد. في وقت اعتبر القائد السابق لأسطول الشمال الروسي الأميرال فياتشيسلاف بوبوف أن مجموعة سفن البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط باتت الأقوى فيه، وأنها قادرة على توفير الدعم للجيش السوري في عملياته ضد الارهابيين في إدلب إذا لزم الأمر.

وفي التفاصيل، قال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس حول الوضع في سورية: أضع بين أيديكم معلومات موثقة عن استعدادات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد مدنيين في محافظة إدلب بغية اتهام الجيش العربي السوري وتبرير أي عدوان عسكري قد تشنه حكومات الدول المشغلة لهذه التنظيمات الإرهابية على غرار ما حصل في العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات في السابع من نيسان عام 2017 والعدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي في الرابع عشر من نيسان الماضي، وأوضح الجعفري أنه جرى نقل ثماني حاويات من الكلور إلى قرية حلوز في إدلب تمهيداً للسيناريو المرسوم في مسرحية الهجوم الكيميائي الجديد الذي يتمثل بقيام إرهابيي الحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة الذين يحلو لمعدي تقارير الأمانة تسميتهم “المعارضة المسلحة” من غير الدول باستخدام مواد كيميائية سامة ضد المدنيين السوريين بما في ذلك عشرات الأطفال الذين تم خطفهم منذ أيام في ريفي حلب وإدلب واتهام الحكومة السورية لاستجرار عدوان غاشم عليها مطالباً الدول ذات النفوذ على الجماعات الإرهابية بالعمل على منع عملائها من تنفيذ جريمتهم.

وأشار الجعفري إلى أن بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تستمر في سياسة المكابرة على الخطأ، فبدلاً من الإقرار بالذنب، وتحمّل المسؤولية السياسية والقانونية عن شن حرب إرهابية على سورية وعوضاً عن تصحيح السياسات الكارثية التي انتهجتها هذه الحكومات تجاه سورية، فإنها تمعن في عدوانها من خلال استخدام راياتها السوداء وخوذها البيضاء في التحضير الآن لمسرحيات دموية جديدة باستخدام السلاح الكيميائي في مناطق الشمال الغربي من سورية بهدف عرقلة العملية السياسية الجارية وتبرير عدوان حكومات الدول الغربية في هذا المجلس على سورية واحتلالها أجزاء منها ومحاولة إنقاذ فلول الإرهاب في تلك المناطق.

وجدد الجعفري إدانة سورية البيان الصادر قبل أيام عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ورفضها ما جاء فيه، حيث أكدت مراراً أنها تعتبر استخدام الأسلحة الكيميائية أمراً لا أخلاقياً، وتدين استخدامها في أي مكان وتحت أي ظرف كان وضد أي كان، مشيراً إلى أن سورية لا تمتلك أي أسلحة كيميائية، ونفذت كل التزاماتها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي أعلمت بدورها الجهات الدولية ومجلس الأمن بذلك، حيث تم تدمير مخزون الكيميائي السوري في البحر المتوسط على متن سفينة أمريكية في حين ينتظر مخزون “إسرائيل” من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية الحصول على بركة هذا المجلس للتخلص منها.

وفي رده على مندوبي الدول الأعضاء قال الجعفري: إن سورية وافقت على 2700 طلب من برنامج الغذاء العالمي لإيصال مساعدات للمناطق المحررة وغيرها، ويقوم الهلال الأحمر العربي السوري بشكل متواصل بالتعاون مع الشركاء الإنسانيين المحليين والدوليين بإيصال المساعدات والعشرات من القوافل إلى المناطق التي يحتاج فيها المدنيون إلى المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن بعثة سورية وزعت خلال الشهر الجاري على أعضاء مجلس الأمن والدول الأعضاء شرحاً تفصيلياً لمعنى وأهداف القانون رقم 10 بما يلغي كل التخرصات والمعلومات المغرضة التي يقدمها البعض من حين لآخر حول أهداف هذا القانون، وبالتالي هذا الموضوع ينبغي سحبه من التداول.

نيبينزيا: مخططات قذرة لاستهداف سورية

وأشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة إلى أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يحتجز أكثر من مليوني شخص في إدلب، ويحضّر حالياً بالتعاون مع ما تسمى “الخوذ البيضاء” لاستفزاز واسع حول استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في محافظة إدلب، حيث نقلوا حاويتين من المواد السامة، وهناك ثماني حاويات معدة لهذا الاستفزاز، وثمة مجموعة متخصصة تحاكي تقديم مساعدة إنسانية لضحايا الهجمات الكيميائية تلك، وهذا يتم بمساعدة مؤسسة عسكرية بريطانية خاصة، وربما تكون ذريعة لاستهداف واشنطن ولندن وباريس منشآت سورية على خلفية هجوم كيميائي مزعوم.

وجدد نيبينزيا التأكيد على أن الجيش العربي السوري لا يملك أسلحة كيميائية، وقال: إن وضع مخططات قذرة حول استهداف سورية أمر واضح تماماً للجانب الروسي، وننصح بالامتناع عن ذلك، فتنفيذ أي ضربة غربية على سورية سيضر كثيراً بالعملية السياسية فيها ولن يخدم التنظيمات الإرهابية التي يدافع عنها الغرب، وشدد على أن وجود القوات الامريكية غير الشرعي في منطقة التنف ينتهك سيادة سورية، مشيراً إلى أن “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن بزعم مكافحة تنظيم داعش الإرهابي يحاول السيطرة على موارد البلاد، وقال: إن البلدان الغربية تحمي الإرهابيين، وتتلاعب بالملف الكيميائي لممارسة الضغط على الحكومة السورية، ولاتزال السياسة الاستعمارية مستمرة بهدف تقسيم البلاد عوضاً عن التركيز على التسوية السياسية ومكافحة الإرهاب في سورية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد أعلن في وقت سابق أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة عاجلة بطلب من روسيا لإجراء مشاورات حول الأوضاع في محافظة إدلب.

وأوضح ريابكوف في تصريحات للصحفيين أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بصدد تنفيذ استفزاز كيميائي بالغ الخطورة في المنطقة يقوم خلاله عناصر ما يدعى بجماعة الخوذ البيضاء الإرهابية بتصوير فيديوهات ونشرها على شبكة الانترنت كما حدث في المرات السابقة ثم ستطلق الصرخات المنفلتة حول استخدام مزعوم للأسلحة الكيميائية، وسيتم استخدام هذا الأمر كذريعة لشن عدوان جديد على سورية من الخارج، وأضاف: إن هذا السيناريو واضح تماماً، وتبذل موسكو اليوم كل ما بوسعها من أجل منع تنفيذه.

وبيّن المسؤول الروسي أن ألمانيا والولايات المتحدة يمكنهما منع وقوع الاستفزازات الكيميائية المقبلة في منطقة إدلب، ولكنني على ثقة تامة في أن واشنطن لن تكون مستعدة لاتخاذ تدابير جدية ضد هذا السيناريو المدمر لعملية التسوية الجارية في سورية، داعياً واشنطن وبرلين إلى استخدام نفوذهما على التنظيمات الإرهابية المدعومة منهما بغية الحيلولة دون تطبيق سيناريو الاستفزاز الكيميائي.

وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت قبل أيام عن معلومات مؤكدة تفيد باستعداد إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في محافظة إدلب بغية اتهام القوات السورية، الأمر الذي أعلنت الدول الغربية أنها ستستخدمه كذريعة لشن عدوان جديد على سورية.

لافروف: أي عدوان على سورية انتهاك للقانون الدولي

في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حديث لصحيفة برافدا التشيكية أمس: إنه على الرغم من عدم وجود إثباتات على الادعاءات والمزاعم باستخدام القوات السورية أسلحة كيميائية في مدينة دوما قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الـ 14 من نيسان الماضي بانتهاك المبادئ الأساسية للقانون الدولي وروح ونص ميثاق الأمم المتحدة عبر قصفها للأراضي السورية بشكل واسع بالصواريخ والقنابل ما وضع عملية التسوية في هذا البلد بأكملها تحت الخطر.

وأوضح لافروف أنه لم يتم تقديم أي دليل حتى الآن يثبت الادعاءات حول ما جرى في مدينة دوما في السابع من نيسان الماضي ولم يتم العثور على أي آثار لاستخدام الأسلحة الكيميائية أو ضحايا أو مصابين أو شهود، بل تم العثور على من شارك في افتعال المسرحية وهم من تنظيم “الخوذ البيضاء” الذين زعموا أنهم قاموا بعمليات الإنقاذ حينها.

بوبوف: أسطول “المتوسط” قادر على دعم الجيش السوري

من جهة ثانية اعتبر القائد السابق لأسطول الشمال الروسي الأميرال فياتشيسلاف بوبوف أن مجموعة سفن البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط باتت الأقوى فيه، وأوضح بوبوف في تصريح للصحفيين في موسكو أمس أن هذه المجموعة البحرية اليوم قوية بما فيه الكفاية وإذا تم الحديث عن أرقام فهي ضخمة من حيث العدد والتسليح، وتعد في الفترة الأخيرة المجموعة الأقوى في تلك المنطقة، وقال: إنها قادرة على توفير الدعم للجيش السوري في عملياته ضد الإرهابيين في إدلب إذا لزم الأمر، مبيناً أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ذات أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لروسيا، مشيراً إلى أن حاملات الأسلحة التي يمكن استخدامها ضد الأراضي الروسية هي على مسافة قريبة موصولة بالبحر المتوسط.

وفي سياق متصل أعلن القائد السابق لأسطول بحر البلطيق الأميرال فلاديمير فالويف أن تعزيز مجموعة السفن الروسية في البحر المتوسط يهدف للتصدي لأي عدوان أمريكي جديد محتمل على سورية، وقال: إن وجود مجموعة كبيرة من القوات البحرية الروسية خطوة ضرورية لمنع الاعتداء على سورية بما فيه تحييد ضربات الصواريخ المجنحة توماهوك على أهداف البنية التحتية السورية.

وأضاف فالويف: إن نشر السفن الحربية الروسية في هذه المنطقة يتوافق مع العقيدة العسكرية البحرية للبلاد، ويهدف إلى ضمان أمن سورية.

وكانت صحيفة “إزفيستيا” الروسية ذكرت في عددها الصادر أمس أن روسيا استقدمت في الفترة الأخيرة إلى البحر الأبيض المتوسط 10 سفن حربية وغواصتين، لافتة إلى أن المجموعة البحرية الروسية تضم في الوقت الراهن الطراد المزود بالصواريخ “مارشال أوستينوف” والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات “سيفيرومورسك” وسفينة الاستطلاع الدورية “يتليفي” والفرقاطة “أميرال غريغوروفيتش” وسفينتي الحراسة “الاميرال إسن” و”الأميرال ماكاروف” وسفناً صغيرة مزودة بالصواريخ والغواصتين الكهروديزل “فيليكي نوفغورود” و”كولبينو”.