صحيفة البعثمحليات

لنختار الأفضل

 

يعول السوريون كثيراً على انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي ستجري منتصف الشهر القادم، وهي رسالة للخارج تؤكد أن سورية تتعافى من آلام الحرب التي أوشكت على الانتهاء وتحقيق الانتصار بفضل صمود شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها.
انتخابات ستفرز أعضاء جدداً نأمل أن يكونوا فاعلين في تنمية وتطوير المدن والبلدات والقرى في كل المجالات وفق آلية عمل جديدة بعيدة عن الشكل التقليدي الذي أصابنا بالإحباط نتيجة عدم الوعي الكافي بأهمية الدور المناط بالمجالس، واختيار كوادر غير قادرة على العمل بشكله المطلوب الذي يحقق الغاية والهدف!
هي مرحلة تختلف عن كل المراحل السابقة التي شهدنا فيها حضوراً باهتاً لا يرقى للمستوى المطلوب، سواء قبل الحرب أم خلال السنوات السبع من عمرها، رغم توفر الإمكانات، هي مرحلة ستكون موازية لمرحلة إعادة الإعمار، مرحلة تتطلب أداءً جديداً يعتمد على الخلق والإبداع، في ظل توفر البيئة التشريعية الداعمة لذلك، حيث أناط القانون مهام غاية في الأهمية بالمجالس لتكون اسماً على مسمى، بحيث تتجاوز مهامها الرقابة الشكلية والقرارات الورقية التي تكدّس بالأدراج، ولا تحقق أي قيمة مضافة إلا لصاحبها!
بالمختصر، المطلوب اليوم هو اختيار كفاءات مشهود لها بحب العمل والإخلاص والتفاني، كوادر مؤمنة بأن الوطنية تعمل ولا تتكلم، وتعمل وفق خطط وبرامج مدروسة بعناية تضع في أولوية اهتماماتها “المشاركة الفاعلة بإقرار الخطط اللازمة لزيادة إنتاجية العمل وتحسين نوعية الإنتاج ووضع أسس استثمار الثروات المحلية التي لم تحدد التدابير والخطط المركزية ووضع أسس التصرف بالأموال الخاصة للمحافظة”، هذه مطالب أساسية أجمع عليها السوريون، وركّز عليها الإعلام بوسائله المختلفة الذي انطلق منذ ثلاثة أيام برؤية بصرية جديدة ودورة برامجية نأمل أن تكون قريبة من المواطن الذي يحتاج إلى توعية بأهمية الانتخابات المنتظرة، بحيث لا تكون مجرد أداء واجب انتخابي، وإنما وجود قناعة بأهمية صوته في صنع الفارق الانتخابي الإيجابي.
غسان فطوم
ghassanftom@gmail.com