“ذهبنا” بين “الزينة والخزينة” جزماتي لـ”البعث”: إنهاء الخلاف حول رسم الإنفاق الاستهلاكي باتفاق تراضٍ مع “المالية” قيمته 150 مليون ليرة شهرياً
خياران اثنان لا يزالان يحكمان حركة الشراء والبيع في سوق الذهب في سورية عامة ودمشق خاصة، وهما “زينة وخزينة”، على حد تعبير غسان جزماتي رئيس جمعية الصاغة بدمشق، الذي كشف في تصريح خاص لـ”البعث” عن أمر لافت أصبح ملاحظاً في هذا الخصوص، وهو إقدام مقتنو الأونصات والليرات الذهبية تحديداً، على بيعها لتأمين سيولة بهدف تمويل أعمالهم ونشاطاتهم سواء كانت تجارية أم صناعية أم حرفية، أم لتوسيع وإعادة ترميم محالهم ومنشآتهم وبيوتهم.
مؤشر هام
جزماتي وحول قراءته لهذا التوجه، يرى أن ارتفاع واتساع حالة الأمن والأمان كانت سبباً رئيساً وراء ذلك، ما يدل على بداية عودة نشطة لقطاع الأعمال والإعمار، في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهذا بحد ذاته مؤشر هام جداً. أما عن النسبة التي يشكلها ممن يقدمون على بيع ما لديهم من أونصات وليرات ذهبية فقدرها رئيس الجمعية بنحو 20% من مجمل من يبيعون مصاغهم وحليهم.
بشكل مقطوع
وبالنسبة لموضوع زيادة رسم الإنفاق الاستهلاكي على شراء المصاغ والحلي، وما نتج عنه من خلاف بين الصياغ وتنظيماتهم من جهة، وبين وزارة المالية من جهة أخرى، والذي كان له أثر سلبي واضح في حركة السوق، كشف جزماتي عن أن الموضوع قد تم حله وبالتراضي بين الطرفين، حيث تم الاتفاق على أن تسديد 150 مليون ليرة شهرياً وبشكل مقطوع لوزارة المالية، من قبل الجمعيات في دمشق وحلب وحماة.
مبيع 600 كغ..
ولفت رئيس جمعية الصاغة بدمشق إلى عدم وجود طلب على الأونصة والليرة منذ بداية العام الحالي 2018، بينما زاد الإقبال والطلب على شراء الحلي من أساور وخواتم وسناسل ومختلف مصاغ التزيين، مؤكداً أن مبيعاتها تراوحت ما بين 10 – 12 كغ عشية عيد الأضحى، بينما بلغ المعدل الوسطي اليومي لمبيعات الذهب 5 كغ، من بداية هذا العام حتى نهاية الشهر السادس، أي 100 كغ في الشهر، وما مجموعه 600 كغ خلال النصف الأول، نافياً بذلك صحة ما نشر حول الكميات المبيعة من الذهب والتي وصلت على حسب ما نشر، ومن مصادر خاصة في جمعية الصاغة إلى أرقام قياسية هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب على سورية، حيث كشفت تلك المصادر عن أن المبيعات التي تم تسجيلها عشية عيد الأضحى، فترة المناسبات الاجتماعية بامتياز، في أسواق دمشق تحديداً، قاربت الـ18 كيلو غراماً وجميعها من مشغولات الذهب: سلاسل وخواتم وأساور.
58% للادخار
ولفت جزماتي إلى انعكاس الوضع الأمني إيجاباً على توجهات المشترين، حيث كان الإقبال على شراء المصاغ يشكل ما نسبته 15% فقط، وكان الإقبال على الادخار (أي شراء الأونصات والليرات) هو الغالب وبنسبة 58%، وذلك ما بين عامي 2012 و2016، منوهاً إلى أن الادخار حالياً هو صفر.
100%
وفيما يتعلق بموضوع التزوير للمصاغ ونسبته، أكد أنه لا يتجاوز الواحد بالألف، وقد تم ضبط هذا الأمر، حيث تم مخالفة نحو 5 مخالفين وتغريمهم بمبالغ مالية وصلت في إحدى الحالات إلى مليون ليرة سورية، وفي أخرى إلى 800 ألف ليرة، وثالثة إلى 400 ألف ليرة، لا بل أكد أن التزام الصاغة بالدمغة يصل نسبتها إلى 100%، وما ساعد على ذلك هو وعي المواطن الذي بات يتأكد من وجودها على كل قطعة قبل عملية شرائها، إضافة إلى دوريات الجمعية مع دوريات الرقابة في مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وهي بمعدل دورية كل شهر، إلى جانب التوجيه بعدم قيام أية مطبعة بطباعة أية فواتير عندها، إلاَّ بموجب كتاب رسمي موجه من جمعية الصاغة للشخص المراد.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com