الصفحة الاولىصحيفة البعث

فلسطين: وقف تمويل الأونروا هدفه تصفية قضية اللاجئين

 

بعد قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقف التمويل المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، عبّرت الوكالة عن أسفها العميق وخيبة أملها من إعلان واشنطن، وأشارت في بيان إلى أن قرار الإدارة الأمريكية كان مفاجئاً بالنظر إلى قيامها بتجديد اتفاقية التمويل في كانون الأول من عام 2017 والذي عبّر عن اعتراف الولايات المتحدة بالإدارة الناجحة والمتفانية والمهنية لوكالة الأونروا.
وأكدت الأونروا استمرارها باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تأمين الدعم مع الشركاء الحاليين، وتقديم خدمات ومساعدات عالية الجودة لأكثر من 5.4 ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة والأردن ولبنان وسورية.
وكانت الإدارة الأمريكية جدّدت، قبل يومين، انحيازها الفاضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي وضغوطها على الفلسطينيين لمنع إقرار حقوقهم المشروعة، وأعلنت رسمياً وقفها تمويل وكالة الأونروا.
فيما جدّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي التأكيد على أن قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل وكالة الأونروا “سياسي بامتياز”، وهدفه إنهاء عمل الوكالة، وتصفية قضية اللاجئين.
واعتبر أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة في بيان صحفي، أن رسالة المفوض العام للأونروا بيير كرينبول الموجهة للاجئي فلسطين ولموظفي وكالة غوث عرّت الموقف الأمريكي، وكشفت حجم المؤامرة التي تحاك ضد قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد كرينبول في رسالته ألا أحد يستطيع نزع صفة لاجئ عن اللاجئين الفلسطينيين وأن الوكالة ستواصل تقديم خدماتها بإصرار أكبر وعزيمة لا تلين، إضافة إلى رفضه القرار الأمريكي.
ورأى أبو هولي في هذا الموقف رداً قاطعاً من المفوض العام على الإدارة الأمريكية التي تحاول اختزال أعداد اللاجئين الفلسطينيين إلى 500 ألف بدلاً من 5.4 ملايين، وإسقاط صفة اللاجئين عن أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب أبو هولي الدول الممولة للأونروا وكل شركائها برفع مساهماتها المالية، لافتاً إلى أن حجم الإدانة والرفض للقرار الأمريكي يعبّر عن مدى تفهم المجتمع الدولي لأهمية استمرار عمل الوكالة في تقديم خدماتها لحين إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
من جهتها، أعلنت الحكومة البريطانية التزامها دعم وكالة “الأونروا” واللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط.
وفي تصريح نشره الموقع الالكتروني للحكومة، أكد وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت أن المملكة المتحدة ستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الضرورية في هذا الوقت.
كما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين المتواصلة على الشعب الفلسطيني ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وقالت الوزارة: “إن إصدار بيانات إدانة واستنكار لتلك الاعتداءات لم يعد كافياً لأنها لا تشكل أي رادع لسلطات الاحتلال يجبرها على وقف إجراءاتها التعسفية”.
وشدّدت الخارجية الفلسطينية على أن تلك الجرائم ترتكب في إطار تقاسم واضح للأدوار بين سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة بهدف تكريس الاحتلال، وابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين منها وصولاً إلى تهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية، الأمر الذي يؤدي إلى إغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لقيام دولة فلسطينية.
ميدانياً، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة صيادين فلسطينيين قرب ساحل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن زورقاً حربياً تابعاً للاحتلال حاصر قارب صيد على متنه ستة من الصيادين الفلسطينيين في بحر مدينة دير البلح وسط القطاع واعتقلهم واستولى على القارب.
يذكر أن قوات الاحتلال البحرية تتعمد بشكل يومي التضييق على الصيادين قرب سواحل قطاع غزة عبر ملاحقتهم وإطلاق النار صوب قواربهم بهدف منعهم من الصيد.
كما أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 8 سنوات خلال قمع قوات الاحتلال للفلسطينيين في بلدة كفر قدوم في الضفة الغربية.
وكان 180 فلسطينياً أصيبوا بجروح مختلفة في قطاع غزة جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة صوب مئات الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار في القطاع.
كما استهدفت بحرية الاحتلال بالرصاص عشرات القوارب الفلسطينية المشاركة في المسير البحري السادس لكسر الحصار عن قطاع غزة ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية معاً أن بحرية الاحتلال أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع على نحو 50 قارباً شارك في المسير البحري الذي انطلق أمس من ميناء الصيادين في غزة نحو شمال القطاع وضم طلاباً وجرحى وعدداً من المتضامنين لكسر الحصار المفروض على الصيادين في بحر قطاع غزة ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
وأكدت الهيئة العليا لكسر الحصار أن المسيرات ستبقى مستمرة براً وبحراً حتى كسر الحصار عن القطاع.
وتتعمد بحرية الاحتلال استهداف الصيادين في بحر غزة بشكل يومي وتمنعهم من ممارسة مهنتهم التي يكسبون منها في مواجهة الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على أهالي القطاع منذ العام 2006.