ثقافةصحيفة البعث

ملاحظات إعلامية ياوسائل الإعلام

 

 

أكرم شريم

لقد صرنا نسمع في وسائل الإعلام، وما أكثرها وما أكثر تكاثرها هذه الأيام، لدرجة أن أي إنسان يستطيع أن يحصل على وسيلة إعلام وذلك بإشغال غرفة واحدة لا غير في منزله!. وحين أستمع إلى عشرات البرامج والتي تعتمد كلها على أحاديث الناس.. أحاديث المستمعين أو المشاهدين أتذكر دائماً المثل الشعبي القائل: (حكي الناس مثل زخ المطر!). إذن، فقد أدرك أجدادنا ومن قديم الزمان هذه الحقيقة، وأعاننا الله على ذلك في المستقبل حيث يمكن أن تصبح وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية وهي الآن أكثر من ألف محطة إذاعية وأكثر من ألف محطة تلفزيونية أقول حيث يمكن أن تصبح بالآلاف!. فيعود الناس جميعاً إلى قراءة الصحف، وسامحونا على هذا التفاؤل بالإعلام الصحفي!.
ولنأخذ الآن هذه المحطة التلفزيونية التي تقول في برنامج لها: (نحن نختار لك زوجتك)!.. إذن فالرجل اليوم والشاب خاصة لا يحتاج أن يبحث عن الفتاة التي تعجبه، أو بمعنى أدق، التي يرق لها قلبه ويحبها وتحبه ويتفقان على الزواج وبأحاديث طويلة، وحلوة أيضاً وعلى كل شيء في المستقبل!. إن وسائل الإعلام هي التي ستحب له ويرق قلبها له وتحدد له المستقبل مع هذه المجهولة، وقبل أن يعرفها أو يحبها، ونترك الباقي وما ستكون عليه النتيجة، نتيجة هذا الزواج الإعلامي ومثله الإلكتروني والرقمي و(….) إلى المجهول!.
وهذه محطة إعلامية أخرى تدعو إلى المساواة في الميراث في الإسلام!. أي أن تأخذ المرأة مثل الرجل (الأنثى مثل الذكر) من الميراث، وليس كما ورد في القرآن الكريم (وللذكر مثل حظ الأنثيين) وذلك من باب الدفاع عن حقوق المرأة!. ونقول: طالما أن المرأة في الإسلام وفي كل الأديان السماوية وغير السماوية هي من مسؤولية الرجل، ومنذ ولادتها يكون والدها هو المسؤول عنها، وحتى تكبر وتتزوج، وحين تتزوج يكون زوجها هو المسؤول عنها وعن كل ما يلزم لها ولأولادهما من مصاريف وحاجات مدى الحياة، فكيف إذن تأخذ المرأة مثل حظ الرجل؟! إنها بذلك تكون تأخذ أكثر منه، لأنها إذا أخذت مثله، فهو يصرف عليها طوال حياتها ومنذ ولادتها، إذن تكون قد أخذت أكثر منه وليس مثل، فما هي هذه الطلبات الأبعد عن الواقعية! وكذلك هناك دعوة نسائية أيضاً للمساواة في المسجد، فكيف بالله عليكم يمكن أن أركع وأسجد والمرأة أمامي، ومعنا في الصفوف، وتعطيني هذا المنظر حين تركع أو تسجد أمامي؟!.
ومحطة تلفزيونية عربية أخرى ترينا كل الطرق وكل الأماكن التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحراء عندهم، وفي المغر، وقبل الرسالة وبعدها كأن يقول: الرسول مر من هنا، جلس مع أبي بكر هنا، وضع قدمه هنا، فتضايق أبو بكر ولكنه لم يتحدث، وشعر الرسول أن أبا بكر تدمع عيناه فسأله… وإلى آخر هذا الاعتداء على الدين والحقيقة والشعوب! وهكذا تكون النصيحة اليوم إن اختيار الإعلامي الجيد والمناسب، وخاصة المسؤول يجب أن يكون قبل وأهم من تأمين المبالغ وإعطاء الموافقات لافتتاح أو تشغيل أية محطة إعلامية في العالم، وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.