الرئيس خادجيمبا يزور ضريح الجندي المجهول ومعالم أثرية ودينية: التناغم والانسجام بين الأديان دليل على عراقة سورية وحضارتها
زار السيد راؤول خادجيمبا رئيس جمهورية أبخازيا صباح أمس ضريح الجندي المجهول في جبل قاسيون، ووضع إكليلاً من الورد على الضريح تقديراً لتضحيات وبطولات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، وسجّل كلمة في سجل كبار الزوار.
وقام الرئيس خادجيمبا بجولة، رافقه فيها وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف رئيس بعثة الشرف وأعضاء الوفد الضيف، إلى أبرز المعالم التاريخية والدينية في مدينة دمشق القديمة، بدأها من الجامع الأموي الذي يعد من روائع الفن المعماري الإسلامي، حيث استمع إلى شرح مفصل عن تاريخ الجامع ورمزيته وتاريخ المنقوشات والزخارف التراثية التي يشتهر بها، وقام بجولة في أرجاء الجامع، وسجل كلمة في سجل الزوار، بالإضافة إلى جولة في الأسواق الدمشقية المحيطة به.
واطلع خادجيمبا على قصر العظم في دمشق القديمة الذي يعتبر أنموذجاً للفن المعماري العربي الإسلامي المتطوّر والبيوت الدمشقية الكبيرة، ويعكس هذا المبنى الأثري إبداع أكثر من 800 حرفي ومعماري دمشقي، وتم افتتاحه كمتحف أثري عام 1953، وأهم ما يشتهر به التماثيل الجصية التي صنعت بورشة المعمل الفني التابعة للمديرية العامة للآثار والمتاحف بالإضافة إلى التزيينات الدينية والأشعار المنقوشة على جدرانه.
كما زار الرئيس الأبخازي خان أسعد باشا جنوب شرق الجامع الأموي، الذي تعتبر بوابته الضخمة من أهم وأجمل واجهات المباني الأثرية في سورية، وشملت الزيارة الكنيسة المريمية، كبرى كنائس دمشق وأقدمها، والتي تعد من أهم المواقع الأثرية المسيحية في سورية، حيث أكد الرئيس خادجيمبا خلال لقائه المعاون البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري أن التناغم الديني الذي رآه في دمشق القديمة دليل على عراقة حضارة سورية وشعبها.
وخلال زيارته إلى بلدة صيدنايا بريف دمشق تجوّل الرئيس خادجيمبا والوفد المرافق في دير سيدة صيدنايا، الذي يضم مزاراً وكنيسة، واستمع إلى شرح حول الدير الذي ترجع المصادر التاريخية بناءه إلى الفترة بين عامي 527 و565 ميلادي. كما زار الرئيس خادجيمبا بلدة معلولا التي تتميز ببيوتها المبنية ضمن الجبال الصخرية وبحفاظ سكانها على اللغة الآرامية إلى اليوم إلى جانب اللغة العربية.
واطلع الرئيس خادجيمبا والوفد المرافق على المعالم الأثرية التي تتميز بها البلدة، ومروا عبر فج مار تقلا الصخري الشهير، وشاهدوا الآثار القديمة التي تعود إلى القرون الميلادية الأولى، واستمعوا من المطران لوقا الخوري والمعنيين في دير مار تقلا إلى شرح حول تاريخ المنطقة وما تعرضت له من تخريب على يد التنظيمات الإرهابية، وكيف أعاد أهل البلدة ترميمها وبناءها.
وأعرب الرئيس خادجيمبا في نهاية جولته عن أمانيه بعودة الأمن والسلام إلى كل أنحاء سورية، موجّهاً شكره للسوريين على حسن الاستقبال والضيافة والمحبة التي أحيط بها في هذه الأرض المباركة.
وكان الرئيس خادجيمبا بدأ الثلاثاء زيارة رسمية إلى سورية تستمر أربعة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين، ويجري مباحثات لتطوير العلاقات بين البلدين وخلق آفاق للتعاون بينهما.