خطة جديدة لتقطيع الضفة
لا يتجاوز تعداد قرية خان الأحمر المئتي نسمة، لكن يبدو من خلال إصرار سلطات الاحتلال على هدمه وإخلائه من سكانه الأصليين، في سبيل تهويده وبناء مخطط استيطاني جديد على أراضيه، أن للحكاية بُعدٌاً آخر، إذ يكتسب الخان أهميته الاستراتيجية من كونه يربط شمال وجنوب الضفة الغريبة، وهو المنطقة الفلسطينية الوحيدة المتبقية في منطقة “E1”، حيث سيمكّن هدم الخان الأحمر سلطات الاحتلال من توسيع الاستيطان بشكل يقطع الضفة الغربية إلى قسمين، ما سيجعل تحقيق حلم “إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً” مستحيلاً.
وبحجة البناء غير القانوني، قررت سلطات الاحتلال هدم القرية، وأخطرت الأهالي بأن خيارهم الوحيد هو الانتقال إلى منطقة عرب الجهالين، وهو موقع بالقرب من مكب نفايات أبو ديس.
وتبدي قوات الاحتلال هذه الفترة تصعيداً على مستوى عالٍ ضد الفلسطينيين، وذلك بالتوازي مع الإعلان عما يسمى “صفقة القرن” وقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مروراً بـ”قانون القومية” وتهويد الأراضي الفلسطينية، وليس انتهاءً بقرار وقف دعم وتمويل وكالة “الأونروا” وقطع المساعدات عن المستشفيات الفلسطينية.
ويمكن القول إن القضية الفلسطينية باتت على المحك، وإن أي توانٍ أو ضعف سيبدد أحلام التحرير واستعادة الحقوق المغتصبة، لذا تتطلب المرحلة القادمة أعلى درجات الصمود والمقاومة، واستجماع التأييد الدولي، فالمعركة اليوم قد تحولت إلى معركة “كسر عظم” في سبيل هدف وحيد، وهو تصفية القضية، وتضييع آخر فرص نضال الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وبناء دولته المستقلة.
والتعويل دائم على عناد الشعوب وإصرارها على تحقيق أهدافها المشروعة، ولكن لا يمكن أن تواجه الشعوب بمفردها آلات القتل والتدمير شرائع اغتصاب الحقوق، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح، ليكون مصدر الأمل المتبقي هو “محور المقاومة” الذي تحمل سورية رايته، وتقود نضاله لحماية قضية العرب الأولى.
ريناس إبراهيم