رياضةصحيفة البعث

بعد الصافرة المصارعة وغض البصر

انتظرنا بفارغ الصبر موعد بطولة الجمهورية للمصارعة لفئة الرجال حتى نشاهد إنجازات الاتحاد الجديد الذي ظل أعضاؤه ينظرون خلال الفترات السابقة، ويضعون الملاحظات على عمل الاتحاد السابق، وبالفعل حان الموعد المنتظر، وأقيمت البطولة يوم الخميس الماضي بضيافة صالة الفيحاء، لتكون المفاجأة غير السارة.

البداية كانت من حيث التنظيم، فعلى عكس البطولات التي أقيمت خلال السنوات الماضية، امتازت البطولة الحالية بغياب أدنى مقومات الإدارة والتنظيم، فموعد النزالات التي كانت مقررة في الثامنة صباحاً تأخر لمدة ساعتين لسبب مثير للسخرية ألا وهو عدم وجود أحد من أعضاء الاتحاد لمد البساط المخصص للعب، طبعاً لأن أعضاء الاتحاد فهموا أن المسؤولية هي في الجلوس على الكراسي وانتظار من يقوم بالأعمال عنهم، فبقي اللاعبون ينتظرون حتى جاء أحد خبرات اللعبة وقام بنفسه وبمساعدة اللاعبين بمد البساط، وبذلك تأخر ختام البطولة، ما جعل بعض المحافظات تغادر قبل نهايتها خوفاً من ظلمات الليل في سفرها الطويل!.

وبالانتقال لمجريات البطولة لم يكن التحكيم في أفضل صوره مع الاعتراضات الكثيرة، وغياب القرار الدقيق عن بعض النزالات، وربما سيكون من الأفضل في قادم الأيام ألا يكون رئيس لجنة الحكام والمشرف التحكيمي للبطولة مديراً فنياً لأحد الأندية، وذلك تلافياً للقيل والقال.

البطولة أفرزت لاعبين قادرين على تمثيل المنتخب في البطولات القادمة، وأثبتت أن استبعاد بعض الأسماء لأسباب شخصية كان خطأ كبيراً، فهذه الأسماء على صغر سنها استطاعت الظفر بلقب البطولة، وللإشارة فقط فإن البطولة بمجرياتها شهدت غياب أعضاء المكتب التنفيذي، وخاصة عن مراسم التتويج.

ما جرى خلال البطولة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأسماء الموجودة حالياً غير قادرة على تنظيم بطولة، فكيف ستتطور لعبة تحتاج تفكيراً استراتيجياً؟.. ولكن يبقى السؤال الأبرز: لماذا يتم غض البصر من قبل القيادة الرياضية عن الاتحاد الذي جاء بطريقة تحمل الكثير من إشارات الاستفهام؟.

الكلام كثير عن المصارعة واتحادها، وأغلبه معروف للقاصي والداني، ولكن تبقى الآمال بأن نشاهد تحركاً جدياً لإنقاذ اللعبة من الانقسامات التي تعيشها.

مؤيد البش