دور المثقف في المرحلة الراهنة
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بالرقة ندوة فكرية بعنوان (دور المثقف في المرحلة الراهنة) في المركز الثقافي العربي في حماة، وأشار رئيس الفرع بالرقة عيد الدرويش إلى المثقف ووعي الذات, وتجذير الوعي للمقاومة ودور المثقف في الحروب الثقافية العالمية التي اتخذت منهجها كالحروب العسكرية,وأكد على أهمية الدور الذي يلعبه المثقفون العرب في تشكيل الوعي وتشكيل الذات العربية.
وتناول د.علي الشعيبي موضوع “مقدمات في أسس الصهيونية – مقاربات راهنة” تحدث فيه عن المقاربة الصهيونية للإسلام, وتساءل إذا استطاعت اختراقه.
وأشار الأرقم الزعبي في محور “ثقافة جامعة” إلى ضرورة وضع خطة ثقافية وطنية جامعة, وطرح عدداً من الإشكاليات التي يجب تخطيها لوضع هذه الخطة, ومنها (كيف نحافظ على الذات الثقافية الوطنية,والحاجة إلى مشروع ثقافي يجمع الذات بالآخر, وثقافة الكل المركب,وبين ملامح هذه الثقافة في أن تكون تنويرية إنسانية, وحركية إبداعية,وثقافة تبني الجمال,وتكون تراكمية, وتسمح بالتصالح والتقارب بين ما هو حداثي,وما هو تقليدي, وان تكون ثقافة موضوعية) وتساءل الزعبي عن ماهية الخطة الثقافية الوطنية في جانب الوضوح,وهل تم تحليل عمل ودور المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة؟ ومن هي الجهة المشرفة على عمل هذه المؤسسات ومراقبته؟…واقترح ضرورة تشكيل مجلس للثقافة الوطنية.
وتحدث رئيس اتحاد كتاب حماه مصطفى صمودي عن حاجتنا إلى مثقف عضوي يحكم العقل لا النقل,لأن المثقف أول حصن يتصدى وآخر حصن ينهار,وأشار إلى الاستهداف الأوربي للعرب عبر منظريهم وفلاسفتهم,مؤيدا قوله بوصية القديس لويس التي وجهها ضد الوطن العربي والتي مفادها (ضرورة غزو العرب فكريا, وفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه, وإبقائه في حالة التبعية واللا استقرار).
وتحدث د. نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب عن (المثقف بين النظرية والممارسة) حيث تساءل عن ماهية المثقف وهل هو من كان يحمل شهادة علمية؟ أو هو الروائي والشاعر والأستاذ الجامعي؟ وأكد على أن ليس كل متعلم مثقف, بدليل أن في تاريخنا العربي مبدعين وفلاسفة لم يتلقوا أي تحصيل علمي,فكيف يتم ضبط هذا المصطلح وهو رجراج وزئبقي أوهمنا أن كل الكتاب والقراء والفلاسفة والأطباء مثقفون, ثم اخذ المصطلح بأنه الإنسان الذي يعمل في حقل الثقافة,ولا تضاد بين الممارسة والنظرية وهو أمر متلازم.
وشرط المثقف كما يراه الصالح أن تكون الممارسة ابنة شرعية للنظرية والا فهو دعي ثقافة,وشرط المثقف ان يكون له دور وان يكون فاعلا في مجتمعه, وأشار الصالح الى الحرب الكونية على سورية,وتساءل عن دور وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب في مواجهة هذه الحرب,وعن عدد المثقفين الذين تصدوا لها وتطابقت آراءهم وسلوكياتهم مع أفعالهم وأقوالهم, ,وأكد الصالح أننا مطالبون اليوم، والحرب في نزعها الأخير، أن نصنع الوعي الثقافي الجديد في سورية .
محمود البعلاو