الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

اليوم العالمي لغسل اليدين بالصابون

 

هذا ما تطلعكم عليه مفكرة هذا اليوم، كما لو أنها نكتة “كيوت”، إلا أن الضحك عليها، يستفز الأعصاب، بل ويجعلها مهترئة، فعلى ما يبدو أن المجتمعات “المدنيّة” التي تقوم حكوماتها بالسطو على مقدرات العالم بالبلطجة المنوعة، والثقافية من بعضها، لم يعد لديها ما يشغلها، حتى صار كل يوم في السنة يحمل واحدة من ترهاتها المضحكة تلك التي يقول الناس عند سماعها: “ضحكتني ومو جاي ع بالي” فاليوم مثلا يصادف اليوم العالمي لغسل اليدين بالصابون!، وياله من يوم رغوي بامتياز. إذ يُعرف هذا اليوم اختصارا بـ “G HD”، هو حملة تهدف إلى رفع الوعي بأهمية غسل اليدين بالصابون باعتبارها عاملا أساسيا في الوقاية من الأمراض. ويرجع تاريخ انطلاق الحملة إلى عام 2008.

مبدئيا الفكرة خفيفة نظيفة كما يقال، هيا لنغسل أيدينا بالماء والصابون جميعا، ولنرمي عن أكتافنا أعباء الحياة، فذلك مهم في هذا اليوم، حتى لو لم يلحق آلاف الأطفال اليمنيين والسوريين، الفلسطينيين والليبيين فعل ذلك، لأنهم ببساطة صاروا جثثا متفحمة قبل أن تصل راحاتهم الغضة للصابون بلحظات، وذلك برعاية “الأمم المتحدة” أو “أمم أمريكا المتحدة” لا فرق، وهذا ما يجعل تلك المناسبات فارغة من مضمونها، ولا تؤخذ على محمل الجد، بل ولها ما لها من أساليب لسرقة المال العالمي، ليس ببديهيتها فقط، بل وبجهل القائمين عليها، بالكثير من أحوال الناس في العالم أو تجاهلها والأخير هو المرجح، رغم أنها موجودة وبوحشية قل نظيرها في التاريخ على كل منابر العالم الإعلامية، لكن هذا لا يعنيها، فالمهم هو اليوم العالمي لغسيل اليدين، وغدا اليوم العالمي للحلاقة، وهذا يعني بالمقام الأول، جماعة الطبقة الكلاس التي تتنمي إليها من باب النفاق الاجتماعي العالمي العابر للحدود، العديد من الوجوه العالمية المنافقة بما تدعو إليه،وكما العادة التمويل من الأمم المتحدة، التي هي في الأصل يجب أن تسمى: “أمم أمريكا المتحدة” باعتبارها من بقية إرثها الذي يعتبره “الكاوبوي” الأمريكي الأرعن حقا من حقوقه أيضا لمجرد أنه بلا أخلاق، وأيضا باعتباره صاحب المدفع الأكبر، وهذا حسب فلسفة “نابليون بونابرت -1769-1821-“الله مع صاحب المدفع الأكبر”.

يوم “غسل اليدين”، ويوم “نشر الغسيل” للتوعية لضرورة أشعة الشمس بقتل البكتيريا، يوم “الهوت دوغ”، ويوم “اللازورد”، وغيرها من الأيام التي لم تقدم أي خدمة للبشرية، سوى أنها جعلت السرقة العالمية، بما يدفعه الأعضاء في الأمم المتحدة لها، شرعية، ليس هذا فقط، بل وزاهية وجميلة أيضا وعمياء صماء خرساء، وليغسل أطفال اليمن وسورية وفلسطين، أياديهم بالدماء، فهذا اليوم لغسل اليدين بالصابون، وال أ ف 16 بالتأكيد لا ترمي صابونا معطرا على أولئك الأطفال.

تمّام علي بركات