الصفحة الاولىصحيفة البعث

دفعة سادسة من المهجرين تعود من لبنان افتتاح معبر نصيب مع الأردن.. وعلم الوطن يرفع فوق معبر القنيطرة

 

 

بعد إغلاق استمر سنوات جراء تآمر البعض على سورية، وسيطرة التنظيمات التكفيرية، افتتح أمس معبر نصيب- جابر الحدودي مع الأردن، وبدأت حركة عبور السيارات والأشخاص بين البلدين، كما رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق معبر القنيطرة مع الجولان العربي السوري المحتل.
هذا الإنجاز جاء نتيجة لانتصارات الجيش وتضحياته في مواجهة المجموعات الإرهابية، ذراع الغرب والكيان الصهيوني، وبالتالي فإنه يشكل انتصاراً لسورية، ويعود بالفائدة الاقتصادية على الصناعيين والتجار والمزارعين، ولأهلنا في الجولان، ويعد مقدمة لدول كثيرة تسعى لإعادة العلاقات مع سورية بعد أن فشل المخطط الصهيوأطلسي في إسقاط سورية، ما جعل الآخرين حتى ممن تآمروا أن يعيدوا حساباتهم ويهرولوا باتجاه فتح قنوات مع الدولة السورية.
وفي إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني لإعادة جميع المهجرين إلى أرض الوطن، عاد أمس مئات المهجرين السوريين إلى قراهم وبلداتهم في أرياف حمص ودمشق وحماة وحلب التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب عبر معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس الحدودية مع لبنان، فيما تواصلت أعمال الورشات الفنية في مدينة دير الزور لإعادة الحياة إلى أحيائها المحررة عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرقات لإدخال المواد الأساسية إليها، والبدء بإعمار وتأهيل البنى التحتية والمنازل المتضررة فيها نتيجة اعتداءات تنظيم داعش عليها بالمفخخات والقذائف الصاروخية قبل اندحاره عن المدينة.
وفي التفاصيل، ذكرت مراسلة “سانا” من معبر نصيب أن جميع الإجراءات اللوجستية اتخذت لاستقبال حركة عبور السيارات والأشخاص على الجانب السوري من قبل جميع الجهات والوزارات المعنية، وبدأت حركة دخول عدد من السيارات والأشخاص من سوريين وأردنيين إلى سورية.
وأعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار أول أمس أنه تم الاتفاق مع الجانب الأردني على إعادة فتح معبر نصيب-جابر الحدودي بين البلدين اعتباراً من أمس “الاثنين” إثر اجتماع اللجنة الفنية السورية الأردنية في مركز جابر الحدودي والاتفاق على الترتيبات والإجراءات الخاصة لإعادة فتح معبر نصيب-جابر.
وبعد افتتاح المعبر قام وفد اقتصادي يضم محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين السوري، ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس، ومحمد حمشو أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية، إضافة إلى مدير عام الجمارك السورية فواز أسعد، وعدد من رجال الأعمال السوريين بزيارة إلى مركز جابر الأردني، حيث أكد السواح في تصريح للصحفيين أن معبر نصيب-جابر يشكّل شرياناً رئيساً لعودة تدفق البضائع بين سورية والأردن وتنشيط الاقتصاد، وهو منطقة عبور لسورية نحو دول الجوار، ويتمتع بالأهمية نفسها بالنسبة للأردن، وكشف السواح عن إقامة مكتب للتصدير في معبر نصيب لتخديم المصدرين بالتوازي مع توفير كل المعلومات، وتقديم كل مساعدة تتطلبها حركة عبور التجارة عبر نصيب الذي سيشكل افتتاحه رافداً مهماً للاقتصاد السوري.
ولفت السواح إلى أنه في غضون أسابيع قليلة سيتم افتتاح مركز دائم للصادرات السورية في كل من عمان والكويت وأيضاً العراق على اعتبار أن فتح المعبر سيمكّن البضائع السورية من الوصول إلى الأسواق العراقية عبر الأردن، مبيناً أن مئات الشركات السورية متحمسة لعرض منتجاتها في المركز الذي سيتم تنفيذه وفق المعايير العالمية، وبالشكل الذي يقدّم المنتج السوري بأفضل صورة.
من جانبه أشار رئيس اللجنة الزراعية في اتحاد المصدرين السوري إياد محمد إلى أنه تم إدخال شاحنة محملة بنحو 21 طناً من الفواكه والخضار إلى الأردن كهدية من سورية إلى الفعاليات الاقتصادية في الأردن بينما تم بالمقابل إدخال شاحنة أردنية محملة بالتمر إلى سورية، ولفت محمد إلى الأهمية الكبيرة لافتتاح المعبر ودوره في تنشيط حركة النقل البري وتنقل الأشخاص بين البلدين.
هاني أبو حسان، رئيس غرفة صناعة إربد الأردنية، بيّن في تصريح مماثل أن الزيارات الاقتصادية بين البلدين لم تنقطع، مشيراً إلى أن دخول الوفد الاقتصادي السوري إلى مركز جابر قادماً من معبر نصيب هو ترجمة حقيقية للجهود الجبارة لدى القطاع الخاص مع الجهات الحكومية في البلدين، ولفت إلى أن رجال الأعمال الأردنيين وجدوا تجاوباً كبيراً من الحكومة السورية، معتبراً أن سورية والأردن رئتان لجسد واحد، والشريان عاد اليوم بينهما.
عبد السلام ذيابات، رئيس غرفة تجارة الرمثا، أشار إلى أن سورية والأردن ترتبطان بعلاقات عائلية واجتماعية، ونأمل أن يعود الاستقرار إلى كامل المحافظات السورية، لافتاً إلى أن أمن واستقرار سورية من أمن واستقرار الأردن.
زياد الحمصي، رئيس غرفة صناعة عمان، أكد أن العلاقات الاجتماعية بين البلدين عادت على الفور، والعلاقات الاقتصادية بدأت بالعودة تدريجياً، موضحاً أن نصيب هو شريان أساسي بين سورية والأردن، وهو دافع قوي لإعادة تنشيط التجارة بين البلدين.
وفور افتتاح المعبر شهد حركة عبور عشرات الأشخاص في صورة تعبّر عن شغف لزيارة سورية على اختلاف مقاصدهم وغاياتهم.
هشام فريوني، رجل أعمال سوري مقيم في الأردن، كان أول الداخلين إلى سورية عبر نصيب، أكد أنه جاء ليوصل رسالة للجميع بأن المعبر آمن وسورية آمنة، وستعود أفضل مما كانت.
ولفت المواطن الأردني محمد المحمود إلى حسن الاستقبال، معبّراً عن اشتياقه لزيارة سورية بعد سنوات، في حين أكد محمد عوض أن فرحته لا توصف بزيارة سورية، متمنياً للشعب السوري أن يعيش في ظل أمان واستقرار، وموجهاً التحية لمن حمى أرضها.
محمد البلاسمة أشار أيضاً إلى فرحته الكبيرة، مشبهاً نفسه بطفل لم ينم ليلة أمس، وهو يستعد لرؤية بلده الثاني سورية.
وحول إجراءات الاستقبال وتسهيل عبور المدنيين لفت أمين جمارك نصيب رائد سعد إلى أن المعبر افتتح أمام حركة المسافرين والبضائع المغادرة والقادمة، وجميع الإجراءات يتم العمل بها ضمن أمانة نصيب، مبيناً أن المعبر جاهز لوجستياً لاستقبال جميع البضائع ضمن الإمكانيات المتاحة حالياً إلى أن تتم إعادة تأهيل المعبر بشكل كامل.
وأوضح رئيس مركز الهجرة والجوازات في المعبر العقيد مازن غندور أن عناصر المركز جاهزة على مدار الساعة لاستقبال القادمين والمغادرين وهو مجهز بما يلزم لتقديم كل التسهيلات للمسافرين.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري طهرت في تموز الماضي المعبر الحدودي من الإرهاب، وأعادت إليه الأمن، وباشرت الورشات الفنية أعمال الترميم في المعبر وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا، إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البري، وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين.
وفي القنيطرة ” محمد غالب حسين” رفع علم الجمهورية العربية السورية أمس فوق معبر القنيطرة مع الجولان العربي السوري المحتل بعد نحو خمس سنوات على إغلاقه نتيجة سيطرة التنظيمات الإرهابية عليه قبل اندحارها من المحافظة.
وذكر محافظ القنيطرة المهندس همام دبيات أن افتتاح معبر القنيطرة بشكل رسمي جاء بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري على الإرهاب، وطهر المحافظة من التنظيمات الإرهابية التي أغلقت المعبر لنحو 5 سنوات بعد انسحاب قوات الأندوف من المنطقة، مبيناً أن لافتتاح المعبر أهمية ورمزية كبيرة، وهو انتصار حقيقي يسجل في تاريخ سورية، فبعد أن كان المعبر يشكل نقطة دعم للإرهابيين من قبل العدو الإسرائيلي خلال فترة سيطرتهم عليه، أصبح الآن بوابة لدعم أحرار الجولان الذين نوجه لهم التحية لصمودهم ومواقفهم الوطنية المشرّفة.
وقال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حكمت الهجري: نحن اليوم في عيد وطني حقيقي، لأن فتح هذا المعبر من جديد هو إعادة فتح للشريان الأساسي مع الجولان الذي لم ولن ننسى أهلنا فيه لثبات مواقفهم وتمسكهم بهويتهم وقوميتهم وتاريخهم الحافل بالمقاومة، وقريباً سيكون هذا المعبر فسحة للتواصل مع الأهل في الجولان المحتل.
بدوره أشار العميد مازن يونس رئيس مكتب الهدنة إلى أن المعبر يؤمن جميع النواحي التي تضمن التواصل مع أهلنا في الجولان السوري المحتل، خاصة ما يتعلق منها بالنواحي البروتوكولية المتعلقة بتصديق وثائق رسمية وعبور الطلاب والمشايخ وشراء موسم التفاح من الأهالي بالإضافة لأي حالات إنسانية تتطلب المعالجة، ولفت إلى أن قوات الأمم المتحدة ستعيد انتشارها في مواقعها السابقة التي كان يسيطر عليها الإرهابيون، مبيناً أن عدد القوات التي ستنتشر 1250 مراقباً دولياً ونحو 100 عنصر مدني من مختلف الجنسيات يعملون كإداريين وللتحميل اللوجستي، وهذه القوات تعتبر بعثة أممية انبثقت عن قرارات الأمم المتحدة التي تنص على أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية السورية.
وبيّن العميد يونس أنه بعد ترميم مقر نبع الفوار انتشرت قوات الأمم المتحدة فيه وفي 4 مواقع في الحرمين، كما أن هناك نحو 22 موقعاً ومحرساً لقوات الاندوف.
من جانبه لفت العماد سيرجي كورالينكو نائب قائد القوات الروسية في سورية إلى أن الجهات المعنية السورية قامت بجهود كبيرة مع قوات الأمم المتحدة لتجهيز هذا المعبر وتحضيره لإعادة فتحه من جديد، مبيناً أنه بعد تسليم المجموعات المسلحة التي كانت تنتشر في المنطقة أسلحتها إلى الجيش العربي السوري وبالتعاون مع روسيا تمت إزالة الألغام ومن ثم تنفيذ عدة دوريات للتأكد من تأمين المنطقة، تلاها دورية مشتركة مع الأمم المتحدة من مدينة البعث إلى القنيطرة وصولاً إلى افتتاح المعبر بعد تجهيزه بشكل كامل.
المنسق الميداني للجنة الدولية للصليب الأحمر في عموم الجنوب السوري محمود صلاح أوضح أن لفتح المعبر أهمية إنسانية ودوراً في إعادة الروابط العائلية بين أهالي الجولان السوري المحتل والأراضي السورية، لافتاً إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتطلع لإعادة الدور الإنساني المتمثل في لم شمل العائلات، إضافة إلى إعادة تصدير ونقل الفواكه وخاصة التفاح الذي تشتهر به منطقة الجولان، وذلك في إطار التفويض الممنوح للجنة وفق الاتفاق الموقع عام 1974.
وعلى وقع انتصارات الجيش العربي السوري وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها التنظيمات الإرهابية المدعومة من كيان العدو الاسرائيلي تم في الـ 19 من آب الماضي التوصل لاتفاق في القنيطرة ينص على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم، وعودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.
في الأثناء دخلت عشرات الحافلات السورية من معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس الحدودية قادمة من الأراضي اللبنانية وعلى متنها مئات المواطنين السوريين الذين هجرتهم التنظيمات الإرهابية من منازلهم في أوقات سابقة من أرياف حمص ودمشق وحماة وحلب، وبيّن مراسل سانا من معبر الدبوسية بريف حمص أن عدة حافلات تقل مئات المواطنين السوريين وصلت إلى المعبر، حيث تم نقلهم إلى بلداتهم وقراهم في مدينة حمص والرستن وتلبيسة وتلكلخ وريفي حماة وحلب بعد تقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم ولا سيما لقاحات شلل الأطفال واللقاحات المتوجبة حسب أعمار الأطفال.
وأشار مراسل سانا من معبر جديدة يابوس في ريف دمشق إلى وصول مئات المهجرين السوريين بفعل الإرهاب العائدين من لبنان إلى المعبر عبر حافلات سورية دخلت في وقت سابق إلى لبنان لنقلهم إلى منازلهم في قراهم وبلداتهم بعد إعادة الخدمات الأساسية إليها من قبل الجهات المعنية في المحافظة.
وفي منطقة القلمون الغربي بريف دمشق ذكر مراسل سانا من معبر الزمراني الحدودي أن عشرات السيارات الخاصة والشاحنات دخلت من المعبر قادمة من الأراضي اللبنانية، وتحمل على متنها مئات المهجرين متوجهين إلى قراهم وبلداتهم المحررة من رجس الإرهاب.
وعبّر عدد من العائدين عبر المعابر الثلاثة عن شكرهم للجيش العربي السوري على بطولاته وتضحياته التي أثمرت عن تحرير قراهم وبلداتهم من الإرهاب، ما أتاح لهم العودة إلى أرض الوطن بعد سنوات من التهجير، مشيرين إلى أن إعادة الخدمات الأساسية إلى مناطقهم شجعتهم على العودة، والبدء بممارسة حياتهم الطبيعية.
ولفت المواطنون العائدون إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المهجرين السوريين يرغبون بالعودة إلى قراهم وبلداتهم بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى أرض الوطن وبانتظار الترتيبات اللازمة لإتمام عودتهم بأسرع وقت ممكن من الأراضي اللبنانية.