اختتام مهرجان السويداء الثاني للأفلام القصيرة
اختتمت فعاليات مهرجان السويداء الثاني للأفلام القصيرة الذي أقيم في سينما بلانت بمدينة السويداء بمشاركة أفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
واتسمت الأعمال المقدمة ضمن منح مشروع دعم سينما الشباب بالرمزية والأسلوب غير المباشر قي العرض وعكست جميعها الواقع الذي نعيش برؤية شبابية امتازت بحيوية العرض وإبداع الأفكار.
اثنا عشر فيلما جمعها عنوان واحد هو “أطياف ومرايا” ضمن مهرجان السويداء، خيارات متعددة ومتنوعة استند إليها المخرجون الشباب وان ابتعدت في بعض الحالات عن المعنى الدرامي ألا أن الفضاءات المفتوحة والنهايات المغلقة عكست المستوى الجمالي عبر حركة كاميراتهم وكان لكل مخرج طريقته الخاصة في عرض المشاهد والتي امتازت بالجرأة في البعض منها، إضافة إلى كونها مشاهد منفصلة تجاوزت حدود الزمان والمكان قادت الجمهور إلى رسم العديد من الأفكار
دلالات وتقاطعات
قدم فيلم “رسالة غير كافي” شخصية انتحاري بطريقة أثارت جدلا عند الجمهور وحسب مخرج الفيلم مجد شيباني هناك مبررات دفعت الانتحاري للقيام بفعله والتي تعود إلى الجعل الذي جعلته ينساق نحو القيام بفعلته هذا
العمل الحائز على الجائزة الفضية في مسابقة (أفلام دعم سينما الشباب) هذا العام كان خاتمة الأفلام الاثني عشر التي قدمت على مدار يومين، إذ استهل المهرجان أعماله بعرض أفلام شكة دبوس وبترا ووحل وزين، ومن الأفلام المشاركة فيلم “نخب ثاني” سيناريو وإخراج أسامة عبيد الناصر والذي تقول عنه مروى الأطرش بطلة الفيلم أن رسالته كانت إبراز الفروق الطبقية التي ساهمت الحرب بإبرازها عبر بعض التفاصيل بحالة رمزية مكثفة استندت على خصائص العمل السينمائي، والفيلم الذي حصد الجائزة الذهبية وجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة العام الماضي والمشارك في مسابقة الفيلم الروائي القصير ضمن فعاليات الدورة الـ 34 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط يلخص على مدار 22 دقيقة بلغة بصرية مكثفة أفكاراً تحمل تأويلاتها عبر الكثير من الدلالات والتقاطعات يوميات مدينة منطلقاً (ورقة نقدية من فئة الخمسمئة ليرة) بحيث تتقاطع فيه بعض الأحداث والعلاقات يرسم إطارها آخرون ويجسد واقع الناس كل حسب حاجته.
أفكار عميقة
الأفلام التي أنتجها مجموعة من الشباب رغم صعوبة التنفيذ لجهة الوقت ومشاكل التصوير أدخلت دما وروحا جديدة للسينما السورية تختلف عن الأساليب القديمة ففيلم “غرفة واحدة لا أكثر” يسلط الضوء على الازدواجية التي نعاني منها في مجتمعاتنا الشرقية عبر شخصية فنانة تشكيلية متميزة ومنطلقة تمتلك مقومات قوتها وحضورها، لكن ذلك ينحصر بين جدران غرفتها التي تسكنها وتمارس فنونها وتعبيراتها المختلفة عن ذاتها ومواهبها وروحها، وما إن تخرج حتى يختلف الأمر، وتصبح شخصا آخر، لتكون تلك الازدواجية وجهها الآخر، والفيلم سيناريو وإخراج علي الماغوظ شارك في مهرجان “لويس لوميير” في العاصمة باريس من بين أربعة أفلام عربية فقط في عام2016.
كما تم عرض فيلم “راجعين” للمخرج محمد سماك الذي عبر خلال خمس دقائق من الوقت عن هموم الشباب السوري وضياعهم خلال الحرب، والفيلم الحائز على الجائزة الفضية في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة في دورته الرابعة يحكي عن عدة مشاكل يعاني منها الشباب السوري وأثر الحرب على بلادنا وتم تصويره في مقهى الروضة الذي يجمع جميع فئات وطبقات المجتمع السوري.
دعوة للأمل
وبيّن رئيس اللجنة المنظمة المخرج عصام الداهوك أن الأعمال المشاركة هي من أفلام الشباب المميزة التي حصلت على جوائز خلال مشاركتها بمسابقات سينمائية محلية ودولية مشيرا أن المهرجان يسعى لتكريس نفسه كحدث سنوي بهدف تنشيط الحياة الثقافية والفنية وتبادل الخبرات في مجالات صناعة السينما وتشجيع المهتمين والمخرجين والموهوبين الشباب داخل المحافظة بما يسهم في تنشيط الحركة السينمائية فيها.
ووجد المخرج رفعت الهادي في هذا المهرجان ظاهرة صحية تقرب وجهات النظر حول الواقع الإنساني القائم عبر كل أبعاده الإنسانية والاجتماعية والفكرية حيث تبحث الأفلام في عمق الوجدان الإنساني وتعكس تفكير الشباب وإبداعهم
المهرجان الذي اختتم أعماله فتح أبوابا كثيرة أمام إبداع الشباب وطموحهم خاصة وأن جمهور السويداء الذواق للفن والإبداع خلق حاضنة مهمة لهؤلاء الشباب ويبقى المهم هو إنتاج أفلام أكثر تفاؤلا وفرحا وتطلعا لمستقبل أفضل بعيدا عن الواقع المأساوي الذي نعيش.
رفعت الديك