دفعات جديدة من المهجرين في لبنان تعود إلى قراها في 5 محافظات روسيا: الوجود الأمريكي على الأراضي السورية احتلال
في إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني لإعادة جميع المهجرين إلى أرض الوطن، عادت أمس دفعات جديدة من المهجرين السوريين إلى قراهم وبلداتهم، في أرياف حمص وحلب وحماة ودير الزور ودمشق، والتي فروا منها في أوقات سابقة هرباً من جرائم الإرهابيين عبر معبري الدبوسية وجديدة يابوس الحدوديين مع لبنان، وأعرب عدد من المهجرين العائدين عن شكرهم وامتنانهم للجيش العربي السوري الذي كان له الفضل في تخليص مناطقهم من رجس الإرهاب وإعادتهم إلى منازلهم.
وفيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن التنظيمات الإرهابية في سورية تمتلك قدرات تقنية تسمح لها باكتشاف الترددات اللاسلكية التي تستخدمها الطائرات الحربية الروسية، الأمر الذي يؤكد وقوف جهات دولية وراءها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو تعتبر تصرفات واشنطن على الأراضي السورية احتلالاً واضحاً، مشددة على أن المرشح لمهمة مبعوث الأمم المتحدة يجب أن يكون مقبولاً من الحكومة السورية، ومبدية استعداد موسكو للتعاون البنّاء معه.
وفي التفاصيل، أفاد مراسل سانا من معبر الدبوسية في ريف حمص الغربي بدخول 11 حافلة من الأراضي اللبنانية وعلى متنها مئات المهجرين السوريين، حيث تم نقلهم إلى بلداتهم وقراهم في ريف حمص الشمالي وأرياف حلب وحماة ودير الزور ودمشق، مبيناً أن كوادر وفرقاً طبية تابعة لمديرية صحة حمص قامت بتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمهجرين العائدين عبر معبر الدبوسية، ولا سيما لقاحات شلل الأطفال واللقاحات المتوجبة حسب أعمار الأطفال، وأشار إلى وصول حافلات سورية إلى معبر جديدة يابوس دخلت في وقت سابق إلى لبنان تقل مئات المهجرين العائدين لنقلهم إلى منازلهم في قراهم وبلداتهم بعد إعادة الخدمات الأساسية إليها من قبل الجهات المعنية في المحافظة.
وقدّم عدد من العائدين الشكر للجيش على بطولاته وتضحياته التي قدمها لتحرير قراهم وبلداتهم من الإرهاب، ما أتاح لهم العودة إلى أرض الوطن بعد سنوات من التهجير، مشيرين إلى أن إعادة الجهات الحكومية المعنية الخدمات الأساسية إلى مناطقهم شجعتهم على العودة لممارسة حياتهم الطبيعية، والمساهمة في إعادة الإعمار والبناء، ولفت المواطنون العائدون إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المهجرين السوريين بانتظار الترتيبات اللازمة لإتمام عودتهم من الأراضي اللبنانية إلى قراهم وبلداتهم بعد إعادة الأمن والاستقرار إليها.
من جهة ثانية ذكر مراسل سانا في حلب أن الإرهابيين أطلقوا رشقات من الرصاص المتفجر على أطراف حي جمعية الزهراء انفجرت في محيط القصر العدلي في مدينة حلب، وأدت إلى أضرار مادية في أماكن سقوطها، ولفت إلى أن وحدات الجيش ردت على الفور بالأسلحة المناسبة على مصدر الاعتداء، وهو التنظيمات الإرهابية المنتشرة جنوب غرب المدينة، وحققت إصابات مباشرة بين صفوفها.
في غضون ذلك أشار نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فومين خلال منتدى شيانغشان الدولي الثامن للأمن في بكين إلى أن طائرة استطلاع أمريكية من طراز “بوسديون 8” عملت على توجيه الدرونات التي هاجمت القاعدة الروسية في حميميم مطلع العام الجاري، مبيناً أن 13 طائرة دون طيار شكلت سرباً قتالياً واحداً، وشنت هجومها على القاعدة، وجرى توجيهها من قيادة موحدة.
ودعا المسؤول العسكري الروسي إلى التوقف عن تجهيز الإرهابيين بالمعدات العالية التقنية والأسلحة الحديثة، مبيناً في الوقت نفسه أنه بعد تعرض الدرونات لتأثير التشويش الالكتروني الروسي تراجعت إلى مسافة محددة، وجرت إدارتها من الفضاء، وتوجيهها إلى ثغرات محددة حاولت التسلل عبرها، ولكنها تعرضت للتدمير.
وكانت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب شنت خلال الفترة الماضية عشرات الهجمات بواسطة طائرات مسيّرة دون طيار على القاعدة الروسية في حميمم والقاعدة البحرية في طرطوس، حيث تصدت لها وسائط الدفاع الجوي ودمّرتها.
وشدد المسؤول العسكري الروسي على استحالة التوصل إلى اتفاق مع الإرهابيين، وقال: لا يمكنك التوصل إلى اتفاق أو مهادنة مع الإرهابيين، بل يجب فقط تدميرهم، وليس هناك إرهابيون جيدون، وآخرون أشرار، لذلك لابد من القضاء عليهم، وعدم الانتظار حتى يتكاثروا ويصلوا إلى منازلنا، مبيناً أن هذا هو السبب في عدم تردد روسيا للحظة واحدة لتلبية دعوة الحكومة السورية للمساعدة في القضاء على الإرهابيين الدوليين في سورية، وأشار فومين إلى أنه على مدى السنوات الماضية حرر الجيش السوري بدعم من القوات المسلحة الروسية مساحات كبيرة من البلاد من إرهابيي تنظيم داعش ومجموعات اللصوص التي انضمت إليهم.
سياسياً، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي أمس الوضع في سورية، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للصحفيين: جرت مناقشة الوضع في سورية والمدى الذي وصلت إليه التسوية السياسية في هذا البلد.
وكان الرئيس الروسي أكد خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي في موسكو أول أمس ضرورة توحيد الجهود الدولية لحل الأزمة في سورية، وتسهيل عودة المهجرين جراء الإرهاب إلى بلدهم.
من جهتها أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: إنه في شمال شرق سورية وجنوبها وفي التنف يوجد في الواقع احتلال غير مقنع من قبل القوات الأمريكية لأراضي الدولة السورية ذات السيادة، وأضافت: وفقاً للمعلومات الواردة فإن الإرهابيين الذين وجدوا ملاذاً آمناً في منطقة يبلغ طولها 55 كيلومتراً تحت السيطرة الأمريكية يقومون بابتزاز المدنيين الذين يريدون الخروج من المنطقة عن طريق إجبارهم على دفع مبالغ مالية.
وفي سياق آخر أكدت زاخاروفا أن المرشح لمهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية يجب أن يكون مقبولاً من الحكومة السورية، واستعداد موسكو للتعاون البنّاء معه، وقالت: نؤكد التركيز على التفاعل البنّاء مع خليفة ستافان دي ميستورا منطلقاً من المبادئ الأساسية للوساطة الأممية، ويجب أن يكون شخصاً مقبولاً من الحكومة السورية، وكان دي ميستورا أعلن الأسبوع الماضي نيته الاستقالة نهاية شهر تشرين الثاني المقبل.