بسام ناصر: التحضيرات جارية لمهرجان فرح الطفولة
يشارك مسرح العرائس ضمن مهرجان دمشق الثقافي الذي تقيمه وزارة الثقافة حالياً من خلال العرض العرائسي “حارس الغابة يا صديقي” تأليف فاليري بيتروف إعداد وإخراج سلوى الجابري إشراف بسام ناصر، وتأتي هذه المسرحية ضمن مجموعة من الأعمال التي يسعى مسرح العرائس لإعادة عرضها بعد أن سبق وقُدِّمت منذ سنوات طويلة ولاقت استحساناً كبيراً لدى جمهور الأطفال حين عرضها، علماً أن مسرحية “حارس الغابة يا صديقي” سبق وأن قدمتها المخرجة سلوى الجابري لأول مرة عام 2001 لتعيد تقديمها ثانية عام 2008 واليوم هي من ضمن الأعمال التي ينوي مسرح العرائس في مديرية المسارح والموسيقا إعادة تقديمها ضمن خطة يسعى المسرح لتنفيذها خلال الأيام والأشهر القادمة.
وجهة نظر مختلفة
وأوضح مدير مسرح الطفل والعرائس بسام ناصر أن فكرة إعادة عرض بعض العروض العرائسية تهدف إلى استقطاب الآباء الذين شاهدوا هذه العروض في صغرهم واصطحاب أطفالهم اليوم لمشاهدة العرض نفسه، مبيناً أنه يشرف على هذه التجربة في ضوء غياب أصحاب الأعمال الأصليين لسبب أو لآخر، منوهاً إلى أن الإعادة لن تكون بتقديم هذه العروض بشكل جديد كلياً وإنما بوجهة نظر أخرى مع المحافظة على صياغتها القديمة وسدّ بعض الثغرات التي كانت موجودة فيها، مبيناً أن التحضير لتقديم “حارس الغابة يا صديقي” كان منذ فترة وقبل احتفالية مهرجان دمشق الثقافي لتقديمه على خشبة مسرح العرائس تحية لمخرجته الفنانة سلوى الجابري التي سبق وأن قدمته مع مجموعة متميزة من الممثلين، مشيراً إلى أنه العمل الأول في تجربة إعادة بعض عروض مسرح العرائس تباعاً، موضحاً أنه تم الاتصال مع المخرجة الجابري التي رحبت بالفكرة وكانت مطمئنة على إعادته بالشكل المناسب، خاصة وأنها تثق بناصر الذي كانت أستاذته في يوم من الأيام، مبيناً ناصر أن عدداً من الممثلين القدامى عادوا وشاركوا في العرض بصيغته الجديدة، مع إشارته إلى أنه حرص على تغيير أدوارهم التي كانوا يجسدونها.
كما بيَّن ناصر أن هذا العرض يتوجه إلى جمهور مختلف من الأطفال، فالطفل السوري اليوم ليس هو نفسه طفل العام 2008 حيث بات أطفالنا بأمسِّ الحاجة لفرجة مسرحية تنتشلهم من الظروف التي عاشوها خلال الحرب، وبالتالي فإن تعاطي الأطفال مع العمل سيكون مختلفاً وفقاً للثقافة التي يحملونها.. من هنا فإن حضورهم اليوم للمسرح هو بمثابة علاج يمكن أن يقدمه لهم المسرح الذي له تأثير كبير عليهم، منوهاً ناصر إلى أن جمهور مسرح العرائس والطفل هو جمهور العائلة.
الجابري والعشّا مكرَّمان
وأشار ناصر أنه يتم التحضير حالياً لعملين جديدين للمخرج عبد السلام بدوي وعمل آخر من الكبار للصغار إخراج تاج الدين ضيف الله مع أعمال أخرى لتكون جاهزة لتشارك ضمن مهرجان فرح الطفولة الذي اعتادت مديرية المسارح والموسيقا إقامته خلال العطلة الانتصافية، إلى جانب عدة عروض أخرى لمسرح القطاع الخاص الذي سيقدم عروضاً على خشبات مسارح المراكز الثقافية في دمشق وريفها، وعروضاً للمسارح في مختلف المحافظات ليكون جديد دورة المهرجان لهذا العام تقديم عرض مسرحي للأطفال في مدينة درعا، في حين يبلغ عدد العروض المشاركة في المهرجان أكثر من 30 عرضاً مسرحياً للأطفال، متمنياً أن تزداد رقعة المهرجان في الأعوام القادمة لتشمل كل المحافظات، منوهاً إلى أن مهرجان هذا العام سيكرم شخصيتين لهما باع طويل في مسرح العرائس في حفل افتتاح مهرجان فرح الطفولة في مسرح الحمراء والذي ستحييه فرقة أجيال من خلال عمل جديد لها.. وعن سبب غياب الندوات عن المهرجان رأى ناصر أن الفكرة واردة في الدورات القادمة للمهرجان حين يعود الاستقرار بشكل نهائي لكل الأراضي السورية وإمكانية استضافة عروض عربية وشخصيات مهمة على صعيد مسرح الطفل للاستفادة من تجارب الآخرين وتبادل الخبرات لتطوير عمل مسرح الطفل في سورية.
ووجه ناصر عتباً على وسائل الإعلام وخاصة المرئي منها الذي لا يسلط الضوء على عروض مسرح العرائس والطفل بالشكل الذي يستحقه هذا المسرح والعاملون فيه، على الرغم من وجود حيز كبير لبرامج الأطفال فيها والبعيدة عن هذا المسرح ونشاطاته والتي تتوجه للحديث عن موضوعات أسهل، مؤكداً أن وسائل الإعلام المقروءة هي المبادرة دوماً لتتبع الحركة المسرحية بشكل عام ومسرح الطفل والعرائس بشكل خاص.
يشارك في تجسيد شخصيات “حارس الغابة يا صديقي” الممثلون: بسام ناصر، تماضر غانم، إيمان عمر، تحريك الدمى أيهم جيجكلي، رندا شماس، زينب ديب، عصام حمدان.. والفنيون: التأليف الموسيقي سامر الفقير، تصميم وتصنيع الدمى عاصم الخيال، تصميم إعلاني زهير العربي، مكياج منور الخطيب، إضاءة إياد العساودة، صوت إياد الخطيب، خدمات خالد جمعة ورضا رمال .
وعروض مسرحية “حارس الغابة يا صديقي” مستمرة يومياً على خشبة مسرح العرائس الرابعة ظهراً.
أمينة عباس