الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“درب الخبز” .. سورية ستغير وجه العالم بانتصارها

 

 

“الوطن ما بينشلح وبينلبس.. الوطن عند الوفي متل النفس”، بهذه الكلمات التي تحمل كل الوجدانيات بصوت الفنان الكبير دريد لحام الممتزج بدموع الوجع اختُتم العرض المسرحي الغنائي الراقص “درب الخبز” على مسرح الأوبرا الذي قدمته جوقة الفرح بمشاركة عدد من الممثلين وفرقة آرام للمسرح الراقص، بتوقيع المخرج عروة العربي وقيادة المايسترو رجاء الأمير شلبي بحضور خاص للبيانو –العازف إياد جناوي- على مدى أربعة أيام.
كان الراوي -الفنان دريد لحام- المحرّك الأساسي للأحداث والرابط بين فصول الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية بالانطلاق من الربيع الأول تفجر الفتنة بين ضيعة درب الخبز وضيعة درب الماء، إلى الربيع الثاني “صار بين الخي والخي ألف حاجز، والجار ما عاد جار” إلى إصابة نجمة واستشهاد الطفلة نور وخطف المختار وتجار الحرب، إلى الربيع الثامن الذي يحمل بشائر الانتصار والمصالحة بين الضيعتين.
بُني العمل الذي ألّفه ميشيل نصر الله على الحوارات والسردية المتناسبة مع مقطوعات مأخوذة من أعمال عدة مثل “اسكيتش العوافي يابو شهدان” ومشهد الحاجز من مسرحية “ومشيت بطريقي” وأغنيات، منها “صار بدنا حريق”، واعتمد على سينوغرافيا رائعة لأجواء الضيعة ببيوتها الحجرية ومنعطفاتها وأدراجها والبئر والطاحونة والعربة والناعورة، مع فنية الإضاءة، ولاسيما باللون الأحمر.
وتحدثت حنان سارة المشاركة بالمؤثرات الصوتية مع مهندس الصوت نضال قسطون بأن ما قدمته جوقة الفرح كان نوعاً من التحدي العالمي بالأداء التمثيلي والغنائي المباشر وفق أحدث التقنيات ونظام المايكات، وتمكنوا من التحكم بالصوت من خلال التوازي والتناغم بين الصوت الغنائي والموسيقي مع الدراما، وهو مشروع “ميوزيكال لايف” مع العدد الكبير من الكورال والمجاميع.
وألقى الأب زحلاوي كلمة على مسرح الأوبرا بيّن فيها أنه وفى بعهده للسيد الرئيس بشار الأسد بانطلاقة الجوقة لتقديم مسرح غنائي متكامل، وشكر سيد الوطن لدعمه جوقة الفرح ومساعدته لإنجاز هذا العمل الضخم الذي يقدّم صورة عما حدث في سورية التي تآمر عليها العالم، مبيّناً أن سورية تملك كل الإمكانات للارتقاء بكل الفنون التي تعكس هوية سورية.
ووجّه دعوة لكل من يستقبل الفرقة لعرض “درب الخبز” في مناطق سورية كلها وفي أية دولة لتقديم صورة حقيقية لسورية التي تحمل للعالم الحبّ والوفاء والسلام، وستبقى سورية كما عرفناها وسنواصل الدرب، وأن سورية التي قدمت كثيراً من التضحيات منَّ الله عليها بالنصر والصمود بمساعدة أصدقاء لها، “وقريباً ستغيّر وجه العالم بانتصارها”.
ملده شويكاني