السباعي في الندوة الاقتصادية لفرع درعا: الزراعة والصناعة حاملا التنمية
درعا- دعاء الرفاعي:
تركزت محاور الندوة الاقتصادية التي نظمتها قيادة فرع درعا للحزب، وبحضور الرفيق عمار السباعي عضو القيادة المركزية رئيس المكتب الاقتصادي المركزي، حول دور القطاع الزراعي والصناعي في عملية التنمية الاقتصادية.
وأكد الدكتور قاسم الربداوي، الأستاذ في كلية الآداب بجامعة دمشق، على أهمية التنمية البشرية في سورية والتي تتطلب التركيز على مجموعة من الأولويات الأساسية، أهمها تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، حيث لا استمرار في التقدم بالتنمية البشرية من دون ترسيخ المساواة وتقليص الفوارق بشكل عام، وبحسب النوع بشكل خاص في مؤشرات التعليم والصحة والدخل، حتى وإن لم تكن آثارها واضحة في المجتمع.
وأوضح أن للتزايد السكاني في محافظة درعا تأثيراً سلبياً كبيراً على التنمية الحضرية، كما هو الحال في بقية محافظات القطر، ويظهر ذلك من خلال زيادة عدد سكان المراكز الحضرية وتوسعها أفقياً بشكل متواصل.
ولفت الربداوي إلى أنه قام بدراسة هذا الموضوع نظراً إلى أهميته، موضحاً أن التزايد السكاني المتواصل كان سبباً في زيادة عدد المراكز الحضرية وحجمها بين عامي 1970-2010، إذ ارتفعت نسبة التحضر من 14% إلى 41%، وازداد عدد سكان المحافظة خلالها.
وشدد على أن التنمية البشرية في سورية عموماً أصيبت بنكسة خلال سنوات الحرب الثماني جراء تعرض قطاعات الزراعة والصناعة والبنى التحتية والاقتصاد للتخريب والتدمير من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، موضحاً أهمية الإحصائيات الدقيقة التي توصل إليها حول عدد السكان ومختلف شرائح المجتمع من خلال ترسيخ مبادئ الديمقراطية الشعبية التي تلعب دوراً كبيراً في زيادة التنمية البشرية ومقارنة شاملة على مدى أربعين عاماً.
وعرض الربداوي مقترحات عدة وحلولاً من شأنها إيجاد توازن بين النمو الاقتصادي والسكاني وتقديم دعم لتنمية المراكز البشرية.
بدوره الدكتور خالد العتمة، أستاذ في كلية الاقتصاد، تحدث عن التنمية الاقتصادية المستقبلية، وأهمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها أحد مرتكزات التنمية في سورية، وقد أدت الأزمة إلى تراجع واضح فيها، مبيناً أنها تبقى المحرك الأساسي لعودة العمل الاقتصادي نظراً لما تتمتع به من خصائص.
ولفت إلى دور القطاع الصناعي في رفع مستوى المعيشة في المجتمع، حيث يساهم التقدم الصناعي في الازدهار الاقتصادي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال السياسي، كما تعمل الصناعة على توفر الرفاهية للشعوب من خلال ما تقدمه من منتجات، إضافة لدور القطاع الزراعي، وبالنظر للتاريخ نجد أن معظم الدول الصناعية والمتقدمة بدأت نهضتها بالزراعة أولاً ومنها انطلقت إلى النهضة الصناعية، ثم النهضة الاقتصادية، والآن هناك نقلة جديدة في المعلومات والبرمجيات وقطاع الخدمات المساندة بصفة عامة، والتي أصبحت تشكل في بعض الدول أكثر من 40% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وأكد على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لدعم هذه المشروعات، كونها تمثل الرؤية المستقبلية المطلوبة، وتكليف المنظمات الداعمة لبعض الأعمال مثل الغرف التجارية والصناعية والزراعية والسياحية مع الإسراع، وتفعيل عمل مؤسسة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفي مداخلة له، أكد الرفيق السباعي أن تنمية الاقتصاد الوطني مسؤولية تشاركية بين الحكومة والاتحادات المعنية والمجتمع ولاسيما أننا مقبلون على مرحلة إعادة الإعمار والتي ستكون بخبرات وطنية وبمشاركة الأصدقاء والحلفاء الذين وقفوا معنا.
وأوضح أن إقامة المعارض والمؤتمرات الاقتصادية ولاسيما معرض دمشق الدولي دليل على حالة التعافي التي يعيشها الاقتصاد الوطني.
وفيما يتعلق بواقع القطاع العام، أوضح الرفيق عضو القيادة أنه الداعم الأساسي لاقتصادنا الوطني وخلال أعوام الحرب، وقد وفر مقومات الصمود الوطني، مبيناً أن قيادة الحزب والدولة جادة في إصلاحه ودعمه، وتأمين السبل الكفيلة بنجاحه وتطويره.
حضر الندوة أمين فرع الحزب الرفيق حسين الرفاعي، والرفيق المحافظ محمد خالد الهنوس، وفعاليات حزبية ورسمية، وعدد من الفعاليات الاقتصادية في محافظة درعا.