الصفحة الاولىصحيفة البعث

نيويورك تايمز: ابن سلمان خطط لاغتيال كبار الشخصيات الإيرانية

 

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن تخطيط مخابرات النظام السعودي لتنفيذ عمليات اغتيال لكبار الشخصيات الإيرانية، باستخدام شركات خاصة، الأمر الذي يكشف طبيعة نظام بني سعود، والذي يتحمّل، بشكل مباشر وغير مباشر، مسؤولية المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وتلك التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
وحسب الصحيفة الأمريكية فإن مسؤولين كبار في الاستخبارات السعودية مقربين من ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، سألوا مجموعة صغيرة من رجال الأعمال العام الماضي عن إمكانية استخدام شركات خاصة لاغتيال شخصيات إيرانية “معادية للمملكة”، وفق ما نقلت عن 3 أشخاص مطلعين على النقاشات. وأضافت الصحيفة: إن النقاشات جرت قبل أكثر من عام على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث كان ابن سلمان يوجّه مستشاريه لتصعيد العمليات العسكرية والاستخبارية خارج المملكة، ما يدل وفق “نيويورك تايمز” على أن “كبار المسؤولين السعوديين بدؤوا بحث مسألة الاغتيالات منذ بداية صعود ابن سلمان”. وخلال النقاش سأل الجنرال أحمد عسيري عن إمكانية قتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلى “أن النقاش كان جزءاً من سلسلة من اجتماعات لبحث خطة لتخريب الاقتصاد الإيراني، وضعها رجال أعمال أميركيون يملكون خلفيات استخبارية، حيث أرادوا الحصول على تمويل سعودي لخططهم تجاه بلد يعتبرونه والسعوديين تهديداً كبيراً، فضلاً عما تؤمنه هذه الخطط من دخل مربح لهم”.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإنّ “رجال الأعمال ترددوا لدى طرح عسيري طلب تنفيذ عمليات الاغتيال المذكورة، وقالوا: إنهم بحاجة لمشاورة محاميهم الذي رفض بشكل قاطع الخطة”، وأضافت: “حينها أبلغ الأميركيون السعوديين بأنهم لن يشاركوا في أي اغتيالات. لكن رجل الأعمال اللبناني الأمريكي جورج نادر نصحهم بشركة مقرها لندن، تديرها قوات عمليات خاصة بريطانية سابقة لتنفيذ المهمة”.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن “نادر هو من رتّب اللقاء، بعد أن كان التقى في وقت سابق ابن سلمان، وعرض الخطة بشأن إيران على مسؤولي إدارة ترامب”، مشيرةً إلى أنّه “جويل الزامل الإسرائيلي الذي تربطه علاقات قوية بأجهزة الاستخبارات في بلده شارك أيضاً في اللقاءات المذكورة”.
وكلا الرجلان، وفق الصحيفة، “شاهدان في تحقيق يقوده روبرت مولر بشأن الخطة المقترحة التي بحثها مسؤولون سعوديون وأميركيون، ولكن من غير الواضح الرابط بين هذا التحقيق والتحقيق الأوسع الذي يقوده مولر”.
وتؤكد الصحيفة أن “الحكومة السعودية رفضت التعليق على الموضوع، وكذلك الأمر بالنسبة لمحامي كل من نادر والزامل، اللذين تعود خططهما بشأن إيران إلى مطلع عام 2016″، فآنذاك شرعوا في مناقشة خطة طموحة لشن حرب اقتصادية ضد إيران، شبيهة بتلك التي شنتها “إسرائيل” والولايات المتحدة خلال العقد الماضي، بهدف إرغام إيران على إنهاء برنامجها النووي.
وتقوم الخطة على الكشف عن الأصول السرية العالمية لقوة القدس، وإنشاء حسابات وهمية لصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية، لإثارة الاضطرابات في إيران، وتمويل جماعات المعارضة الإيرانية، ونشر الاتهامات الحقيقية أو الوهمية ضد كبار المسؤولين الإيرانيين لتأليبهم على بعضهم البعض.
ووفق الصحيفة فإن “الزامل ونادر عرضا خطتهما على المسؤولين السعوديين والإماراتيين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي كان يتوقّع فيها فوز هيلاري كلينتون. لكن مع فوز ترامب تغيّرت حساباتهما، حيث سافرا إلى نيويورك لتسويق خطتهما في صفوف فريق ترامب الانتقالي والضباط السعوديين”.
وكانت نيويورك تايمز ووسائل إعلام أميركية ذكرت في السابق أن الزامل ونادر ناقشا خطتهما مع مؤسس “بلاك ووتر” اريك برينس، حين علما بالخطط شبه العسكرية التي كان يعتزم بيعها للسعوديين.
“نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤول سعودي مطّلع على التحقيق بشأن مقتل خاشقجي أن “اهتمام عسيري بالاغتيالات لم يكن مفاجئاً، لكنه لا يعكس السياسة الرسمية”.
لكن الصحيفة قالت: إن “عسيري معروف بقربه من سلمان، وهو غالباً ما شارك في اجتماعات الأخير مع المسؤولين الأميركيين الذين زاروا الرياض، ما يجعل من الصعب على مؤيدي ولي العهد استبعاده عن هذه المقترحات، تماماً كما هو الحال بالنسبة لقناعة أجهزة الاستخبارات الغربية بأن الأمير كان يعلم بالمؤامرة ضد خاشقجي”، فضلاً عن ذلك فإن عسيري والضباط السعوديين الآخرين كانوا يلتقون نادر في الوقت الذي كان يلتقي فيه الأخير ابن سلمان، وفق ما تنقل الصحيفة الأميركية عن مسؤولين سعوديين، وتظهر رسائل الكترونية حصلت عليها “نيويورك تايمز” إشارة نادر إلى محادثات أجراها مع ابن سلمان حول المشاريع التي ناقشها مع عسيري.
بالتوازي، أكد مساعد قائد الجيش الإيراني لشؤون العمليات العميد محمود موسوي جهوزية القوات المسلحة لمواجهة أي تهديدات لناقلات النفط الإيرانية، وأشار إلى أن أي مضايقات تتعرض لها عمليات الشحن والتجارة في الممرات والمياه الدولية تتعارض مع القوانين الدولية ومثل هذه التصرفات غير مقبولة، مشدداً على أن القوات المسلحة الإيرانية تتمتع بالقدرات اللازمة لحماية مصالحها في مختلف المجالات ومستعدة لمواصلة تقديم الدعم للأسطول التجاري الإيراني، ولفت إلى أن تصريحات بعض الساسة الأميركيين حول هذا الموضوع ليست بالشيء الجديد، ومثل هذه التهديدات لا جدوى منها.