الصفحة الاولىصحيفة البعث

باديــــة السويــــداء خاليـــــة من “داعـــــش”

أضافت قواتنا المسلحة أمس انتصاراً جديداً في حربها على الإرهاب التكفيري والفكر الظلامي عندما حررت كامل المنطقة الجنوبية من الإرهاب بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش في منطقة تلول الصفا في عمق البادية الشرقية للسويداء.

وبهذا الإنجاز يكون الجيش قد قضى على آخر معاقل داعش في المنطقة الجنوبية، وأحكم سيطرته على مساحة تقدّر بنحو 380 كم مربع.

في غضون ذلك واصلت المجموعات الإرهابية خرقها اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي عبر تسللها باتجاه نقاط وثغور حاكمة لاتخاذها منطلقاً للاعتداء على النقاط العسكرية المرابطة هناك، لكن يقظة أبطال جيشنا أحبطت محاولة الإرهابيين وكبدتهم خسائر فادحة في العديد والعتاد. في وقت  عثرت الجهات المختصة على كميات من الأسلحة والألغام بعضها “إسرائيلي” الصنع، رمتها التنظيمات الإرهابية في قاع بحرية الحرية المحاذية للشريط الشائك الفاصل مع الجولان السوري المحتل في القنيطرة.

واحتفاء بالملاحم البطولية التي سطرها الجيش خلال معارك الشرف والبطولة ضد الإرهاب التكفيري شهدت مدينة انخل بريف درعا الشمالي تجمعاً شعبياً شاركت فيه فعاليات رسمية وحزبية ووجهاء من المجتمع المحلي من كل المناطق، وأكد المشاركون أن الإرهاب المدعوم من كيانات وأنظمة ودول معادية للدولة السورية سقطت، مشددين على أن النصر المؤزر على الإرهاب، وإعلان سورية خالية من رجسه بات قاب قوسين أو أدنى.

وفي التفاصيل، قالت القيادة العامة للجيش في بيان أمس: إنه بعد سلسلة عمليات عسكرية دقيقة ومركّزة أحكمت قواتنا المسلحة الباسلة سيطرتها الكاملة على منطقة تلول الصفا ذات الطبيعة البركانية المعقدة، قضت خلالها على إرهابيي داعش الذين كانوا يتخذون من هذه المنطقة حصناً لهم، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأضافت: إن المنطقة المحررة تضم تلول الصفا وتل ماراتي وسطوح المحروقة والكوابر والمصحة وقبر الشيخ حسين وقبور الويزه وجور الحصان وجور قريمة ومبيت وخنيصر والمطلة وسطح الجمل والخضرة وسطوح سلمى والجفاجف.

ووصفت القيادة العامة للجيش تحرير المنطقة بأنه إنجاز، تأتي أهميته من تطهير مساحة تقدر بـ380 كم مربع من البادية السورية، ولأنها المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الجنوبية، وأشارت إلى أن تحرير منطقة تلول الصفا يؤكد الكفاءة العالية للمقاتل العربي السوري، وإصرار جيشنا الباسل على ملاحقة الإرهابيين، والقضاء عليهم أينما وجدوا على كامل الجغرافيا السورية.

وختمت القيادة العامة للجيش بيانها بتأكيد حرصها وإصرارها على اجتثاث الإرهاب من جذوره، مشددة على أهمية تضافر جهود جميع أبناء الوطن، والعمل معاً لاستكمال استعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية.

من جهة ثانية رصدت وحدة من الجيش في محيط بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي تحرك مجموعة إرهابية من تنظيم “كتائب العزة” الإرهابي باتجاه عدد من النقاط العسكرية على أطراف المنطقة منزوعة السلاح، وتعاملت معها برمايات أسلحة خفيفة محققة إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين الذين فروا تحت نيران الجيش.

وإلى الشمال من مدينة محردة تصدت وحدة من الجيش متمركزة في محيط قرية الحماميات لمجموعة إرهابية تسللت من محيط بلدة تل الصخر باتجاه نقاط عسكرية وأمطرتها بالقذائف، ما تسبب بإيقاع قتلى ومصابين بصفوف الإرهابيين.

وأشار مراسل “سانا” إلى أن مجموعات إرهابية من التنظيم ذاته تحركت من محور اللطامنة/ الزكاة مستغلة الضباب الكثيف في ساعات الصباح الأولى للتسلل والاعتداء على نقطة عسكرية على أطراف قرية شليوط شمال مدينة محردة، مبيناً أن يقظة العسكريين المرابطين ومناظير الرؤية الليلية وأدوات الرصد المتطورة، أوقعت الإرهابيين في كمين وكبدتهم خسائر في الأفراد والعتاد، وفرّ الباقون تحت وابل من القذائف باتجاه محور تسللهم.

في الأثناء، انتشلت فرقة غطس من الجهات المختصة كميات جديدة من الأسلحة والذخائر والألغام بعضها من صنع كيان العدو الإسرائيلي ومن بين الأسلحة صواريخ مالوتكا وقذائف مدفع جهنم وقذائف مدفعية ودبابات وذخيرة رشاشات رماها الإرهابيون في بحيرة الحرية قبل اندحارهم من المحافظة لإيقاع أكبر الضرر بالمدنيين ومياه الري والمزروعات المروية في المنطقة.

وفي درعا “دعاء الرفاعي” واحتفاء بالملاحم البطولية التي سطرها الجيش بدماء شهدائه الطاهرة وبطولات رجاله البواسل خلال معارك الشرف والبطولة ضد الإرهاب، شهدت مدينة انخل بريف درعا الشمالي تجمعاً شعبياً شارك فيه مواطنون من مختلف مناطق المحافظة، ورددوا هتافات وطنية، ورفعوا راية الوطن وصور السيد الرئيس بشار الأسد، وقدمت فرقة محلية لوحات فنية من الفلكلور المحلي.

وأشارت الكلمات التي ألقيت من وحي انتصارات الجيش وتضحيات بواسله إلى أن الإرهاب المدعوم من كيانات وأنظمة ودول معادية للدولة السورية سقطت رهاناتهم جميعاً أمام الثالوث الوطني الذي شكّل رافعة للنصر، وهو الجيش والشعب والقائد، مثمنة صمود السوريين ووعيهم والتفافهم حول جيشهم العقائدي، ما حقق الانتصار تلو الانتصار، مؤكدين أن النصر المؤزر على الإرهاب وإعلان سورية خالية من رجسه بات قاب قوسين أو أدنى.

وفي تصريحات للصحفيين قال مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور بدر الدين حسون: قبل أربع سنوات أتينا إلى هنا، وقصفنا الإرهابيون كي يمنعوا المصالحة تنفيذاً لأوامر خارجية، واليوم يأتي الرد للعالم كله، وليس فقط لمن حملوا السلاح بأن أبناء من سورية إن أخطؤوا، فسيعودوا إلى رشدهم وإلى وطنهم، أما من جاؤوا من خارج سورية، فنقول لهم:” عودوا إلى أرضكم، لأن أبناء سورية لا يبيعون وطنهم”.

وأضاف حسون: نرسل رسالة إلى إخوتنا في إدلب وفي شرق الفرات والأكراد في الرقة وما حولها منبج وعفرين “لا تدعوا العدو التركي يسحقكم، قفوا مع الجيش السوري، فهو الذي سيحميكم لأنكم سوريون، اقتدوا بانخل وحوران والمحافظة التي نفضت غبار من أرادوا لها الذل وبقيت عزيزة.

من جانبه أشار مدير الإدارة السياسية اللواء حسن حسن إلى أن هذه الجموع من أطفال ورجال وشباب وشيوخ ونساء توجه رسالة إلى السوريين في المناطق التي ما زال يسيطر عليها الإرهاب بأنه كما استطاع الجيش العربي السوري أن يعيد الأمن والأمان إلى انخل ودرعا سيعود الأمن والأمان إلى إدلب الخضراء وكل ربوع الوطن، فالجيش العربي السوري ينتصر بالشعب السوري على أعداء الوطن، مؤكداً أن سورية شعباً وجيشاً وقائداً أثبتت لكل من أراد لها الخراب أنها الأقوى والأصلب، وواجهت الإرهاب العالمي نيابة عن العالم أجمع، وتحولت إلى أكاديمية كونية في كيفية مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.

وقال الدكتور مازن حميدي، رئيس جمعية تموز لرعاية أسر الشهداء: نحتفل اليوم بإعادة الجيش العربي السوري الأمن والأمان لانخل التي يؤكد أهلها وقوفهم مع وطنهم في وجه الإرهاب، مبيناً أن مدينة انخل كانت من قرى ومدن حوران السباقة للمصالحات، ففي العام 2015 أجرت مصالحة سميت بمبادرة سلام الجنوب رداً على ما أسماه الإرهابيون آنذاك “عاصفة الجنوب”، واليوم نحتفل بعودة هذه المدينة آمنة ومستقرة، وتم اليوم توزيع 450 سلة غذائية كمساعدات إنسانية مقدمة من الحكومة الروسية إلى الأسر في مدينة انخل بريف درعا الشمالي التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار.

وأشار رئيس مجلس مدينة انخل ياسين الزامل في تصريح لمراسل سانا خلال توزيع المساعدات إلى أن “المساعدات تعبير عن عمق العلاقات السورية الروسية”، معرباً عن شكره للحكومة الروسية على وقوفها مع السوريين في الحرب على الإرهاب.

وعبّر الأهالي عن تقديرهم لدور روسيا الاتحادية في دعمها للدولة السورية في المحافل الدولية وحربها على الإرهاب.

وقامت روسيا الاتحادية خلال الأشهر الماضية بتقديم مساعدات إنسانية لآلاف الأسر المتضررة من الإرهاب في مختلف المحافظات السورية.