أخبارصحيفة البعث

ماتيس: السعودية تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على أمن “إسرائيل”!

 

في دليل جديد على حجم “العلاقات الخيانية” بين مملكة الرمال والكيان الصهيوني، ووصولها إلى مرحلة غير مسبوقة، بعد انتقالها من السرية إلى العلنية، أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، “أن السعودية تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على أمن المنطقة وأمن “إسرائيل””، فيما كشفت صحيفة “هآرتس” أن ممثلاً شخصياً لولي عهد النظام السعودي الحالي، محمد بن سلمان، عرض في عام 2015 على رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك القيام بدور وسيط في صفقة شراء أجهزة تنصّت.

وسبق للعديد من مسؤولي الاحتلال، بمن فيهم بنيامين نتنياهو، أن أكّدوا أن علاقات كيانهم مع ممالك ومشايخ الخليج تنمو اضطراداً، بينما ذكرت العديد من المصادر أن الاتصالات بين كيان الاحتلال وممالك ومشيخات الخليج، وفي مقدمتها السعودية، أعمق مما يذاع عنه في الصحافة، وأنها قديمة جداً.

وأكدت هآرتس، في تقرير، أنها حصلت على تسجيل مكالمة هاتفية، حيث قال ممثل ابن سلمان، الذي اتصل بباراك من الإمارات: “إنه يريد من رئيس الحكومة الأسبق مساعدة الحكومة السعودية على اقتناء أجهزة بهدف التجسس على مواطنيها و”أعدائها””، واقترح على باراك تولي منصب تمثيلي في شركته، كما ذكر أسماء شركات إسرائيلية ذات اهتمام من قبل السعوديين. وأطلع ممثل ابن سلمان رئيس الوزراء الأسبق على تفاصيل اجتماع عُقد في دبي قبل سبعة أسابيع من الاتصال، بمشاركة ممثلي السلطات السعودية، حيث استعرضوا أجهزة “الحرب الالكترونية والاختراق”، وقال: إنه اكتسب ثقة شخصين مقربين من سلمان بن عبد العزيز، وهما وزير الدفاع وولي العهد الحالي محمد بن سلمان وشقيقه خالد”.

وتابع: إن الصفقة ستكون “مثمرة جداً” بالنسبة للأسرة الحاكمة في السعودية، وأكد أنه وسيط يعمل لصالح نفسه وزوجته، ويتعاون مع محام بريطاني من أصول يهودية يمثّل في هذه المسألة وزارة الدفاع السعودية، وأشار إلى أنه يحظى بثقة هذا المحامي، وهو ينتظر دعوة لزيارة “إسرائيل” بهدف التعرّف على الأجهزة المنشودة.

وأشارت “هآرتس” إلى أن مسألة هذا الاتصال بُحثت لأول مرّة في تقرير تلفزيوني بثته “هيئة البث الإسرائيلية” الحكومية “كان”، وذكر بيان صدر نيابة عن باراك أن رئيس الوزراء الأسبق رفض اقتراح الوساطة هذا.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أفادت “هآرتس” أن شركة السايبر الإسرائيلية “إن. إس. أو” أجرت مفاوضات لبيع قدرات تقنية متطورة لمخابرات النظام السعودي تتيح لها اختراق هواتف معارضيها في الداخل والخارج، وأوضحت، في تقرير استند إلى شهادات وصور، إضافة إلى وثائق السفر والوثائق القانونية، “إن المفاوضات الرئيسية عقدت في حزيران من العام الماضي في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة النمساوية فيينا، وحضرها عن جانب النظام السعودي تركي الفيصل رئيس المخابرات الأسبق، ومسؤول آخر يدعى ناصر القحطاني، وعن الجانب الإسرائيلي رجلا أعمال إسرائيليان، ومسؤولون من الشركة المتخصصة بتطوير أدوات التجسس على الهواتف الخلوية، والذين طرحوا تقنية “بيغاسوس 3″، وهي برنامج تجسس متطوّر لدرجة أنه قادر على اختراق هاتف خلوي دون أن يشعر المستهدف بالاختراق أو إرسال رسالة “طعم” إلى هاتفه”، وأكدت أن هذا لم يكن اللقاء الأول بين الجانبين.

يأتي ذلك فيما أكد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، “أن السعودية تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على أمن المنطقة وأمن “إسرائيل””، وأشار إلى أن “وقف الدعم العسكري الأميركي في اليمن ومبيعات الأسلحة للشركاء سيكون قراراً يجانب الصواب”، فيما رأى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، “أن السعودية قوة فعّالة للاستقرار في الشرق الأوسط.. وخفض مستوى العلاقات الأميركية مع السعودية سيكون خطأ بالنسبة للأمن القومي الأميركي”، وأضاف: “إن خطر إيران هو السبب في الحفاظ على العلاقات بين أميركا والسعودية”، و”التخلي عن التحالف الأميركي السعودي أو خفض مستواه لن يحقّق شيئاً في دفع الرياض نحو مسار أفضل في الداخل”، حسب تعبيره.

وكان ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان تحدّث في نيسان الماضي، في لقاء مع مجلة ذي أتلانتيك الأميركية، عن وجود مصالح مشتركة بين نظامه وكيان العدو الإسرائيلي، كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومسؤولون من كيان العدو أن ابن سلمان زار على رأس وفد سعودي كيان الاحتلال سراً في أيلول الماضي، فيما وجّهت سلطات النظام البحريني دعوة رسمية إلى وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين لزيارة البحرين في نيسان المقبل للمشاركة في مؤتمر دولي للتكنولوجيا والابتكار.