الذعر يجتاح المستوطنات.. وحركة أكثر من طبيعية في جنوب لبنان نتنياهو يهرب من فضائح الفساد بافتعال التوترات الأمنية
سرعان ما تراجع الكيان الصهيوني عن تسمية عملية “درع الشمال”، التي أعلنها أمس، لتدمير ما زعم أنها “أنفاق حفرها حزب الله من الأرضي اللبنانية باتجاه شمال فلسطين المحتلة”، إلى نشاطات دفاعية على الحدود الشمالية مع لبنان.
وفي ما كان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوت، يجول على طول الحدود لتقدير الوضع، كانت آليات إسرائيلية قد باشرت بالحفر بحثاً عن “أنفاق حزب الله”، دون الكشف عن أي منها بعد.
المراسل العسكري لإذاعة قوات الاحتلال، تساحي دابوش، نقل في تغريدة له على موقع تويتر حالة من الذعر بين المستوطنين لا سيما في منطقة “النشاطات”، متسائلاً عن الحاجة إلى حزب الله طالما “أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استطاع خلق حالة من الترهيب الذاتي”؟!، وأضاف: “كل هذا بسبب عملية لم تتخطّ الحدود. إذا كانت عملية محدودة داخل “إسرائيل” تتطلّب هذا الذعر، فمن المثير أن نعرف ماذا يعدّ لنا رئيس الحكومة ووزير الأمن نتنياهو لأيام الحرب الشاملة”.
ويؤكّد معلقون أن هدف العملية، والتي تأتي بعد لقاء جمع نتنياهو في بروكسل مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التغطية على ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو وزوجته، ولكن يبدو أن خطوة تحويل نتنياهو للأنظار لم تنطلِ على أحد، إذ يقول رئيس كتلة المعسكر الصهيوني وعضو لجنة الخارجية والأمن يؤال حسون: “إن المعارضة تطالب بأجوبة، هل هذه عملية درع شمالي أم أنها درع نتنياهو، ويطلب عقد نقاش مستعجل في لجنة الخارجية والأمن للاطلاع على العملية وانعكاساتها”.
عملية نتنياهو في شمال فلسطين زخّمها إعلامياً بعد ساعات قليلة على بدئها، فبعد الانتقادات الواسعة في الداخل الإسرائيلي، لم يبد على المقلب الآخر الذعر أو الاستنفار العسكري من جانب الجيش اللبناني أو المقاومة، وهذا دفع وسائل إعلام إسرائيلية إلى القول: إن “حزب الله لم يرد رسمياً على العملية ويحافظ على نبرة معتدلة.. نتنياهو في أزمة”.
الجيش اللبناني أصدر بياناً مختصراً بعد ساعات على بدء “النشاطات” العسكرية الإسرائيلية، أكد فيه أن الوضع على الحدود الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة بالتعاون مع “اليونيفيل” لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في الجنوب، وشدد على أن الجيش اللبناني على جهوزية تامة لمواجهة أي طارئ.
قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان “اليونيفيل” أكدت، من جهتها، أن الوضع العام في منطقة عملياتها لا يزال هادئاً، وتعمل مع جميع الأطراف من أجل الحفاظ على الاستقرار العام، موضحة أن جنود حفظ السلام التابعين لها زادوا من دورياتهم على طول الخط الأزرق إلى جانب الجيش اللبناني للحفاظ على الاستقرار العام.
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، من جانبه، أجرى سلسلة اتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون، وبحث معهما الموقف في ضوء المعطيات المتوافرة حول أبعاد التحرّكات الإسرائيلية، مطالباً الأجهزة الأمنية بمتابعة الموقف بدقة.
مصادر متطابقة قالت من جهتها من مشارف مستوطنة المطلة الحدودية: إن “الحركة أكثر من طبيعية في جنوب لبنان لا سيما المناطق الحدودية وسط لا مبالاة من السكان”، وأضافت: إن “لا أثر إلا لعدد قليل من آليات الاحتلال في الجانب الآخر من الحدود”.
تنفيس “العملية” الإسرائيلية بدأ إسرائيلياً عندما ظهر أن جل ما حصل هو استعراض عسكري لطمأنة المستوطنين، ولعله انعكس مزيداً من الذعر عليهم بعد أن سمعوا بعملية تحوّلت إلى نشاطات، ثم إلى بضع آليات تحفر وحسب، جعلهم يحسبون كيف كانت أوضاعهم لتكون لو أن فعلة نتنياهو أشعلت حرباً شاملة.
يذكر أن رئيس حكومة الاحتلال يلاحق بقضيتين تتمثّل الأولى بالحصول على هدايا من أثرياء، مثل جيمس باكر الملياردير الاسترالي أو ارنون ميلكان المنتج الإسرائيلي في هوليوود، بينما تتعلّق الثانية بشبهات إبرام نتنياهو لصفقة مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نوني موزس تتمثّل في سعي الأخير إلى تجميل صورة نتنياهو في صحيفته مقابل إغلاق صحيفة “يسرائيل هيوم” المنافسة لها، فيما تلاحق زوجته سارة بتهم الاحتيال وخيانة الأمانة، بعد تزوير نفقات الأسرة في مقر إقامتهما الرسمي.