دراساتصحيفة البعث

لا مهرب من التكنولوجيا في عام 2019

 

ترجمة: سلام بدور
عن مجلة الايكونوميست 10/12/2018

قدّم فريق من محرري مجلة الايكونوميست تنبؤات تقنية لعام 2019 في العدد الصادر بتاريخ 10/12/2018، بيّنوا فيها أنه لن يكون هناك مهرب من التكنولوجيا في ٢٠١٩. وتعمّق فريق المحررين في المجالات التي يعتقدون بأنها ستشكل أجندة التكنولوجيا خلال عام ٢٠١٩ سواء أكانت ذكاء اصطناعياً أم ميزة التعرف على الوجه، لأن التكنولوجيا سوف تكون في كل مكان في عام ٢٠١٩. وبناءً على ذلك فإنه يجب على شركات التكنولوجيا الكبرى أن تستعد لمزيد من الانتقادات، حيث سيعيد السياسيون اليوم توجيه غضبهم نحو أنجح شركات التكنولوجيا الأمريكية، لأن أكثر التهديدات حدة لشركات التكنولوجيا الكبرى هو عمل مكافحة الاحتكار، إذ سيعمل المشرعون الأمريكيون والأوروبيون خلال عام ٢٠١٩ على إعاقة الصفقات من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى من خلال استقطاب المزيد من الشركات الناشئة التي يمكن أن تتحوّل إلى منافسين، وقد يحاول المشرعون الأمريكيون أيضاً إصدار قواعد خصوصية جديدة متوافقة مع المستهلك بما يتماشى مع تلك التي تمّ تبنيها بالفعل في أوروبا.
من جهة أخرى، وبحسب نائب رئيس التحرير توم ستاندج فهناك مخاوف مشروعة من عواقب محتملة وغير مقصودة، لأن تدافع جميع البيانات اللازمة لتدريب أنظمة منظمة العفو الدولية ينتهك خصوصية الناس، حيث كان تنظيم حماية البيانات العامة خطوة في الاتجاه الصحيح، مما قد يمنح مواطني الاتحاد الأوروبي على الأقل المزيد من السيطرة على بياناتهم، كما يدفع بعض شركات الإنترنت إلى توسيع حقوق مماثلة لجميع المستخدمين على مستوى العالم، وهذا سيزيد الاتحاد الأوروبي من تشديد القواعد والخصوصية في عام ٢٠١٩. من جهتهم سيقول النقاد بأن مثل هذه القواعد ستعرقل الابتكار وتقوي عمالقة الإنترنت التي يمكنها تحمّل تكاليف الامتثال التنظيمي بطريقة لا تستطيع الشركات الناشئة القيام بها، ويبدو أن نهج أوروبا أفضل من موقف أمريكا المتعدي. في الوقت نفسه يبدو أن الصين سعيدة بالسماح لعمالقة الإنترنت لديها بجمع أكبر قدر ممكن من البيانات الشخصية، شريطة أن يتمّ منح الحكومة إمكانية الوصول إليها. وبالنظر إلى مدى توافق الذكاء الاصطناعي القابل للتطبيق على نطاق واسع نجد أنه يمكن تطبيقه في كلّ مجال تقريباً، حيث يجب تكييف القواعد القائمة بشأن الخصوصية والتمييز وما إلى ذلك لأخذ الذكاء الاصطناعي بعين الاعتبار.
من ناحية ثانية فقد أحدثت التطورات الأخيرة في التعليم الآلي برامج يمكنها تحديد النمط الفريد لوجه الشخص من خلال الصور والفيديو إلى درجة أعلى من الدقة من التقنية الأقدم، حيث بدأ نهج “سيليكون فالي” في التعرف على الوجوه باستخدام أجهزة كمبيوتر قوية، ومجموعات كبيرة من الوجوه لتدريب برامج عالية الدقة للانغماس في سوق الأمن، وسيتسارع ذلك في عام ٢٠١٩ وسيتمّ تقليص الفضائيات التي لا يتمّ تعقب البشر فيها. ومن جهتها ستقضي طوكيو العام لتثبيت أنظمة التعرف على الوجه استعداداً للأولمبياد في عام ٢٠٢٠ حيث ستستخدم التكنولوجية للتأكد من دخول الأشخاص المرخص لهم فقط إلى المناطق الآمنة. إلا أنه وبالمقابل فقد تشكّل تلك الخاصية تهديداً على خصوصية الناس، فالبشر مثلاً يحتاجون إلى مساحات خاصة لا يتمّ فيها تتبع حركاتهم ومع وجود خاصية التعرف على الوجه في كل مكان لن يكون هناك أي خصوصية للناس، وبهذه الحالة فإن القوانين القوية التي تحمي الحقوق الفردية هي أفضل أمل للحدّ من هذا التتبع.