دراساتصحيفة البعث

هجوم ماتريكس وكباشه الثمانون

عبد الرحمن غنيم

كاتب وباحث من فلسطين

لا شك أن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بعد مرور أكثر من سبعة عشر عاماً على هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة، وادّعاء الولايات المتحدة أنها قررت الخروج لمحاربة الإرهاب هو التالي: أين وصلت الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب بعد هذا الزمن؟. ولكن هذا السؤال سيبدو اعتباطياً تماماً إذا انبرى من يطرح سؤالاً آخر فحواه: وهل حاربت الولايات المتحدة الإرهاب خلال هذه الفترة أم إنها وظفت الإرهاب في حروبها ضد الآخرين؟.

إذا نحن بقينا عند صياغة السؤال الأول، وأرجأنا البحث في إجابة السؤال الثاني، سنجد أنفسنا أمام الحقيقة القائلة بأن الحجم الذي بلغه الإرهاب منذ ذلك الحين وحتى الآن، ونطاق انتشاره الواسع، والحروب التي شنها في مناطق متعددة، عدا عن ضرباته المتفرقة، كلها معطيات تدل على أن أمريكا إذا كانت قد خرجت حقاً لمحاربة الإرهاب قد فشلت فشلاً ذريعاً في هذه الحرب يرقى إلى مستوى الهزيمة الاستراتيجية. لكن الحقيقة التي لا يمكن لأحد تجاهلها بعد هذا الزمن المديد هي أن الولايات المتحدة لم تشنّ حرباً على الإرهاب ليقال إنها فشلت في هذه الحرب أو هزمت، كما أن الإرهاب لم يشنّ خلال هذه الفترة من الزمن حرباً تستهدف الولايات المتحدة وإنما استهدف دولاً أخرى غالباً ما تستهدفها الولايات المتحدة. وهنا لا بد وأن يثار السؤال عن سرّ ذلك، وهل سارت الأمور على هذا النحو بإرادة الولايات المتحدة أم رغم أنف هذه الإرادة؟. فما الذي كانت عليه هذه الإرادة في أعقاب هجمات أيلول 2001 ليكون بوسعنا إصدار حكمنا على المسلك الأمريكي؟.

 

أمريكا لم تشنّ حرباً على الإرهاب

في يومي 14 و15 أيلول 2001، أي بعد هجمات أيلول مباشرة التأم “المطبخ الأميركي” في اجتماع موسع في كامب دافيد لبحث الموقف. وكان المشاركون في ذلك هم: الرئيس جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني، ووزير الدفاع رامسفيلد، ووزير الخارجية كولن باول، ومستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس، ومدير المخابرات المركزية جورج تينيت، ومجموعة من المساعدين. ونتوقع أن يكون الهدف من اجتماع “المطبخ” اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على تنظيم “القاعدة” الذي شنّ تلك الهجمات، لكن ما حدث عملياً هو أن المجتمعين رأوا فيما حدث فرصة لتنفيذ سياسات غايتها فرض الهيمنة الأمريكية على العالم، وأن محاربة “القاعدة” – كما يفترض المنطق – بقيت مسألة خارج الحسابات، أو لنقل إنهم اتخذوا من ادّعاء محاربتها ذريعة لشن الحروب على سواها.

هناك في الواقع معطيات كثيرة حول ما دار في “المطبخ الأميركي” آنذاك. وهي معطيات تفسّر كل ما حدث ويحدث حتى الآن، ولكننا سنكتفي بالخطوط العريضة والأساسية دون الخوض في التفاصيل. وسنعتمد بشكل أساسي على ما كتبه بيل كيلر ومنه نستطيع استخلاص الخطوط العريضة التالية:

1 – رأى “المطبخ الأميركي” ضرورة استمرار الرعاية الأمريكية لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين و”إسرائيل”. وقد يتساءل القارئ: وما الذي أقحم هذا الموضوع في حسابات “المطبخ الأميركي” وأعطاه أولوية في تلك اللحظات؟. والجواب الآن واضح، وهو أن الغاية كانت مزدوجة: فمن جهة ترمي إلى تجميد وتحييد المقاومة الفلسطينية كلياً، ومن جهة ثانية ترمي إلى إعطاء غطاء سياسي للدول الرجعية العربية التي من المقرر أن تسهم في تنفيذ الخطط الأمريكية العدوانية.

2 – إن “المطبخ الأميركي” في دراسته للحرب على أفغانستان كان معنياً بدراسة التجربة السوفياتية في أفغانستان حتى لا تتكرر مع الأمريكيين أولاً، وفي التثبت من موقف باكستان وتعاونها في الحرب على أفغانستان ثانياً، وفي المفاضلة بين استهداف نظام طالبان في كابول أو الذهاب إلى استهداف القاعدة ثالثاً. وقد آثر استهداف الحاضنة المتمثلة بـ طالبان على استهداف المحتضن المتمثل بتنظيم “القاعدة” بزعم أن استهدافه مباشرة هو أمر صعب. وبالمحصلة فإن الحرب الأمريكية على أفغانستان استهدفت طالبان ولم تستهدف القاعدة، وما زال الوضع هناك على هذا الحال حتى الآن.

3 – إن “المطبخ الأميركي” الذي يفترض أنه عقد للرد على هجمات “القاعدة” بحث فيما إذا كان ينبغي للمرحلة الأولى من الحرب، ما يعني أنه كان مقدراً منذ ذلك الحين أنها ستكون حرباً على مراحل، وأن تمتد إلى ما هو أكثر من “القاعدة”، أو لنقل نظام طالبان، لتستهدف ما ادّعوا أنها جماعات إرهابية تتمتع بدعم شعبي في الشرق الأوسط مثل حزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين. أي إنهم – ومنذ اللحظات الأولى – أرادوا تحويل الحرب المفترضة على الإرهاب الذي ضرب أمريكا إلى حرب على المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

4 – إن “المطبخ الأميركي” نسي “القاعدة” أو تناساها، وراح يبحث فيما إذا كانت المرحلة الأولى من الحرب ينبغي أن تشمل دولاً يدّعي أنها راعية للإرهاب، بعد أن صنّف المقاومة إرهاباً، مثل سورية وإيران والعراق خصوصاً. وهذا يعني أن فكرة القضاء على محور المقاومة أو ما يمكن أن يصير محوراً للمقاومة كان هو ما يشغل العقل الأميركي وليس القضاء على الإرهاب المتمثل بتنظيم “القاعدة”. وهنا يجدر بنا أن نشير إلى أن قائمة الدول المستهدفة أمريكياً، وعلى مراحل، منذ ذلك الحين، يمكن استخلاصها من تقرير وضعه فريد غولدشتاين، ونشره مركز أبحاث العولمة الأميركي في 18 آذار 2002، وأعادت نشره صحيفة”المحرر العربي” بتاريخ 14 حزيران 2002 عن بدء إدارة بوش بحملة ترويع عالمية عن طريق نشر أجزاء ومقاطع من المخططات السرية التي وضعها البنتاغون لاستخدام الأسلحة النووية، واستهداف الصين وروسيا وكوريا الديمقراطية وإيران والعراق وسورية وليبيا بهذه الأسلحة. وواضح إذاً أن “المطبخ الأميركي” جعل من احتلال أفغانستان وتواجد قواته والقوات الحليفة لها أو بالأحرى التابعة لها في وسط آسيا نقطة بداية لاستهداف الدول المذكورة على مراحل. ومن الواضح أيضاً أن الأمريكي رغم احتلاله لأفغانستان لم يُنهِ وجود تنظيم “القاعدة” في أفغانستان وباكستان كما يفترض المنطق إذا كان بصدد العمل على تقويض هذا التنظيم، بل على العكس من ذلك، نمت “القاعدة” في كنف الاحتلال الأميركي لأفغانستان، ومن قواعده المحمية أمريكياً أدار تنظيم “القاعدة” حروبه ولكن ضدّ الدول التي وضعتها أمريكا على قائمة الاستهداف أو ضد دول أخرى أرادت أمريكا تطويعها للإرادة الأمريكية.

5 – هناك مسألة طرحت في المطبخ الأميركي آنذاك، ولم ينتبه الناس إلى مضمونها العملي، ولم يتضح هذا المضمون إلا خلال الحرب الكونية التي شنتها الولايات المتحدة وأتباعها على سورية، وهي المسألة المتعلقة بما أسمي لاحقاً بـ”ائتلاف الثمانين”، فمن بين الخطط الأمريكية التي كانت معدة سلفاً قبل هجمات 11 أيلول، والتي أبرزها مدير المخابرات المركزية جورج تينيت، وطرحها أمام المطبخ الأميركي كانت هناك خطة مفصلة لحملة عالمية سرّية ضدّ الإرهاب تساهم فيها 80 دولة حول العالم. وقد أطلق على هذه الخطة اسم “هجوم ماتريكس”، وكلمة matrix هي كلمة إنكليزية تعني “الرحم” أو “القالب” أو لنقل الكتلة المتراصّة، أو لنقل “الهجوم على قلب رجل واحد” بالتعبير العربي. وما يفهم من المعلومات التي نشرتها الصحف آنذاك أن هذه الدول الـ80 هي الدول التي رتبت فيها المخابرات المركزية الأمريكية أوضاعها وعلاقاتها لتشارك أمريكا في أي حرب تشنها بالإمكانات التي يمكن أن تقدمها: عسكرية أو سياسية أو إعلامية.. إلخ. فهي بمثابة الحلف الدائم القائم، والذي هو أوسع انتشاراً من حلف الناتو، إذ إنه يضم إلى جانب الناتو دولاً من خارجه. ولا ريب أن هذا هو “ائتلاف الثمانين” الذي قالت الإدارة الأمريكية بالنيابة عنه إنه يسهم في حربها الكونية على سورية، دون أن نرى هذه الدول الثمانين تعقد ولو اجتماعاً واحداً يضمها جميعاً وتدشن فيه هذا “الائتلاف”، فهو ائتلاف تم تدشينه أمريكياً منذ زمن بعيد، والدول الأعضاء فيه مهيّأة لأن تلعب دور الكباش التي تسير وراء “المرياع” الأميركي كلما طلب منها “المرياع” أن تتبعه.

الحرب على سورية مخطط لها قبل 2001

إن هذا يعني بأن “ائتلاف الثمانين” الذي أسهم في الحرب الكونية على سورية كان مهيّأ ومعبأ منذ زمن الرئيس جورج بوش الابن على الأقل، وأنه كان موجوداً قبل هجمات أيلول عام 2001، ولا يزال موجوداً حتى الآن. وهذا الائتلاف أو القطيع يضم كل الدول التي نجحت المخابرات المركزية الأمريكية في ضبط إيقاعها والتحكم بسياساتها على نحو يجعل الولايات المتحدة مطمئنة إلى كونها ستؤدي أيّ دور عدواني يطلبه منها الأمريكي. وعليه فإن الحرب الكونية على سورية كانت فصلاً من فصول “هجوم ماتريكس” مثلما كانت الحروب على أفغانستان والعراق وليبيا واليمن فصولاً من هذا الهجوم.

لقد كان الذهاب إلى أفغانستان أولاً أمراً لا بد منه بالنسبة لمخططي “هجوم ماتريكس”. فتحت ستار استهداف نظام طالبان الذي يؤوي “القاعدة”، نفذت الخطوة الأولى في الهجوم، والرامية إلى ضمان تواجد أميركا و”كباش النطاح” التابعة لها في أفغانستان، أي في وسط آسيا حيث يكون التواجد إلى الغرب من الصين وإلى الشرق من إيران وإلى الجنوب من جمهوريات القوقاز المستقلة وروسيا. ولم يكن استهداف إرهابيي “القاعدة” هو الهدف، بدليل أن إرهابيي “القاعدة” ما زالوا موجودين في أفغانستان حتى الآن، وأن هذا التنظيم ما زال يتخذ من قاعدته في أفغانستان وباكستان منطلقاً لهجماته الإرهابية في جميع الاتجاهات، وملاذاً لإرهابييه المضطرين إلى الانسحاب قادمين من مختلف الاتجاهات. وقد رأينا وما زلنا نرى تنامي تنظيم “القاعدة” وتنامي حجم الأسلحة الأمريكية أو التي مصدرها الدول الشريكة لأميركا في “هجوم ماتريكس” بين أيدي هذا التنظيم. كما رأينا على مدى سبعة عشر عاماً وأكثر منذ هجمات أيلول أن آخر ما تفكر فيه القاعدة هو شن هجمات على الأهداف الأمريكية رغم مزاعم أمريكا عن انخراطها في محاربة الإرهاب. فما جرى بالضبط، هو أن “القاعدة” ضبطت إيقاع هجماتها على نحو يخدم الأمريكيين، والدليل السافر على ذلك، إضافة إلى أدلة أخرى عديدة، ذهاب إرهابيي “القاعدة” إلى الشيشان مستهدفين روسيا بدلاً من استهداف أمريكا.

وإذا كانت الولايات المتحدة قد استخدمت الأسلوب التقليدي المباشر في الحرب على أفغانستان والعراق، فإن هذا لا يعني أن الأسلوب البديل المتمثل باستثمار الإرهاب لم يكن وارداً عند المطبخ الأميركي في أيلول 2001. فأول موضوع تناوله جورج تينيت أمام هذا المطبخ كان عنوانه “الحرب غير التقليدية على الإرهاب”. فإذا وضعنا كلمة “الإرهاب” جانباً باعتبار أنها استخدمت طوال الوقت كذريعة وغطاء دعائي، فهذا يعني أن نمط الحرب أو الحروب غير التقليدية كان وارداً في العقل الأميركي وفي خططه المبيّتة. وهذه الحرب غير التقليدية إنما اعتمدت على الإرهاب، وتجسيد هذا العنوان بشكل عملي واسع إنما تمثل في الحرب الكونية على سورية، حيث جرى استغلاله على أوسع نطاق، مثلما جرى استغلاله في استهداف وحدة العراق. وقبل ذلك أو بمواكبته كان قد جرى استثمار الإرهاب أيضاً في حروب غير تقليدية على يوغوسلافيا السابقة والجزائر والشيشان كما استخدم في ليبيا واليمن ومصر.

قد يتساءل البعض: وهل كانت فكرة الحرب الكونية غير التقليدية على سورية حاضرة لدى المطبخ الأميركي بعد هجمات 11 أيلول 2001 مباشرة أم إنها طرأت في زمن لاحق؟.

للإجابة على هذا السؤال يكفي أن نقف عند معلومة وردت في تقرير كتبه بوب وودوارد ودان بولز يوم 2 شباط 2002، وكان يتناول أيضاً ما دار في المطبخ الأميركي بعد هجمات أيلول مباشرة. يقولان: إن مما قاله كولن باول وزير الخارجية الأميركي آنذاك، إنه قبل أسبوع مضى (أي قبل هجمات أيلول مباشرة) “كنا نشعر بالقلق بشأن موقفنا الإجمالي المتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، الموقف الذي استندنا إليه في السعودية وفي تركيا وفي غيرهما من بلدان المنطقة. والآن هم جميعاً يرغبون في أن يكونوا جزءاً من مجهودنا، وتلك تُعدُّ فرصة سانحة وعلينا أن نسعى لاقتناصها”.

إزاء هذا المنطق من حقنا أن نتساءل: أكان ما يشغل بال المطبخ الأميركي هو الحرب على الإرهاب الذي ضرب أمريكا للتو، ولو على سبيل الانتقام، أم تحقيق أهداف الكيان الصهيوني في المنطقة؟.

إن إقحام اسم السعودية بالذات في هذا السياق، وبما يعكسه من ثقة في سلوكها المواتي لأهداف أميركا، رغم كون الأغلبية الساحقة من منفذي هجمات أيلول كانوا من مواطنيها هو لأمر مثير للتساؤل. فكيف تكون ركناً أساسياً من أركان أصحاب “هجوم ماتريكس” الثمانين على الإرهاب وهي التي تشير إليها الأصابع بالمسؤولية عن الهجمات؟. كما أن إيراد اسم تركيا إلى جانب السعودية يعني شيئاً واحداً، وهو أن اهتمام المطبخ الأميركي كان مركزاً على منطقة الشرق الأوسط تحديداً، أكثر من التركيز على وسط آسيا، حيث كانت تتمركز قواعد “القاعدة”. إن هذا التركيز على منطقة الشرق الأوسط لم يكن مصدره منطق التصدّي لإرهاب “القاعدة”، وهي صنيعة أمريكا أساساً، وإنما هو في محاولة تمكين الكيان الصهيوني من بلوغ أهدافه في المنطقة، وبشكل خاص محاولة تقويض قوى الصمود والمقاومة. وكانت الحاجة ماسة إلى دور سعودي وتركي بشكل خاص في خدمة الحرب الأمريكية على المنطقة، سواء كانت هذه الحرب تقليدية كما في غزو العراق، أو غير تقليدية كما في الحرب الكونية على سورية. وبالطبع فإن ما ورد من تصنيف أميركي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية على أنها إرهاب يعني وضع المقاومتين في إطار الاستهداف. وهذا ما يفسّر محاولة إسرائيل للقضاء على حزب الله عام 2006، مثلما يفسر الهجمات الواسعة التي شنتها على قطاع غزة، خاصة عام 2008/2009 وعام 2014، مثلما يفسر احتلال العراق كمقدمة لاستهداف سورية وإيران.

الخلاصة

موجز القول: إن الخطوط العامة للحروب العدوانية الأمريكية تقليدية وغير تقليدية، رسمت في “المطبخ الأميركي” في عهد الرئيس جورج بوش الابن على أقل تقدير، وأن الأدوات الأمريكية المتعاقبة عملت منذ ذلك الحين على تنفيذ هذه الحروب عبر مراحل متتابعة، وأن الحرب الكونية على سورية كانت ذروة المخطط الشيطاني الذي يهدف عملياً إلى تمكين إسرائيل من التوسع بين الفرات والنيل.

ولعل أكثر ما يلخص صورة المخطط الأميركي في ذلك الحين يتمثل في عبارة قالها الرئيس بوش آنذاك، وهي: إن “الحرب على الإرهاب ستكون طويلة”، فالرئيس بوش حين نطق بهذه العبارة لم يكن يقصد على الإطلاق الحرب على الإرهاب الذي مثله تنظيم “القاعدة” لأن غايته أصلاً لم تكن شنّ مثل هذه الحرب، وإنما كان يقصد المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، من خلال الادعاء بأنه إرهاب، ومن خلال الزعم بأن الدول التي تدعم هذه المقاومة هي دول تدعم الإرهاب. ولنلاحظ هنا أن الكباش الثمانين التي جندها الأمريكيون آنذاك ظلت تؤدي دورها المرسوم لها في خدمة الأمريكيين حتى الآن، وأنّ أياً من هذه “الكباش” لم يتمرّد على “المرياع” الأميركي ولم يخرج على طاعته. فهذه عملياً هي الدول التي فقدت قرارها المستقل وباتت مجندة في خدمة أميركا لمحاربة الدول ذات الإرادة المستقلة.