230 طفلاً فلسطينياً في معتقلات الاحتلال يتعرضون لتعذيب ممنهج
اعتقلت قوات الاحتلال ما يزيد على 900 طفل في الضفة الغربية، منذ بداية العام الجاري، لا يزال 230 منهم في معتقلات الاحتلال يعيشون في ظروف قاسية وغير إنسانية، وسط صمت ما يسمى “المجتمع الدولي”، واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث اقتحم نحو 65 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء اعتداء عشرات المستوطنين عليهم، وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية جنوب الضفة الغربية راتب جبور: “إن عشرات المستوطنين اقتحموا قرية مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، واعتدوا بالضرب على المزارعين الفلسطينيين، الذين تصدّوا لمحاولاتهم تخريب عشرات الدونمات الزراعية، ما أسفر عن إصابة عدد من المزارعين برضوض وكدمات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدخل مخيم الفوار جنوب الخليل، وتمركّزت فيه، وأوقفت سيارات الفلسطينيين، ونكّلت بهم، وأطلقت قنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق، فيما اعتقلت 20 فلسطينياً خلال اقتحامها قرية العيسوية بالقدس المحتلة.
واقتحمت قوات الاحتلال منشآت تجارية بالقرية، واستولت على الوقود واسطوانات الغاز بشاحنات خاصة من إحدى المحطات المقامة عند مدخل العيسوية، فيما اقتحمت قوة للاحتلال مخيم الدهيشة، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح، وصفت إحداها بالخطيرة، بينما اعتقلت ثلاثة آخرين.
وشنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في مناطق عدّة بالضفة، اعتقلت خلالها 14 فلسطينياً، فيما اعتدى المستوطنون على أراضي بلدة ترقوميا غرب الخليل، وقال رئيس قسم توثيق الأضرار الزراعية هاشم البدارين: “إن مستوطني (ادورا) المقامة على أراضي بلدة ترقوميا قاموا باقتلاع وتكسير ما يزيد على 100 شجرة مثمرة في منطقة الطيبة التابعة لترقوميا”.
إلى ذلك، كشف مركز الدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أن قوات الاحتلال قتلت بدم بارد 54 طفلاً فلسطينياً، واعتقلت ما يزيد على 900 طفل في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، لا يزال 230 منهم في معتقلات الاحتلال في ظروف قاسية وغير إنسانية.
وأوضح المركز في تقرير له أن 44 طفلاً فلسطينياً ارتقوا خلال مسيرات سلمية على حدود قطاع غزة، ما زالت قوات الاحتلال تحتجز جثامين ثلاثة منهم، ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تواصل انتهاكاتها الممنهجة ضد الأطفال الفلسطينيين، وخاصة في معتقلاتها، بدءاً من مرحلة التحقيق والاعتداء عليهم وتعذيبهم نفسياً وجسدياً وعزلهم في زنازين بشكل انفرادي لعدة أيام متتالية.
بدورها قالت الحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين: “إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تحويل أطفال فلسطين إلى معوقين من خلال استهدافهم بالرصاص الحي والمتفجّر”، مؤكدة أن انتهاكات قوات الاحتلال جسيمة وخطيرة جداً، وعلى المجتمع الدولي التحقيق فيها، ومحاسبة مسؤولي الاحتلال على ارتكابها، وتوفير الحماية الإنسانية والقانونية للأطفال الفلسطينيين.
سياسياً، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن اكتفاء مجلس الأمن الدولي بتشخيص وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وما تقوم به الإدارة الأميركية من انتهاك فاضح للقانون الدولي لا يعفي المجتمع الدولي من تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وأدانت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال اقتحام قوات الاحتلال شرق رام الله، وتفاخره بمواقفه الاستعمارية وبالإجراءات التنكيلية والعقوبات الجماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني، وأضافت: إن صدى أقوال نتنياهو تردّد سريعاً على لسان سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال جلسة مجلس الأمن، التي واصلت حملتها التضليلية حول ما يسمى بـ “صفقة القرن” وانحيازها المطلق للاحتلال وسياساته، وشدّدت على أن التحذيرات التي أطلقها منسق عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في مجلس الأمن توضّح حجم عدم الرضا الدولي عن الأداء الأميركي الإسرائيلي.
ولفتت الخارجية إلى أن امتناع المجتمع الدولي عن إلزام “إسرائيل” كقوة احتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية يدفع سلطات الاحتلال إلى التمادي في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الهادفة إلى تقويض أي فرصة لتحقيق السلام، وإغلاق الباب نهائياً أمام إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
وكان منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف حذّر في جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الأول، حول الأوضاع في فلسطين، من مغبة التصعيد الخطير الذى تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أن الأنشطة الاستيطانية التي ترمي لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم تعد انتهاكاً للقانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن أي خطة لحل القضية الفلسطينية لن تكون فعّالة إذا لم تأخذ بعين الاعتبار القرارات المعترف بها دولياً، وقال تعليقاً على تصريح هايلي حول جاهزية خطة السلام الأمريكية الجديدة: “نسمع عن هذه الخطة للعام الثاني على التوالي، ويتوعّدون دوماً بتقديمها، ويقولون غداً.. لكن لم نرها حتى الآن، ولا يعرف أحد متى سنراها؟!”، وأشار إلى أن روسيا لم تحصل بعد على الخطة الأمريكية للتسوية، والتي يطلق عليها تسمية “صفقة القرن”، وتشكّ في فعاليتها.
في الأثناء، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد جراء هدم سلطات الاحتلال مدرسة ابتدائية شمال بلدة السموع، وقال: “هذه هي المرة الخامسة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية بهدم أو مصادرة أبنية مدرسية أو رياض أطفال في الضفة الغربية عام 2018″، وأشار إلى أن “مجموع مدارس الضفة الغربية التي صدرت بحقها أوامر هدم أو وقف عمل وصل إلى 50 مدرسة، ما أدى إلى خلق بيئة قهرية تؤثّر على أكثر من خمسة آلاف طفل فلسطيني من أطفال المدارس”، وأكد أنه لكل طفل الحق في الحصول على التعليم، وعلى الجميع واجب حماية واحترام وتلبية هذا الحق من خلال جعل المدارس مكاناً مصاناً آمناً للأطفال، ودعا سلطات الاحتلال إلى وقف إقامة المستوطنات، وهدم ومصادرة البيوت والممتلكات الفلسطينية، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وكانت قوات الاحتلال هدمت في الخامس من الشهر الجاري المدرسة، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.