أسطورة الديمقراطية الغربية
بالرغم من محاولات الغرب تقديم نفسه على أنه المدافع عن الحريات الفردية وحقوق الإنسان إلا أن ما نشهده في الآونة الأخيرة يّظهر العكس، فالحرية والديمقراطية تتجسدان بخدمة الحكومات لشعوبها وليس العكس والواقع يؤكد أن واشنطن تخدم الكيان الإسرائيلي، والمجمع العسكري الأمني، وول ستريت، والبنوك والشركات الكبرى، وبقية الدول الغربية تخدم واشنطن.
في كل مكان في الغرب لم يعد للشعوب أهمية فقد خان الديمقراطيون في الولايات المتحدة الأمريكية الطبقة العاملة بنقل أعمالهم إلى آسيا. وفي أوروبا، تُسحق الديمقراطية في كل مكان، فقد تركت رئيسة الوزراء البريطاني حسم مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بيد الاتحاد وخانت الشعب البريطاني ومع ذلك لم يتم استبعادها، الأمر الذي يدل على مدى قبول الشعب البريطاني للخيانة. لقد تعلم الشعب البريطاني أن لا أهمية له.
صوت اليونانيون لصالح حكومة يسارية وعدت بحمايتهم من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنوك الكبرى لكنها باعتهم على الفور باتفاقات تقشف دمرت ما تبقى من السيادة اليونانية ومستويات المعيشة. واليوم قام الاتحاد الأوروبي بتحويل اليونان إلى دولة من العالم الثالث.
جاب الفرنسيون الشوارع احتجاجاً على الرئيس الفرنسي الذي يخدم الجميع ما عدا الشعب الفرنسي، كما عمت احتجاجات ضخمة بروكسل في بلجيكا مع استقالة نصف الحكومة أيضاً احتجاجاً على توقيع الحكومة لاتفاق يمكن بموجبه استبدال البلجيكيين بمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. فالحكومات الفاسدة والخسيسة التي وقعت على هذا الميثاق تمثل الأجانب وأموال جورج سوروس ولا تمثل مواطنيها. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يشعر المواطنون بالضعف، ولماذا تقدم حكوماتهم مصالح الأجانب على مصالح مواطنيها؟ في الواقع العديد من العوامل أدت إلى ذلك، إلا أن العامل الرئيس كان وضع الشعوب تحت وطأة الدعاية لقبول العنف من الدولة ضدهم.
باختصار، ستبقى شعوب أوروبا مضطهدة إلى أن تتخلص من أولئك الذين يخدمون النخبة الحاكمة ويقتطعون ضرائب الدخل من مرتبات العمال ويتخلصون من السياسيين الفاسدين الذين باعوهم. المسألة التي نحن بصددها اليوم هي ما إذا كانت الشعوب الغربية التي قامت حكوماتها بغسل أدمغتها، قد أصبحت منهكة وغير قادرة على الدفاع عن حريتها. وعلى الرغم من وجود احتجاجات في فرنسا وبلجيكا، لكن الحكومة التي باعت اليونان لم يتم استبعادها وقد تم غسل دماغ الأمريكيين لدرجة أنهم يعتقدون أن روسيا والصين وإيران وسورية وكوريا الديمقراطية وفنزويلا أعداؤهم بينما من الواضح تماماً أن عدوهم هو “حكومتهم” في واشنطن.
ويبدو أن الأميركيون سيبقون رهينة المصفوفة ” الماتريكس “، وسيقتلون من أجل البقاء في “ماتريكس” حيث التفسيرات المضبوطة التي تقدمها حكومتهم تبعث على الاطمئنان.
سمر سامي السمارة