دفعة جديدة من المهجّرين تعود من مخيمات اللجوء في الأردن موسكو: ماتحتله أمريكا من أراضٍ لا بد أن يعود إلى سلطة الدولة السورية
وجّهت وحدات من الجيش العربي السوري رمايات مركّزة على تحرّكات ومواقع تحصّن المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي، وذلك في إطار ردّها على خروقات اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، فيما عاد عشرات المهجرين السوريين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب-جابر الحدودي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى الوطن.
وفيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا ضرورة عودة الأراضي التي توجد فيها القوات الأمريكية بشكل غير شرعي إلى سلطة الدولة السورية، أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أوليغ موروزوف، أن لسورية الحق في ضمان أمن أراضيها، مشيراً إلى أن منظومة “إس 300” ستسمح بحمايتها من أي تهديدات.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدة من الجيش، متمركزة في محيط قرية بريديج بريف محردة الشمالي، رمايات مدفعية باتجاه مواقع المجموعة الإرهابية في محيط قرية تل هواش وكبّدتها خسائر بالأفراد والعتاد، كما ردّت وحدات من الجيش العاملة في قرية المغير بريف محردة الشمالي على خروقات واعتداءات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في محيط بلدتي تل هواش والجنابرة بريف حماة الشمالي.
وتعاملت وحدات الجيش مع الخروقات برمايات مكثّفة بالرشاشات، وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.
ولاحقاً رصدت وحدات الجيش المرابطة في الشمال الغربي من مدينة محردة تحرّكات ليلية لإرهابيي “جبهة النصرة” من محور بلدة أـبو رعيدة وإرهابيي ما يسمى “كتائب العزة” في محيط بلدة حصرايا وتعاملت معهم بالأسلحة المناسبة وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين.
وفي ريف حماة الشمالي أيضاً نفذت وحدات الجيش المرابطة في محيط بلدة طيبة الإمام ضربات مركزة على تجمعات ومحاور تحرك إرهابيي ما يسمى “كتائب العزة” على محوري بلدتي اللطامنة ولحايا بعد إقدامهم على خرق اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وكبدت وحدات من الجيش الثلاثاء إرهابيي ما يسمى “الحزب التركستاني” خسائر بالأفراد والعتاد ودمرت لهم مرابض وأسلحة في قرية لطمين ومحيط بلدة زيزون في ريف حماة الشمالي.
في الأثناء عاد عشرات الأشخاص، بينهم أطفال ونساء، إلى الوطن قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب-جابر الحدودي، تمهيداً لنقلهم إلى بلداتهم وقراهم التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، في حين أمنت لهم الجهات المعنية البنى التحتية والخدمات الرئيسة التي تساعدهم على الاستقرار وإعادة نشاطاتهم اليومية المعتادة.
وبين مراسل سانا أن الجهات المعنية في المحافظة أرسلت عدداً من الحافلات لتقل العائدين إلى قراهم وبلداتهم بعد استكمال إجراءات الدخول البسيطة وتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين منهم.
وعبر عدد من العائدين عن فرحتهم باستنشاق هواء الوطن الغالي على قلوبهم من جديد وتخليصهم من المعاناة التي سلبت منهم سنوات من أعمارهم ومستقبل اطفالهم في مخيمات اللجوء، التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، موجّهين الشكر للجيش العربي السوري الذى كان له الفضل الأول في عودتهم إلى وطنهم بعد دحره الإرهابيين عن مناطقهم.
وبين رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب العقيد مازن غندور أن الجهات المعنية في المحافظة أرسلت حافلات لتقل المهجرين العائدين إلى مناطقهم وشاحنة لحمل أمتعتهم وعربة صحية ومواد غذائية، مبيناً أن عدد السوريين المهجرين القادمين بموجب تذاكر مرور حتى اليوم تجاوز 6 آلاف مواطن، وأشار إلى أن عدد القادمين إلى سورية من مختلف الجنسيات منذ افتتاح المركز حتى يوم الثلاثاء بلغ 117578 والمغادرين من جنسيات مختلفة 98949 وعدد السوريين القادمين 37067 مواطناً ومواطنة والمغادرين 20586.
وفي اللاذقية (مروان حويجة) بحث المحافظ إبراهيم خضر السالم مع رئيس مركز المصالحة الروسي في حميميم العقيد اندريه سوبوليف أوجه التعاون بين المركز والجهات الحكومية في المحافظة في مجال تأمين الخدمات الاساسية في المناطق المتضرّرة من الإرهاب وعودة الأهالي إلى بيوتهم وإمكانيات مساعدة الأهالي المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية في إدلب والراغبين بالخروج منها.
وأبدى سوبوليف استعداد المركز لتأمين كابلات كهربائية وهاتفية وقساطل مياه لتأهيل البنى التحتية في المناطق المتضررة بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية في المحافظة ضمن خطة عمل مشتركة بين الجانبين تتضمن المواقع المستهدفة والأطوال اللازمة وعدد المستفيدين والمدد الزمنية للتنفيذ، وأشار الى أن الهدف الأساسي لوجود القوات الروسية في سورية الى جانب إعادة الأمن والسلام الى سورية ودحر الإرهاب منها تقديم المساعدات للشعب السوري الصديق الذي تربطنا به علاقة صداقة متينة تعود لعشرات السنين، مبيناً ان التركيز في الوقت الحالي يصب على موضوع إعادة الاهالي في مناطق سيطرة الارهابيين للعيش في كنف الدولة السورية لتأمين حياة سعيدة لهم وإبعاد خطر الارهاب عنهم، لاسيما أن الارهابيين يحتجزون الكثير من الأهالي ويمارسون دور اللصوص.
من جهته نوّه السالم بجهود مركز المصالحة الروسي، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد المحافظة لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة لإنجاح مهام مركز المصالحة، ولفت إلى أن الحكومة السورية عملت فور إعادة الامن والاستقرار الى الريف الشمالي من المحافظة الى إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الأساسية الى جانب ترميم منازل المواطنين المتضررين وستعمل بالتعاون مع مركز المصالحة على استثمار المساعدات المقدمة في مجالات عمل تخدم المناطق المتضررة وفق خطة عمل ستكون واضحة وموثقة لوضعها في أماكنها الصحيحة والمحتاجة.
بالتوازي، أكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا ضرورة عودة الأراضي التي توجد فيها القوات الأمريكية بشكل غير شرعي إلى سلطة الدولة السورية، وأوضحت في مؤتمر صحفي أنه بموجب القانون الدولي ينبغي أن تستعيد الدولة السورية الأراضي التي توجد فيها القوات الأمريكية.
وأعربت زاخاروفا عن ترحيب موسكو بإنهاء الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية باعتباره من أهم معوقات عملية التسوية السياسية للأزمة، مشيرة إلى أن موسكو تتابع الانسحاب الأمريكي عن كثب لكنها ليست على اطلاع كامل على أسباب القرار الأمريكي والجدول الزمني لذلك، ولفتت إلى أن احتمال مواصلة الولايات المتحدة اعتداءاتها داخل سورية بعد سحب قواتها يبقى قيد التساؤل.
وقالت زاخاروفا: “إن المسؤولين الأمريكيين يشيرون إلى أن مغادرة قواتهم سورية لا تعني إنهاء نشاط التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.. ولا يطلق هؤلاء المسؤولون تصريحات دقيقة وواضحة عن استراتيجية بلادهم بل يقتصرون على تلميحات حذرة وصياغات غامضة وملتوية جداً تتحدّث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من محاربة الإرهاب”.
وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء الماضي بدء سحب القوات الأمريكية الموجودة في سورية والانتقال إلى المرحلة التالية من حملة التحالف غير الشرعي الذي تقوده واشنطن وتزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي من خلاله.
وأشارت زاخاروفا إلى عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية تقديم المساعدات الإنسانية لمخيم الركبان في منطقة التنف، واصفة هذا الموقف بأنه يتسم بالاستهتار والوقاحة، وقالت زاخاروفا: “إن الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية عدم إيصال المساعدات بسبب إصرارها على تكليف الإرهابيين بمهمة تأمين القوافل الإنسانية المتجهة إلى المخيم ما يعني منحهم فرصة سانحة للاستيلاء على جزء منها ،وهو ما يحدث دائماً عندما يتعلق الأمر بالعون الإنساني الذي يجري تقديمه بشكل أو بآخر تحت إشراف التحالف أو الولايات المتحدة”.
وبشأن اتفاق سوتشي حول إدلب لفتت زاخاروفا إلى تحقيق تقدم في تنفيذه، وأكدت ضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” وجبهة النصرة وغيرهما، مضيفة: “يجب على المجتمع الدولي توجيه ضربة موحدة للإرهاب ليس فقط في سورية إنما في كل العالم”، ولفتت إلى أنه من المخطط مواصلة الاتصالات بصيغة أستانا بشأن حل الأزمة في سورية في أقرب وقت بما في ذلك في موسكو.
وأعربت زاخاروفا عن قلق موسكو من التأخير في نشر تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النهائي حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما بريف دمشق، وقالت: نحن ندعو المنظمة للقيام بمهمتها المباشرة وإكمال التحقيق في حادث دوما خلال أقرب وقت بشكل مستقل وحرفي ودون مراعاة التوصيات السياسية لدول الغرب وإن كانت ذات نفوذ.
إلى ذلك، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن بقاء القوات الروسية في سورية أو خروجها هو أمر يقرره البلدان، وقالت في مؤتمر صحفي في موسكو: “إن أي قرار بشأن الحجم العددي للقوات الروسية الموجودة في سورية لن يرتبط أو يتأثر بقرار الولايات المتحدة الأمريكية بشأن وجود قواتها في سورية”، مشددة على أن القوات الأمريكية تتواجد في سورية بصورة غير شرعية، وبينت أن القوات الروسية موجودة في سورية لتأمين عملية الاستقرار فيها.
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية بدعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.
في الأثناء، أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليغ موروزوف أن لسورية الحق في ضمان أمن أراضيها، مشيراً الى أن منظومة “إس 300” ستسمح بحمايتها من أي تهديدات، وأوضح: “عند توريدنا لمنظومة “إس 300” انطلقنا من حقيقة أن لسورية الحق في ضمان الأمن الكافي بغض النظر عن مصدر الهجوم على أراضيها”، فيما أشار عضو البرلمان الروسي أليكسي بوشكوف، في تغريدة على موقع تويتر، إلى أن إمدادات منظومة “إس 300” الروسية زادت بشكل كبير من قدرة الجيش السوري على صد الاعتداءات الصاروخية.