اقتصادصحيفة البعث

عام المواطن..!

احتفل السوريون بالعام الجديد آملين أن يكون 2019 عام حل أزمات المواطن.. فهل ستتحقق أمنيتهم، أم ستستمر معاناتهم أيضاً مع العام الجديد..؟

لقد ودّع السوريون العام الماضي في خضم أزمات معيشية نغّصت عليهم حياتهم اليومية، فمع أول عاصفة مطرية اختفت مادة الغاز والمازوت، ولم تعد متاحة إلا للمقتدربن مالياً، وهي أزمة تتكرر في كل عام لأسباب معروفة جداً..!

ولم يساعد استقرار سعر صرف الليرة لمدة عامين متوالين بانخفاض أسعار السلع والمواد الأساسية كما وعدت وزارة التجارة الداخلية، بل حصل العكس؛ فمع عودة التلاعب بسعر صرف الدولار سارع التجار إلى رفع الأسعار وكأنّهم يستوردون المواد يوماً بيوم..!

وشعر المواطن بإحباط شديد لأن الجهات المعنية لم تترجم كلامها الذي أكدت من خلاله بأن هناك دراسات لتحسين أحواله المعيشية ولأنها وعدت بأن هناك زيادة وشيكة للرواتب والأجور..!

وكاد المواطن أن يصدّق أن الزيادة قادمة، فوزير المالية أعلن في مجلس الشعب: أن الحكومة تعرف أن الراتب لا يكفي..!

وأكدت جهات أخرى أيضاً أن الحكومة حريصة على أن تكون الزيادة القادمة حقيقية، أي لن يعقبها ارتفاع في الأسعار..!

ولكن ما حصل هو العكس تماماً أيضاً، الزيادة لم تأتِ والأسعار ارتفعت بذريعة انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار..!

وقبل الارتفاع الجديد للسلع الأساسية تعرض المواطن لضغط شديد مع افتتاح المدارس ومناسبات الأعياد ومؤونة الشتاء من المازوت وغيره من المواد الضرورية، وكان يعيش على أمل ما وعدت به الجهات الرسمية: زيادة الرواتب قادمة وحقيقية..!

ولعل المشكلة التي “ملّ” المواطن من تردادها هي النقل العام، فهو من سيئ إلى أسوأ، وقد بات حل هذه الأزمة مستعصياً بل مستحيلاً بسبب تراخي الجهات المسؤولة عن النقل وتقاعسها عن تنظيم وتشغيل المتوفر من الباصات والميكروباصات والتاكسي بإمكاناتها الفعلية..!

ويبدو أن ما من جهة مسؤولة جادة بحل أزمة النقل، فهي منذ سنوات تعلن أنها تعاقدت على استيراد ألف باص جديد إلى حد لو أن هذه الباصات وصلت فعلاً خلال أيام لن تحل الأزمة بعد أن وصلت إلى ذروة تحتاج فيها إلى أكثر من مئات الباصات..!.

ومع أن الجهات المسؤولة كانت تؤكد يومياً أن شغلها الشاغل هو تحسين أوضاع المواطن إلا أنها لم تترجم تأكيداتها إما عن عجز، أو لجهلها بوسائل تحسين هذه الأوضاع المتردية..!

وبما أن الجميع يجزم أن دعم المشاريع الصغيرة في المدن ومشاريع الأسرة في الريف من أنجع الآليات لتحسين الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين، فإن ما من دعم فعلي لهذه المشاريع سوى الكلام، ولا شيء آخر سوى الكلام..!

لن نطيل بسرد معاناة المواطنين لكننا نقترح على الحكومة أن تعلن بأن 2019 سيكون عام حل أزمات المواطن وتحسين أوضاعه المعيشية.. فهل ستفعلها..؟

علي عبود