صحيفة البعثمحليات

معالجــــــات عقيمـــــة

يرحل الحلبيون مجمل أزماتهم ومشكلاتهم المعيشية والحياتية اليومية المتراكمة إلى العام الجديد على أمل أن تشهد هذه الأزمات انفراجات نهائية حسب الوعود التي أطلقها المعنيون خلال الآونة الأخيرة، خاصة ما تزامن منها مع زيارة الحكومة بكامل أعضائها، والزيارة التي تلتها للوفد الوزاري المشرف على إعادة مشروع الإعمار.

ولعل واقع الحال التي تمر به حلب هذه الأيام من أزمات متتالية والمتمثلة في عدم توفر الغاز المنزلي وزيادة ساعات التقنين الكهربائي المتزامنة مع انخفاض حرارة الطقس إلى أدنى درجاته،  يضاف إلى ذلك جملة المنغصات اليومية كصعوبة الحصول على الرغيف والحديث المتكرر  عن سوء صناعته وفوضى الأسواق والتهاب الأسعار، وغيرها من المشكلات اليومية ذات الصلة بالواقع الخدمي، بات أمراً مقلقاً للغاية ويحتاج إلى (بابا نويل  خارق) ومنجم ليس من نوع (فغالي أو الحايك) لبعث الأمل في النفوس مجدداً وإخراج المدينة وأهلها من عنق الزجاجة ومن عقم المعالجات الآنية واللحظية غير المجدية، والتي غالباً ما تزيد الطين بلة، كما هي حال أزمة الغاز المنزلي وآلية التوزيع غير العادلة والتي تسببت في إطالة  عمر الأزمة، على الرغم من زيادة حصة المحافظة من المادة المسالة خلال اليومين الماضيين.

وهنا يتساءل المواطنون عن دور الجهات المعنية  وعلى وجه التحديد المخاتير ولجان الأحياء والمهام المنوطة بهم، والمفترض أن تكون في خدمة المواطن، على عكس ما كشفته هذه الأزمة من سوء تنظيم وتهرب من المسؤولية، ومحاولات الاستفادة وتحقيق أقصى درجات الانتفاع والارتزاق من خلال توظيف نفوذهم وصلاحياتهم في مكان آخر بعيداً عن المواطن، وتوريد الجزء الأكبر من حصص الغاز اليومية إلى غير مستحقيها، وهو ما جعل الحصول على أسطوانة الغاز حلماً صعب المنال للذين يقفون ساعات وأياماً طويلة في طابور الانتظار اليومي، في الوقت الذي تتوفر المادة في السوق السوداء وبأسعار تتجاوز أضعاف سعرها الحقيقي.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه المعادلة الصعبة إلى متى ستبقى الفوضى سيدة الموقف في معالجة الأزمات، ولماذا هذا المشهد يتكرر مع نهاية كل عام، ومن المسؤول عن اختلاق ومفتعلي الأزمات، وأين دور الجهات المعنية في محاسبة المسيئين والمفسدين.. وإلى متى؟!

سيبقى المواطن الحلقة الأضعف، وفي دوامة الخوف والقلق من المجهول، أسئلة برسم المسؤولين، والمطلوب منهم ترجمة الشعارات إلى واقع ملموس يزيل كل هذا اللبس والتوجس، وأن تقترن الأقوال بأعمال ناجزة تكون ممراً سلساً لتحقيق تطلعاتنا وآمالنا مع بدء العام الجديد، تنسينا مقولة المثل الدارج (على الوعد يا كمون).

معن الغادري