الصفحة الاولىصحيفة البعث

مخيم الركبان يفضح متاجرة واشنطن بمعاناة المدنيين الجيش يوجّه ضربات دقيقة إلى تجمعات التكفيريين في ريف حماة

نفذت وحدات من قواتنا المسلحة أمس عمليات دقيقة على محاور تحرك وتسلل إرهابيين باتجاه نقاطها العسكرية المتمركزة في محيط القرى والبلدات الآمنة في الريف الشمالي الغربي لمدينة حماة وكبدتهم خسائر كبيرة في العديد والعتاد، فيما اعتدت التنظيمات الإرهابية المنتشرة بريف المحافظة الشمالي بقذيفتين صاروخيتين على قرية أصيلة سقطتا على سور المدرسة الثانوية فيها، ما أدى إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات بين الطلاب. وفي دليل جديد يفضح مزاعم واشنطن وحلفائها بحرصهم على المدنيين، يكشف الوضع الكارثي في مخيم الركبان على الحدود الأردنية مدى متاجرة “تحالف واشنطن” بمعاناة الأهالي، بالإضافة إلى سرقة المعونات الإنسانية والتي تذهب في النهاية إلى المجموعات الإرهابية المدعومة أمريكياً.

سياسياً، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العمل الجاد من أجل دفع العملية السياسية في سورية قدماً، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تواصل الإسهام بقسطها في التغلب على الأزمات بما في ذلك في سورية، حيث تم إلى حد كبير تدمير الوجود الأساسي للإرهابيين.

وفي التفاصيل، وجهت وحدات من الجيش المتمركزة شمال غرب حماة رمايات مركّزة على بؤر ومرابض تابعة لإرهابيي ما يسمى “الحزب التركستاني”، وذلك بعد رصد محاولة تسلل باتجاه المناطق الآمنة في قرية السرمانية على الحدود الإدارية مع إدلب، وأسفرت الرمايات عن تدمير مواقع محصنة ومرابض للإرهابيين ومقتل وإصابة العديد منهم.

كما دمّرت وحدات من الجيش أوكاراً وتحصينات للمجموعات الإرهابية على أطراف سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي رداً على خروقاتها واعتداءاتها بالقذائف على المناطق الآمنة.

في غضون ذلك، استهدفت مجموعات إرهابية تنتشر في محيط بلدة اللطامنة قرية أصيلة بقذيفتين صاروخيتين سقطتا على جدار المدرسة الثانوية في القرية مخلفة أضراراً مادية فيه دون وقوع إصابات بين الطلاب أو المدنيين في المنازل المجاورة.

وبيّن مراسل “سانا” أن الاعتداء وقع أثناء تلقي الطلاب الدروس اليومية المقررة، لافتاً إلى حالة الذعر التي عاشها الطلاب والتي سرعان ما تبددت بفضل الإجراءات الآمنة والسلوك المناسب للكادر التدريسي والإداري.

وعلى مرأى من قوات الاحتلال الأمريكية التي تفرض سيطرتها بشكل مخالف للقانون الدولي على محيط مخيم الركبان على الحدود الأردنية، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليه، يعاني آلاف السوريين المهجرين في المخيم بفعل الإرهاب ظروفاً قاسية ترقى إلى مستوى الكارثة الإنسانية.

المهجرون يعيشون في بيئة صحراوية ضمن خيام، معظمها من البلاستيك والأقمشة البالية والطين بحسب برنامج الأغذية العالمي، وما يزيد من وضع المهجرين الإنساني تعقيداً، ويفاقمه إلى حد الكارثة وجود قوات احتلال أمريكية في منطقة التنف تعرقل وصول قوافل المساعدات الإغاثية التي ينظمها الهلال الأحمر العربي السوري بدعم وتنسيق مع الحكومة السورية.

الحكومة السورية وضمن جهودها للتخفيف عن المواطنين المحتجزين كرهائن في مخيم الركبان يسّرت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري قبل أيام وصول قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 133 شاحنة محمّلة بالمواد الإغاثية من غذاء ودواء وطحين وألبسة ومواد تعليمية، إضافة إلى لوازم حملة تلقيح ضد مرض الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد والسل.

لكن رغم هذه المساعدات يبقى الوضع في المخيم صعباً للغاية، وفق ما وصفت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في سورية مروة عوض، حيث أكدت أن المدنيين في المخيم منهكون، ويعيشون أوضاعاً مزرية بعد أن تقطعت بهم السبل في منطقة جافة، ويبيتون هناك في أكواخ متناثرة لا توفر حماية كافية من طقس الشتاء القارس.

الوضع في مخيم الركبان يقدّم أنموذجاً للمعاناة الإنسانية للكثير من المهجرين السوريين داخل البلاد وخارجها، ويفضح مزاعم واشنطن وحلفائها بحرصهم على المدنيين، ويفضح دعمهم للمجموعات الإرهابية التي تسيطر على المخيم، وتحتجز المهجرين داخله كسبيل لمصادرة المواد الإغاثية التي تصلهم.

وضع السوريين المهجرين بفعل الإرهاب في مخيم الركبان لا يختلف كثيراً عنه في مخيمات أقامها النظام التركي داخل أراضيه عند الحدود مع سورية، ولا عن تلك الموجودة في لبنان والأردن، فالمعاناة والظروف الإنسانية السيئة تكاد تكون متشابهة.

وكانت الحكومة السورية دعت المهجرين في مخيمات اللجوء في الخارج إلى العودة إلى أرض الوطن، وسهّلت عودتهم، حيث عاد آلاف المهجرين من لبنان والأردن إلى بلداتهم وقراهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وتم تأمينها بالخدمات الأساسية، فيما تعمد الولايات المتحدة وتركيا على استغلال قضية المهجرين، وابتزاز المجتمع الدولي بهم، وتخويفهم من العودة إلى وطنهم.

في السياسة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: لا يزال ينبغي بذل المزيد من العمل من أجل مواصلة دفع العملية السياسية في سورية، وكذلك من أجل التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمات الأخرى، وأضاف: في ظل الوضع الصعب الحالي عندما يتعرض الأمن الدولي وسيادة القانون لاختبار جدي تواجهون مهام مهمة وطموحة، مشدداً على وجود حاجة لمزيد من الاهتمام للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي نظراً لأن أنظمة الحد من التسلح ومنع الانتشار تواجه الآن تحديات كبيرة.

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته خلال الاحتفال بيوم الدبلوماسي الروسي أن موسكو تواصل الإسهام بقسطها في التغلب على الأزمات بما في ذلك في سورية، حيث تم إلى حد كبير تدمير الوجود الأساسي للإرهابيين، وأوضح أن المطروح على جدول الأعمال اليوم تحقيق تسوية سياسية على أساس قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي قبل ما يزيد على السنة، وإعادة إعمار البلاد، وتوفير الظروف لعودة المهجرين.

وفي بيروت أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن أهداف روسيا واضحة منذ البداية، وتتمثل بالقضاء على الإرهاب في سورية ودعم سيادتها على كامل أراضيها، وقال: إن الأهداف الروسية تكمن أيضاً بعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، إضافة إلى تحقيق التسوية السياسية للأزمة في سورية، لافتاً إلى أن الوضع في سورية بات أفضل من السابق.