اقتصادصحيفة البعث

غش وتزوير يطالان منتجات شركتي عنب حمص والسويداء


دمشق – ميس بركات

منافسة القطاع الخاص لمنتجات الشركتين سعراً وليس جودة، وتهرّب القطاع الخاص من ضريبة الإنفاق الاستهلاكي ولو بشكل جزئي، وبالتالي انخفاض حصة الشركتين في السوق المحلية نتيجة الفارق الكبير بالسعر، واتجاه الزبائن بعيداً عن منتجات الشركتين نتيجة ضعف القوة الشرائية لدى الزبائن وثانوية المنتج، جميعها كانت القاسم المشترك في الصعوبات التي تواجهها شركتا عنب السويداء وحمص، إضافة إلى عمليات التزوير التي تطال منتجات الشركتين بشكل خاص.

تدني أرقام نسب الإنتاج لهاتين الشركتين تطلب من الشركتين التوجه لوضع مشاريع ورؤى للعودة بأدائهما كالسابق، حيث أكد ياسين صهيوني رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية على أن الشركات تسعى لتأمين قالب لتعبئة المنتج خاص بكل شركة يساهم في منع الغش والتزوير، كما تم التوجه للبحث ودراسة أصناف جديدة مسوقة محلياً وخارجياً، ونعمل بالتنسيق مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على متابعة المنتجات الموجودة في السوق وتحليلها بحيث يشمل التحليل مكونات الكحول المصنع منه المادة، وليس التركيز الكحولي فقط، وذلك عن طريق أجهزة الكراموتوغرافيا الغازية الموجودة في مخابر الوزارة والتي تستطيع تحديد نوعية الكحول المصنع منه العرق والنسب التركيبية، إضافة إلى متابعة منتجاتنا المزورة ومعاقبة من يقوم بالتزوير، ونعمل اليوم على إصدار رؤية لمتابعة القطاع الخاص من خلال ربط كمية العنب المستلمة مع كمية العرق المصنع والجاهز للبيع بحسب أرقام المكتب الهندسي في المؤسسة العامة للصناعات الغذائية، إضافة إلى التنسيق مع وزارة الزراعة للعمل على تصنيع أنواع العنب”نخب أول – نخب ثاني..” قبل عملية التسعير الإداري للعنب مما ينعكس إيجاباً على تكلفة المنتج، وتسعى الشركات لتجاوز الصعوبات إلى تشكيل لجنة مركزية مؤلفة من الجهات المعنية “وزارة الصناعة ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، مهمتها تنظيم هذه الصناعة وتحليل كلف منتجات القطاع الخاص المماثلة والتي تشكل عامل منافسة غير شريفة في المواصفة والسعر تنعكس على تسويق منتجات الشركة النهائية بحيث يكون لهذه اللجنة كامل الصلاحية في الدخول إلى المنشآت وسحب عينة من المنتج وإخضاعها للمخابر المختصة، ودراسة مكونات كلفة الإنتاج ورفع تقاريرها للجهات الوصائية.

استطاعت الشركتان في ظل هذه الصعوبات تحقيق أرباح محدودة، حيث حققت شركة عنب حمص ربحاً العام الماضي يقدّر بحوالي 281 مليون ليرة سورية، وأكد صهيوني أن الشركة وبهدف زيادة الطاقة الإنتاجية قامت بتوقيع عقود مع الجمعية الفلاحية لتأمين حاجتها من المادة الأولية “العنب”، حيث تم إعطاء سلفة نقدية 50 ألف ليرة عن كل طن عنب، كما تم تأمين سيارات لنقل مادة العنب من الفلاحين كمحفز لهم لتسليم مادة العنب للشركة، حيث تم استلام حوالي 4100 طن عنب لموسم 2018- 2019، بدورها حققت شركة عنب السويداء ربحاً العام الماضي يقدر بحوالي 53  مليون ليرة سورية، وبلغت نسبة تنفيذ الخطة الاستثمارية 100%، وتقوم الشركة بإعطاء حسومات للوكلاء لزيادة مبيعاتهم، ولفت صهيوني إلى أن نشاط شركتي عنب السويداء وحمص يرتبط بالموسم الزراعي ومدى توفر المادة الأولية.