لغز معقد!!
بدون مقدمات نسأل: لماذا نترك المشكلة تستفحل وتكبر ككرة الثلج، ثم نصفن ونفكّر بإيجاد الحلول وكأننا أمام لغز معقد يصعب حله؟!
للأسف هذا النمط من التعامل الإداري الروتيني التلقائي يوصف باللامبالاة، فلا صراحة ولا دقة ولا شفافية ولا منهجية ولا تفكير مدروساً في التعامل مع المشكلات، وهذا سائد في غالبية مؤسساتنا، والمدهش أننا نرى حماساً زائداً لرصد مبالغ كبيرة لتجديد أشياء يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها كونها غير مؤثرة في عملية الإنتاج!
على سبيل المثال لا الحصر، الشركة العامة للأسمدة، كانت أمورها قبل الأزمة بخير، شركة رائدة تسوق منتجها النوعي “سماد سوبر وسماد يوريا وسماد الأمونيا” وغيرها من المنتجات رغم بعض المشاكل التسويقية مع المصرف الزراعي، لكن ما الذي حل بها بعد ثماني سنوات من الحرب؟!
مبعث هذا السؤال.. حال الشركة الصعب، فالمعوقات تطل برأسها في كل مفصل من مفاصلها، ويبدو أنها بحاجة إلى”رشة سماد” لعل وعسى تنتعش تربتها من جديد!
على ذمة المعنيين بأمورها ، هناك “عدم استثمار للطاقات الإنتاجية المتاحة”، بسبب الانقطاع في توريد المواد الأولية من (غاز طبيعي وفوسفات)، لا شك أننا نتفهم ذلك نتيجة ظروف الحرب والعقوبات الاقتصادية، لكن في مثل هذا النوع من الشركات يفترض وضع خطة دورية لصيانة وتأمين القدر الكافي من قطع التبديل وليس الانتظار لتقع الفأس بالرأس ونعلق كل شيء على شماعة العقوبات الاقتصادية!!
كان من المفروض أن يكون لدى الشركة وغيرها من الشركات الإنتاجية التي تعطلت خطة بديلة لا تقل إحكاماً عن الخطط الأصلية تكون جاهزة في حالة الطوارئ لنحافظ من خلالها على استمرار العمل!
بالمختصر، محاولة ترتيب أوراق الشركة العامة للأسمدة يبدو أنها بدأت من خلال التوجه لاستثمارها من قبل شركة روسية، وهذا أمر جيد، فشركة بهذا الحجم ليس مقبولاً أن تبقى خاسرة غير قادرة على الوقوف على رجليها، مع التأكيد على أن يكون للخبرات والكفاءات السورية حصة من هذا الاستثمار بالمشاركة الفاعلة بالعمل والإنتاج.
غسان فطوم