الصفحة الاولىصحيفة البعث

روحانـــي إلـــى العـــراق.. علاقـــات جـــوار ومصـــالح

 

وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس إلى العراق لبحث تحضيرات زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد اليوم الاثنين. ويصف مراقبون الزيارة بالحساسة والهامة، نظراً إلى الملفات التي من المتوقّع بحثها بين طهران وبغداد. وبحث ظريف مع وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، أمس، آخر المستجدات، وشكر الحكومة العراقية على عدم التزامها بعقوبات واشنطن ضد طهران.

وأكد ظريف “نحن دائماً مع شعوب المنطقة في سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن وأفغانستان ولن نقبل بأن يحكم الأجانب المنطقة”، ودعا كل أبناء المنطقة للوقوف إلى جانب سورية والعراق ولبنان واليمن، مشدّداً على أن أمن المنطقة تصنعه شعوبها ودولها، وأشار إلى أن إيران لم تسع لإثارة الخلافات مع أي من دول المنطقة، ولكن هناك دول دعمت التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” وغيره من التنظيمات التكفيرية المتطرّفة.

وأضاف ظريف: إن الوفد الإيراني أجرى مباحثات ناجحة تمهيداً لزيارة الرئيس روحاني إلى العراق، لافتاً إلى أن الجانبين ركزا اهتمامهما على تفاهمات تصب بمصلحة البلدين في مجالات الزراعة والتجارة، وتقديم التسهيلات بما فيه مصلحة الشعبين العراقي والإيراني.

بدوره أشار وزير الخارجية العراقي إلى أنه تمّ التوقيع على اتفاقيات ثنائية بين البلدين في مجالات الزراعة والصحة والتجارة، إضافة إلى مناقشة تسهيل إجراءات منح سمة الدخول لرجال الأعمال بين البلدين، وبحث العلاقات التجارية والصناعية، وثمّن دور إيران في مساعدة العراق خلال الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

إلى ذلك أكد الرئيس العراقي برهم صالح، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الإيرانية، أن العراق لن يكون ساحة للمواجهات السياسية الإقليمية بعد الآن، وأضاف: “لا يمنحنا دستورنا مثل هذه التصاريح.. ولن تسمح لنا مصالحنا.. وفي المقابل يمكن لعلاقاتنا مع الدول المجاورة أن تساعد في الحد من التوترات بالمنطقة”.

وشدّد صالح على وقوف بلاده إلى جانب إيران، كما وقفت هي إلى جانب العراق في أيامه الصعبة، خاصة في مواجهة التنظيم الإرهابي “داعش”، مشيراً إلى أن العراق ليس جزءاً من نظام المقاطعة الأحادي للولايات المتحدة ضد إيران، ولن يكون بالتأكيد جزءاً منها، وسيبذل كل جهوده للحد من مستوى التوتر في هذا الصدد، والحد من المضايقات ضد الشعب الإيراني الصديق.

وأوضح صالح أن العراق يريد أن يكون ممراً اقتصادياً وتجارياً مشتركاً، وليس مفترق طرق لمواجهة دول المنطقة، لافتاً إلى أن العلاقات الاستثنائية بين العراق وإيران، وطبيعة علاقات العراق مع دول المنطقة والدول العربية يمكن أن تكون عاملاً في تسهيل حل قضايا المنطق، وأكد أهمية زيارة الرئيس روحاني إلى بغداد، وقال: “نأمل أن تكون هذه الزيارة محطة مهمة لتعميق العلاقات بين البلدين والشعبين بما في ذلك الأمور الاقتصادية والقضايا الأمنية والسياسية”.