اقتصادزواياصحيفة البعث

هل الخطة البديلة موجودة..؟

نتلقى هذه الأيام –وبحكم العمل في مجال الإعلام الاقتصادي- سيلاً من الأسئلة المتمحورة حول الخطط البديلة والاستثنائية لدى الحكومة، لتجاوز ما يواجهه الوضع الاقتصادي والمعيشي من أزمة خانقة ولاسيما لجهة تأمين حوامل الطاقة..!

سؤال -وبغض النظر عن إخفاقنا أو توفيقنا بالإجابة عنه- يندرج ضمن سياق الاستراتيجية الحكومية المتوجب عدم إغفالها أو تجاهلها مهما يكن..!

لا شك أننا ندرك استثنائية المرحلة وما ينتابها من تحديات ليست بالقليلة نظراً لارتباطها بما يفرض علينا من عقوبات اقتصادية، ولاشك أن هذا الأمر يعد أبرز تحدٍ يواجه الحكومة ويضعها على محك إثبات اعتمادها لخطط استثنائية تتواءم مع استثنائية المرحلة، مع الإشارة بالطبع إلى أنه ليس بالضرورة أن تضمن مثل هذه الخطط مواجهة كاملة مئة بالمئة، إلا أنها قد تخفف كثيراً من تداعيات وتحديات العقوبات، أما في حال انعدام الخطط البديلة فإن الحال لن يكون على ما يرام..!

إذا ما حاولنا تناول الموضوع من أكثر من زاوية، فإننا نجد أنفسنا أمام احتمالات عدة، أولها أن الظرف الاستثنائي كان خارج كل التوقعات؛ ولذلك نشهد ضغطاً غير مسبوق طال كل جوانب ومفاصل الاقتصاد والحياة على حد سواء..!

وثانيها أن الحكومة بالفعل لديها خطة بديلة تعمل بموجبها لتخفيف حدة العقوبات، وإلا لكان الوضع أكثر سوءاً..!

وثالثها أن الحكومة بمنأى عن وضع أية خطة بديلة، وأن اعتمادها الأساسي على الخطط الاستراتيجية العادية بعيداً عن لحظ أي طارئ كان، ونعتقد أن هذا الاحتمال مستبعد، وإلا لما شهدنا التوفر النسبي لحوامل الطاقة واستمرار الإنتاج..!

قصدنا من عرضنا المقتضب هذا، إبراز أهمية التخطيط ودوره في مواجهة الأزمة والتخفيف من حدتها، فهو بالنهاية يحدد خارطة طريق لأي عمل كان، وبقدر ما يكون التخطيط دقيقاً وواضحاً ويشمل كل الاحتمالات الطارئة، بقدر ما يكون النجاح للوصول إلى النتائج المتوخاة..!

كما أن بلدنا زاخر بقامات فكرية قادرة على التخطيط السليم، وبتنا بحاجة للاستعانة بها أكثر من أي وقت مضى، ولعل هيئة التخطيط والتعاون الدولي، إضافة إلى الأجهزة الموجودة في رئاسة مجلس الوزراء من “المجلس الاستشاري – ومديرية دعم القرار – والمكتب المركزي للإحصاء” أذرع فكرية وفنية على مستوى عالٍ، وهي كفيلة بلعب دور مهم لتعزيز مسألة التخطيط السليم واتخاذها سبيلاً لمحاصرة أية أزمات محتملة، لكن على ما يبدو أضحت بحاجة لمزيد من الدعم والتعزيز..!

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com