الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أعِــدْها إلَــيّ!

 

“ذَرَفْتُ هذه الأبيات في الأيام الأولى لرحيل أمّي التي فارقَني برحيلها كثيرٌ من سلامِ الأرض.. وكانَ هذا الرحيل في يوم الاثنين: 9 نيسان 2018”.

أعِــــدْها إلـــيَّ وأنــــتَ القـــديرْ

ومَـــنْ كُــــلُّ شــــيءٍ عــلــيـــهِ يَسِيرْ

أعِـــــدْها ولــو لحظةً يا إلهي!

لأحْــــضُنَها غَيْمَةً مِــــنْ عـــبــــــيرْ

وتَحْـــضُنَ فِـيَّ مَـــلائِكَ حُزْنِي

لَــــعــلِّي إلــــى مُــــقْلَتَيْـــهـــا أطـــيرْ

فتَـــذْرِفَـــني دَمْعَةً فـــي عُلاهـا

عـــلــى خَـــدِّها دَمْـــعَةً مِنْ حريرْ

أعِـــدْها فـــإنَّ لِجُرْحِي دُرُوبــــاً

بــهــا وَجَـــعِي فوقَ رُوحِي يَسِيرْ

وإنِّـــي بـــلا وَجْـــهِ مَنْ فارَقَتْني

ضــــريرٌ يعيشُ الزَّمانَ الضَّريرْ

وإنِّـــــي بغَـــــيْرِ يَـــــدَيْها هَـــبـــــاءٌ

تَـــنـــاثَرَ، لا وَزْنَ ليْ، لا مَــصِـــيرْ

وإنِّــــي بـــلا بَسْـــــمَةٍ مِنْكِ أُمِّي

فــقـــيرٌ فـــقـــيرٌ فـــقـــيرٌ فـــقــيرْ!

أعِدْها فإنِّيْ وإنْ صِرْتُ كَهْلاً

لَــــطِفْلٌ عــــلى ساعِدَيْها صغيرْ

أُواصــِلُ حَبْــــوِيْ إليــهــــا وكُلِّيْ

بـــهـــا مُسْــــــتَعِيذٌ، بها مُسْتَجِيرْ

أعِــــدْها بِكُـــــنْ فَيَكَـــــــونُ، وإلَّا

فـــخُذْنِي إلـيــهـــا وأنتَ القديرْ!

قحطان بيرقدار