اقتصادصحيفة البعث

محافظة دمشق تدرس دخول قطاع الاستثمار الصناعي”ألبان دمشق” تفتتح خطاً جديداً بكلفة 23 مليون ليرة

 

دمشق – قسيم دحدل
ثمة محاولات جادة لإعادة الريادة لشركة ألبان دمشق “الغوطة”، لتنهض بدورها ضمن المتاح والممكن لجهة تأمين المنتج الغذائي الوطني للسوق المحلية، وبمواصفات وجودة وأسعار منافسة، وذلك بعد سنوات من التوقف الجزئي نتيجة لما فرضته الحرب على كل قطاعاتنا الاقتصادية عامة والصناعية خاصة، حيث تم أمس البدء بالتشغيل الأولي لخط إنتاج جديد فيها خاص بتعليب اللبن الرائب المبستر، وبطاقة إنتاجية ما بين 2-4 أطنان يومياً حسب توفر مادة الحليب اللازمة لهذه الصناعة.
وقد استطاعت الشركة وضمن الإمكانات المتاحة وبـ23 مليون ليرة سورية من إعادة إعمار الخط مع تغيير نظامه، الذي كان ليكلف لو تم استيراده أكثر من 240 مليون ليرة. وأكد وزير الصناعة المهندس محمد معن زين العابدين جذبة -خلال افتتاحه الخط- أن العودة لتحقيق الأمن الغذائي، يبدأ بفضل جهود فنيي وعمال شركتنا الغذائية، وما الانطلاقة الجديدة لشركة ألبان دمشق، إلاَّ مثال واضح على أهمية مساهمة هذه الشركة في تحقيق الأمن الغذائي للمواطن السوري، الذي بات مستهدفاً في لقمة عيشه نتيجة للعقوبات الظالمة التي طالت حتى وسائل الإنتاج التي تؤمن له ما يحتاجه من منتجات غذائية أساسية يومية. ولفت أن توجيههم لإدارة الشركة، لتوفير المنتجات الغذائية وبالشروط الصحية المناسبة وبمواصفات جيدة، ينطلق من ضرورة وأهمية مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه شركاتنا الغذائية، وهذا لن يتم إلاَّ بالاعتماد على الذات في التشغيل والإنتاج لتأمين المنتجات المطلوبة.
محافظ دمشق المهندس عادل علبي الذي رافق وزير الصناعة في افتتاح الخط الجديد، أكد بدوره أن إعادة الشركة للعمل والإنتاج في ظل الظروف التي نشهدها، هو بحد ذاته تحدٍّ كبير، لأنه رغم الحصار على سورية ومنعها من استيراد أية قطعة تساهم في تجديد آلاتنا وخطوط إنتاجنا، استطاع عمالنا وبتكاليف متواضعة من إعادة التشغيل لأكثر من 13 خط إنتاج جديد في محافظة دمشق وحدها، وخلال بضعة أشهر فقط. وأثنى العلبي على فكرة وزير الصناعة للاستعانة بالفنيين من بقية المحافظات من العاملين بالقطاع الصناعي العام، والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم، ما مكن الشركات من إعادة العديد من خطوط الإنتاج وتجديدها بجهود وطنية صرفة، الأمر الذي سيساهم بتأمين منتج غذائي يومي ووفق مواصفات وشروط صحية جيدة، كما سيساهم في تخفيض الأسعار والحد من الاحتكار والتحكم بالأسعار. وفي تصريح خاص لـ”البعث” أبدى العلبي استعاد المحافظة للدخول في مضمار الاستثمار الصناعي سواء بالشراكة مع القطاع العام أو الخاص.
المدير العام لشركة ألبان دمشق المهندس باسم منصور أكد في تصريح لـ”البعث” أن الخط كان موجوداً منذ العام 1986، وضعفت إنتاجيته في عام 2004 ليتوقف نهائياً عام 2008، لافتاً إلى أن إعادة تأهيله وصيانته وإذا ما كان هناك تسويق جيد فإن بالإمكان تصنيع منتجات جديدة للأسواق، كاللبن واللبنة، مشيراً إلى أنهم يعملون حالياً على إنتاج الجبن العكاوي والقشقوان، مشيراً إلى استمرار إنتاجهم للسمنة والزبدة وبجودة عالية وأسعار منافسة، رغم ارتباط مواد هذه المنتجات بالبورصة العالمية، وأن الطاقة التشغلية للشركة ما بين 15- 20 طناً من الحليب يومياً، لافتاً إلى أن التكنولوجيا التي كانت موجودة في المعمل هي الأولى في القطر ومنذ عام 1957، لكن الخط حالياً واقف لعدم توفر العبوات الزجاجية نتيجة لتدمير معمل زجاج حلب، علماً أنه كان ينتج حتى العام 2005. موضحاً أن هناك 6 غرف تبريد، واحدة خاصة بالشركة، وأخرى مؤجرة للقطاع الخاص ببدل استثماري يبلغ 125 مليون ليرة شهرياً، أما الأربع الأخريات فهي فارغة، غير مستثمرة.