فنزويلا.. منع خوان غوايدو من تقلد مناصب رسمية مدة 15 عاماً
تصاعد السجال بين موسكو وواشنطن مؤخراً على خلفية زيارة قام بها وفد من العسكريين الروس إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس، حيث امتعضت واشنطن من هذه الزيارة، وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا بإخراج قواتها من فنزويلا، مهدّداً بأن كل الخيارات مطروحة، بينما أكدت روسيا أن خبراءها موجودون في فنزويلا بموجب اتفاق تعاون تقني بين البلدين، وأن على واشنطن الوفاء بالتزاماتها الدولية قبل أن تتحدّث عن خروج غيرها من فنزويلا.
وأكد الكرملين أن وصول عسكريين روس إلى فنزويلا مؤخراً تم ضمن إطار عقود مبرمة بين الطرفين، مشدّداً على أن موسكو لا تتدخل في شؤون فنزويلا وتعوّل على أن تتبع الدول الأخرى هذا النهج، وأشار المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين، أمس، إلى أن لدى موسكو علاقات تقليدية متطورة ذات منفعة متبادلة مع كاراكاس، بما في ذلك عقود في مجال التعاون العسكري التقني متعلقة بالإمداد بالعتاد العسكري إلى هذه البلاد، مؤكداً أن عسكريين روس قدموا إلى البلاد مؤخراً ضمن إطار تنفيذ روسيا لمسؤولياتها بموجب هذه العقود.
وفي معرض تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي بأن “جميع الخيارات مطروحة لإخراج روسيا من فنزويلا”، قال بيسكوف: “باعتقادنا، لا يجب أن تقلق علاقات روسيا الثنائية، الدول الأخرى. لا نتدخل بأي شكل من الأشكال في شؤون فنزويلا الداخلية ونعوّل على أن تتبع الدول نهجنا وتسمح للفنزويليين بتقرير مصيرهم بأنفسهم”.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو لا تنتهك القوانين الدولية ولا تعمل على تغيير موازين القوى في فنزويلا خلافاً للولايات المتحدة والدول الغربية، رافضة الاتهامات الأمريكية لها بالتدخل العسكري المزعوم في هذا البلد، وقالت: “إن وجود خبراء روس في فنزويلا تم بناء على اتفاق حكومي دولي بين موسكو وكاراكاس وطبقاً لاتفاقية التعاون العسكري التقني بين البلدين التي ما زالت سارية”، وأضافت: إن “واشنطن تتخذ إجراءات متعمّدة لزعزعة الاستقرار في فنزويلا ولن يكون هناك فائز في وضع كهذا”، موضحة أن الولايات المتحدة قد تستخدم جزيرة كوراساو الهولندية كموطئ قدم لتدخل عدواني في فنزويلا تحت غطاء شعارات إنسانية.
ودعت زاخاروفا زعيم المعارضة اليمينية المدعومة من واشنطن خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً للبلاد، إلى “وقف نشاطاته الاستفزازية لأنها تقوّض أسس كيان الدولة في فنزويلا”، مشيرة إلى أن اقتحام أنصار غوايدو مؤسسات دبلوماسية فنزويلية في الخارج “انتهاك خطير للغاية للقانون الدولي”.
وكان ترامب قد هدّد، خلال استقباله زوجة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، بأنّ “كلّ الخيارات مفتوحة لإخراج روسيا من فنزويلا”، أمّا نائبه مايك بنس فأعلن أنّ “وصول طائرات عسكرية روسية إلى فنزويلا هو خطوة استفزازية غير مقبولة”.
بالتوازي، منعت السلطات الفنزويلية غوايدو من تقلد أي منصب حكومي رسمي خلال الخمس عشرة سنة القادمة، عقب العثور على مخالفات في الكشف المالي عما في ذمته.
وجاءت تحقيقات المفتش العام عقب ظهور شكوك من أن زعيم المعارضة الفنزويلية، والذي يعتبر نفسه رئيساً للبلاد، أخفى أو تلاعب بمعلومات كشف الذمة المالي وكذلك تلقى أموالاً من مؤسسات دولية وإقليمية، من دون أن يبين الأساس لتلك المبالغ.