ثقافةصحيفة البعث

 “أماسي” تكرم الأم شهيرة فلوح

 

في لقاء الأم شهيرة فلوح مع محبيها وأبنائها في جلسة أماسي في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة- بإدارة الإعلامي ملهم الصالح، توجت وزارة الثقافة خمسة عقود من حملها أعباء الأمانة بإخلاص للشهيد والوطن والحبّ اللامتناهي بصدق بتكريم  سنديانة العطاء وسط حضور كبير من شخصيات هامة وسيدات الاتحاد النسائي والعاملين في مدارس أبناء الشهداء.

وكانت الصورة البصرية شريكة الحوار، إذ استرجعت أماسي تاريخ مدرسة أبناء الشهداء من خلال فيلم وثائقي طويل لتاريخ هذه المدرسة ، كما استهل الصالح الحديث عن مواقف الأم شهيرة التي ترتقي مسيرتها لتكون أمثولة لا تقف غايتها بالانتقال من حالة الحزن إلى الفرح، بل بصناعة الحياة واستمرارها كثقافة وجود، واستحضر مع السيدة فلوح طفولتها لاسيما أنها درست في مدرسة راهبات الناصرة التي استقت منها مناهل التربية التي تجمع بين الحزم والحنان، ودرست في جامعة عمان كلية التجارة وتخصصت بالمحاسبة، ثم عملت في الجامعة، شاءت الأقدار أن تلتقي مع ابن خالها العامل بالسلك العسكري ويربطهما الرابط المقدس، وتقيم معه في اللاذقية ومن هنا بدأت قصة الأم فلوح مع المرأة والإنسان والوطن، إذ انضمت إلى العمل الطوعي بالاتحاد النسائي بالمشاركة بتعليم السيدات ومحو الأمية وزارت مع وفد الاتحاد النسائي جميع قرى اللاذقية.

كسبت الجماهير

وتحدثت عضو مجلس الشعب شكرية المحاميد عن الأم فلوح خلال عملها بالاتحاد النسائي، فكانت محط أنظار الجميع لدماثة خلقها وصفاتها الرائعة التي وهبها الله إياها وعكستها على عملها، فكسبت جماهير النساء والرجال وتميزت عن قريناتها، فنجحت بعملها، وفي عام 1976 فازت بعضوية مجلس الشعب مع خمس نساء فقط، منهن سعاد بكور وهاجر صادق، فمثلت محافظة درعا خير تمثيل ولم يقتصر تمثيلها لدرعا، وإنما عملت لصالح السويداء وكل المنطقة ولم تتوان عن تقديم المساعدة لأي طلب من أية منطقة في جغرافية سورية.

على المحبة نلتقي

المنعطف الهام في حياة الأم فلوح هو استدعاؤها لمقابلة القائد الخالد، فتحدثت عن سيادته بمدرسة بنات الشهداء لاسيما بعد وفاة الحاجة سامية المدرس وتكليفها بهذه الأمانة الصعبة بقوله”ستكونين أما لأكثر من خمسمئة طالبة، أمانة بعنقك” ومن هنا بدأت مسيرة العطاء منذ عام 1981، لتتوقف عند الخطة الجديدة التي استمرت على الأسس التي وضعتها المدّرس مع التطوير فوضعت شعارها الدائم”على المحبة نلتقي” وزرعت الحب بقلوب العاملين فمن يعمل بالمدرسة لايعمل من أجل العمل فقط وإنما من أجل الوطن.

وعن واقع وحال مدارس الشهداء خلال الحرب الإرهابية التي لم تعد تتسع لأعداد أبناء الشهداء، وحول الانفتاح على المجتمع الأهلي، بيّنت فلوح بأن التبرعات تقبل ضمن شروط وبعد دراسة منطقية احتراماً لابن الشهيد ولقداسة الشهادة، وتابعت الحديث عن البعد القومي للمدارس باستضافة أبناء الشهداء من أريتريا والسودان والعراق وغيرها ولكل من يرغب، ونوّهت إلى تواصل وتفاعل أبناء الشهداء مع المحيط والعالم الخارجي واطلاعهم على الأحداث السياسية وإيمانهم بالعمل التطوعي.

الإرشاد النفسي والسينما

ومن خلال سير العملية التعليمية والنفسية عملت الأم فلوح على إدخال الإرشاد النفسي ضمن مقومات العملية التعليمية بالاعتماد على مرشدين نفسيين للإصغاء إلى مشكلات الطلاب، وطلبت من المرشدين أن لا يحلوا مشاكلهم وإنما يعلمونهم كيفية التعامل مع المشكلة وإيجاد الحلول لها.

وعن مشروع” يلا سينما” الذي عمل عليه المخرج المهند كلثوم من أبناء الشهداء، أوضحت الأم فلوح بأن السينما فن يضم كل الفنون، وأنها أرادت تنشئة جيل يؤمن بالسينما، لاسيما أن الأطفال تفاعلوا وانسجموا مع إشراكهم بهذا الفنّ، ثم تبعته أيام السينما في مدارس أبناء الشهداء.

كما أن للإعلام دوراً بتواصل أبناء الشهداء مع الفنانين العرب والسوريين من خلال المهرجانات والحفلات على مسرح المدرسة، فتحدثت الإعلامية ماريا ديب عن حضور أبناء الشهداء بالمناسبات الوطنية.

وحفلت أماسي بمداخلات عدة من أهمها مداخلة عضو مجلس الشعب جانسيت قازان التي بيّنت أن هناك دراسة ستصدر قريباً تضمن رعاية كريمة لأبناء الشهداء العسكريين في ظل الحرب الإرهابية وعدم اتساع المدارس لأبناء الشهداء. إضافة إلى مداخلات من العاملين بالمدارس تحدث كل منهم عن جانب وجداني يربطه بالأم شهيرة. وعرض الصالح تسجيلا صوتيا للفنان صفوان بهلوان يهدي فيه الأم شهيرة مقطعاً بصوته من أغنية”ست الحبايب”، ومداخلة مسجلة لعازف الغيتار طارق صالحية الذي درس في مدارس أبناء الشهداء، مع إعلاميين وأطباء ومهندسين تخرجوا في مدرستها واليوم يصطحبون أولادهم لزيارة الجدة شهيرة.

وقد سلم مستشار وزير الثقافة نزيه خوري مع مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض ومديرة المركز رباب أحمد درع وزارة الثقافة، وبينت الأم شهيرة بأن تكريمها هو تكريم لكل أبناء وبنات الشهداء.

ملده شويكاني