“محجبة بين جناحي باريس”.. ذات تروي سيرتها
صدرت عن دار الحوار للنشر والتوزيع رواية بعنوان: “محجبة بين جناحي باريس للدكتورة ماجدة حمود إذ تعترف في تقديمها للرواية التي تعتبرها سيرة ذاتية بترددها في كتابتها بسبب صعوبة مواجهة الذات وخصوصاً لمن اعتاد قراءة الآخرين والهروب من قراءة ذاته، لكن ما حسم ترددها وشجعها على الكتابة القذيفة التي أصابت العمارة التي تسكنها في دمشق، تلك القذيفة التي أيقظت في داخلها رغبة إنقاذ ذاتها من موت سيأتي عاجلاً أم آجلاً، وتعلمت من العصافير التي لم تمنعها القذيفة من متابعة زقزقتها وقررت الكاتبة أن تنقذ روحها من الانهيار ومن حرب مجنونة لم تستطع التأقلم مع ظروفها. وتضيف الكاتبة: لم أكن لأستمر في هذه التجربة لولا فكرة آمنت بها وهي أن من نحبه لا يموت، تبقى روحه ترافقنا وتربت يده الحنون على قلوبنا، وتهمس حكمته في عقولنا، فننطق دون أن نشعر لغته ونعيش معتقداته، وأعترف أن أمي كانت رفيقتي في تلك الرحلة التي دفعت ثمنها حزناً مقدماً في كل تصرف أو قول تفوهت به. وتتابع: تجربتي لحسن الحظ لن تكون فقط بصوت واحد (صوت الأنا) الذي قد يناسب السيرة الذاتية، بل ثمة أصوات أخرى التقيت بها، تنتمي إلى عوالم مختلفة غربية، وهذه الشخصيات كلها أغنت سيرتي، وأضفت بعداً روائياً عليها، ألا يستطيع هذا التعدد منحها حيوية، يبعد عنها الإيقاع الرتيب؟ّ وكي أفحم شيطاني، أضفت: هل يمكن للغة القلب المغموسة بنبض التجربة أن تضل الوصول إلى قلب يصغي إليها؟.
وتختم د. حمود اعترافها بأنها منحت شيطانها النقدي فرصة التعبير بصوته، هنا، لعلني بهذه الرشوة أستطيع قمعه، فيلزم حدوده، ويتلهى عن ملاحقتي أثناء الكتابة.
كما شكرت روح الروائي عبد الرحمن منيف الذي نصحها يوماً بكتابة ملاحظاتها، لأن الذاكرة تخذلنا مع مرور الزمنّ لهذا حملت معها دفتراً صغيراً سجلت عليه يومياتها الباريسية، فكانت مادة أولية لهذه الرواية السيرية.