رياضةصحيفة البعث

لجنة الانضباط والأخلاق بين مطرقة القانون وسندان الأندية

ناصر النجار

أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق مجموعة من القرارات فيها الكثير من العقوبات والغرامات المالية حسب المخالفات المرتكبة التي أوردتها تقارير الحكام والمراقبين.
ولأن لجنة الانضباط والأخلاق لجنة قانونية مستقلة تعمل لمصلحة كرة القدم، فهي تتعامل مع هذه الحالات وفق مقتضيات القانون ونصوصه الصريحة حسب مواد اللائحة الانضباطية.
اللائحة الانضباطية ليست مواد عابرة، إنما هي مستقاة من اللوائح المماثلة في الاتحادات الدولية والآسيوية والوطنية، وتمّ تكييفها لتطابق واقع الحال في بلادنا وملاعبنا.

في الحالة العامة لم نجد أي لاعب أو شخص من كوادر اللعبة اعترف بخطئه، كلهم أبرياء، والمتهم الوحيد هو اللجنة، وهذه السياسة المتّبعة غايتها لفت الأنظار عن المخالفين والمخالفات والتوجّه نحو اللجنة لاتهامها بما ليس فيها.
مدرّب أو إداري أو لاعب أو أي شخص له صفة رسمية يشتم حكماً، اللجنة ستعاقبه حسب التقرير المرفوع إليها، لكن البعض يريد أن تتمّ مكافأة هذا المخالف، وقس على ذلك بقية الأمثلة من المخالفات المرتكبة!.
ملاعبنا صارت مملوءة بالشماريخ والمفرقعات والقنابل الصوتية والدخانية وهذا ممنوع في ملاعبنا، ونصّ هذه المخالفة صريح، ويريد البعض أن تتعامل اللجنة مع هذا النوع من المخالفات بصمت على مبدأ (شاهد ما شفش حاجة)، ولأن هذه الحالات يسفر عنها أذى تمّ منعها، وكلنا ما زال يتذكر وفاة المشجع الحطيني قبل ثلاث سنوات بفعل شمروخ، فهل ننتظر وفاة أخرى لنقول إن القانون معه كلّ الحق بالتصدي لهذه المخالفة؟.
لا أحد يناصر القانون الكروي، بل يناصرون مرتكب المخالفة ويشجعون على ارتكاب المزيد من المخالفات، ولو أن الأندية ساندت اللجنة فعاقبت من ارتكب المخالفات من صفوفها، لساهمت بردع الشغب والشطط في الملاعب ولما وصل حال الشغب إلى ما وصل إليه.

من الطبيعي أن تكون لجنة الانضباط والأخلاق مكروهة لأنها مستقلة ولا ترضخ للإيماءات من أحد، ولا تقبل الوساطات ولا تؤمن بالمجاملات، فالطريق إليها مسدود، لذلك يبادر البعض للضغط على اتحاد كرة القدم لحجب الثقة عن اللجنة وتشكيل لجنة جديدة مخترقة تساير هوى البعض ونفوذهم.
الجميع في كلّ المؤتمرات والاجتماعات والمقابلات والتصريحات يطالبون بمحاربة الواسطة والمجاملات التي تجعل من العمل الرياضي مهزوزاً ، لكن المستغرب أنهم يناقضون هذا القول بمحاربتهم للجنة الانضباط والأخلاق وتهمتها الوحيدة أنها تطبق القانون!!.