الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الوفية جاكلين بيطار.. وداعاً

 

ودَّعها اللاذقية أمس في موكب مهيب المربية الفاضلة جاكلين بولص بيطار المرأة السورية الوفية لوطنها، وللشهيد البطل جول جمال خطيبها الذي افتدى أرض الكنانة مصر بدمه وروحه في حرب السويس واستشهد دفاعا عنها. وأبت الراحلة بيطار أن يكون استشهاد البطل جول جمال خاتمة لمسيرة الحب بينهما بل ظل خاتم الخطوبة يزين أصبعها أكثر من ستة عقود من الزمن ولم تخلع هذا الخاتم حتى آخر لحظة من حياتها، إخلاصا ووفاء لخطيبها الشهيد، لتكون أيقونة الوفاء لحبها ولتوأم روحها الأزلي إلى أن حانت لحظة الرحيل إيذانا باللقاء الأبدي. وكما كان وفاؤها عنوانا لحياتها فقد كان رحيلها صادما بوقعه وأثره على كل من عرف وسمع وعايش هذا الوفاء ذارفا دموع القلب على الرحيل الذي يحمل معه الوداع لقلب محب لوطنه ولعاشق عروبته الشهيد جول جمال، تاركة لنا أنقى وأنصع صور وحكايا الوفاء في زمن أحوج ما نكون فيه إلى هذا الوفاء، معلنة الالتحاق بعد كل هذه العقود والسنوات بمن أحبت .
وقد شيع جثمانها من كنيسة ماراندراوس في المشروع بمدينة اللاذقية في موكب رسمي وشعبي.
مروان حويجة