ثقافةصحيفة البعث

تصفيات مسابقة المساجلة الشعرية “سورية تقرأ”

 

 

بعد انتشار ثقافة الانترنت والأجهزة الذكية بدت القطيعة بين الطفل والكتاب أكثر وضوحاً وخطورة هذا الواقع اقتضى ابتكار حلول ناجعة تعيد للكتاب ألقه بحيث يصبح أحد العادات اليومية في حياة الطفل. من هنا تسعى دار الفكر منذ سنوات إلى تعزيز هذا الجانب وتشاركها مشروعها المتميز جمعية حقوق الطفل الخيرية منذ ثلاث سنوات، وفي هذا الإطار تندرج مسابقة المناظرات الشعرية لنجوم الفكر تحت عنوان “سورية تقرأ” التي أقيمت تصفياتها النهائية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وقد تحدث مدير المكتب الإعلامي في الدار وحيد تاجا عن فكرة المسابقة قائلاً: منذ خمس سنوات تقريباً نظمت دار الفكر مسابقة الفكر والإبداع وفي البداية توجهت للمدارس وكانت تتضمن مسابقات في كتابة القصة والخط العربي، وأنجز شريط فيديو حول كتاب وتلخيص كتاب شارك في البداية نحو 40 مدرسة وزاد العدد تدريجياً ليصل اليوم إلى 120 مدرسة تقريباً من دمشق وباقي المحافظات إضافة للمشاركات الخاصة، واليوم لدينا مشاركة للجزائر عبر الانترنت حيث نظموا المسابقة ذاتها وفي الوقت نفسه، واليوم يقام الأسبوع الرابع في تصفية المباريات الشعرية وكنا عادة نقيم الاحتفالية بمناسبة يوم الكتاب العالمي الذي يصادف في 23 وفي هذا العام سيكون الاحتفال الرئيسي في دار الأوبرا بتاريخ 20/4 وستقوم دار الفكر كما درجت العادة بتكريم أحد المؤلفين وهذا العام سيكرم د. موفق دعبول.

تفادي الجمود
وأوضح محمد مؤيد الزبيبي مدير فريق التنظيم في جمعية حقوق الطفل الخيرية أن الهدف الأساسي من شراكة الجمعية مع دار الفكر، المساهمة في نشر اللغة العربية بشكل أساسي وتنميتها لدى الطفل وتشجيعه على البحث عن المعلومات بطريقة جدية موثوقة عبر الكتاب، واستهداف العديد من الشرائح في المدارس العامة والجمعيات الخيرية ومراكز الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف: عندما بدأنا بالفكرة لم نكن نتوقع هذا الإقبال الكبير على المسابقة، من هنا نسعى دائماً للتطوير وعدم الوقوع في الجمود.

تجربة تحتاج لتطوير
والهدف الرئيسي من هذا النشاط عموماً كما يرى د. نزار أباظة عضو لجنة التحكيم في المسابقة هو تنشيط الثقافة والقراءة لأننا مررنا بمرحلة صار فيها العزوف عن القراءة يؤرق المجتمع عموماً، وقد ابتكرت دار الفكر عدة أشياء ترجمتها عبر المسابقات منها: إلقاء قصيدة أو تلخيص كتاب وكان هناك إقبال كبير من قبل المدارس، وفي هذا العام أدخلنا موضوع المساجلة الشعرية لأن الشعر تراجع عند الناس وهو جزء مهم من تراثنا، وعن تقييم التجربة قال أباظة: هي تجربة جديدة بحاجة لمن يطورها ويقترح ما يغنيها.

انعكاسها على الدراسة
أما محمد رمضان وهو أحد المشرفين في فريق المسابقة فقد رأى أن النقطة الأهم في النشاط عموماً هي إعادة ارتباط الطفل باللغة العربية الأم وارتباط الأسرة بموضوع ثقافة الطفل، وإعادة طرح فكرة وجود مكتبة في كل منزل تشجع على القراءة قدر الإمكان، والجانب الأبرز الذي ذكره رمضان انعكاس هذا على التفوق الدراسي للمشاركين، وتجلى ذلك في حالات كثيرة حاز خلالها المشاركون على المراكز الأولى على مستوى شهادتي التعليم الثانوي والأساسي.

لجنة تحكيم حيادية
وعبّرت الطفلة دعاء العيسى من مدرسة وجيه القادري الصف السابع عن سعادتها بالمشاركة في المسابقة، واصفة إياها بالفكرة الجميلة التي تساهم في إحياء تاريخ الشعر القديم الذي لم يعد أحد يهتم به في العصر الحديث بسبب انشغال الأطفال والشباب بالأغنيات والكليبات، وتوجهت العيسى بالشكر لجمعية التميز التي منحتها شرف المشاركة باسمها، وإلى والدتها التي تشجعها دائماً، وعن رأيها بالمراحل السابقة من المسابقة ومدى حيادية لجنة التحكيم أجابت: المراحل كانت مشوقة وكان بعضها متعباً لأننا كمشاركون نحتاج لخطط جديدة في كل مرحلة كوننا لا نعلم ما سيجهزه خصمنا، مما يدفعنا لحفظ 10 أبيات على الأقل عن كل حرف من الأحرف الأبجدية، أما لجنة التحكيم فقد كانت عادلة وفي حال الاختلاف في الرأي كانت تتم استشارة أكثر من شخص في اللجنة قبل إصدار الحكم النهائي تحقيقاً للموضوعية.
جلال نديم صالح