الصفحة الاولىصحيفة البعث

السوريون يسخرون من ترامب: متمسّكون بكل ذرّة من تراب الوطن

 

تواصلت الوقفات الاحتجاجية في عدد من المحافظات، أمس، تنديداً ورفضاً لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان السوري المحتل، فقد نظّمت الفعاليات الأهلية والشعبية من أبناء محافظة القنيطرة في تجمعي جديدة الفضل وعرطوز الظهرة للنازحين بريف دمشق وقفة أكدوا خلالها أن الإعلان الأرعن غير قانوني ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به.
وأكد المشاركون في الوقفة، التي أقيمت أمام مبنى الفرن القديم في تجمع جديدة الفضل، أن الجولان المحتل عربي سوري مهما حاولت الإدارة الأمريكية ومعها اللوبي الصهيوني فرض وصايتها وممارساتها التوسعية الاستيطانية، وقرار ترامب غير شرعي وعدواني، وهو اعتداء على حقوق الشعب السوري والسيادة الوطنية السورية ويمثل استكباراً أمريكياً، وعبّروا عن سخريتهم واستهزائهم بإعلان ترامب، الذي يستخف بكل القرارات الأممية الصادرة حول الجولان المحتل باعتباره أرضاً سورية محتلة، وأشاروا إلى أن إعلان ترامب يشرّع الاحتلال ويزيد من التوتر في المنطقة، وهو خرق للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وشدّدوا على أن أبناء القنيطرة والجولان المحتل لا يعترفون بإعلان ترامب، لأنهم أصحاب الأرض ومالكوها وبحوزتهم الوثائق المسجّلة في السجلات العقارية السورية، وما زالوا يحتفظون بمفاتيح منازلهم التي هجّروا منها في أعقاب عدوان 1967.
كما نظّمت الفعاليات الأهلية والشعبية والشبابية في بلدة المزرعة بمحافظة السويداء وقفة أمام المركز الثقافي العربي، أكدت خلالها أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية الواحدة، ويعيش في قلوب وضمائر كل السوريين، ولن تغيّر كل الغطرسة والقرارات والمخططات الصهيوأمريكية هذه الحقيقة الراسخة.
وحيّا المشاركون صمود وبطولات وتضحيات أهلنا في الجولان المحتل في وجه الممارسات والاجراءات التعسفية للكيان الصهيوني، مجسدين انتماءهم الوطني في حب الأرض والحفاظ على هويتهم الوطنية العربية السورية، وأشاروا إلى أن أهلنا في الجولان المحتل، وخلفهم كل السوريين، جيشاً وشعباً وقيادة، سيسقطون كل المخططات العدوانية والصهيونية، وستكون لهم الكلمة الأخيرة في استعادة الجولان المحتل إلى حضن الوطن في القريب العاجل، وقالوا: إننا لا نقف اليوم لنقول: إن الجولان عربي الهوية وسوري الانتماء، فذلك من المسلمات، بل لنقول: إن الذاكرة عامرة بتاريخ الكثير من المقاومين مردّدين صدى ذلك الشيخ الجليل فيه الذي قال إنكم تستطيعون أن تسيطروا على الجغرافيا لبعض الوقت لكنكم لن تستطيعوا أن تسيطروا على الذات لأنها عربية سورية.
وأكد المشاركون أن سورية هي الروح للسوريين والجولان نبضها، وكان وسيبقى عربياً سورياً تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً وسكانياً ولن نتخلى عنها أبداً.
وفي دير الزور نظم محامو المدينة وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، رفعوا خلالها أعلام الوطن ولافتات تحمل عبارات الرفض للإعلان الأمريكي المخالف للقانون والشرعية الدولية، وأكدوا أن إعلان ترامب مخالف للقواعد القانونية والأخلاقية، فهو باطل جملة وتفصيلاً، وما بني على الباطل فهو باطل، وأن الجولان أرض عربية سورية، ولن يغيّر ترامب او غيره هذه الحقيقة، وعلى جميع دول العالم الوقوف في وجه هذا الإعلان، مشيراً إلى أن سورية المنتصرة دائماً، بجيشها وشعبها، ستبقى شوكة في حلق أعدائها.
وأعربوا عن رفضهم إعلان ترامب، المنحاز والبعيد عن العدالة والقواعد القانونية والأخلاقية، والذي جاء خدمة للصهاينة، وأشاروا إلى أن أرض الجولان عربية سورية شاء من شاء وأبى من أبى، وإذا أراد ترامب أن يمنح شيئاً للصهاينة فليمنحهم من أراضي بلاده، وليعلم هو، وكل كائنات الأرض، أن الجيش العربي السوري ومن خلفهم كل أبناء سورية متمسّكون بكل ذرة من تراب الوطن، وعلى رأسها تراب الجولان الطاهر.
كما أكد أهالي مدينة دوما، خلال وقفة احتجاجية نظموها في ساحة المدينة، أن الجولان المحتل كان وسيبقى عربياً سورياً مهما فعل المغتصبون، مشدّدين على أن إعلان ترامب إعلان ترامب مخالف للقواعد القانونية والأخلاقية، ولا يغيّر من حقيقة أن الجولان المحتل عربي سوري وسيعود إلى الوطن، طال الزمان أم قصر.
وأشار أهالي دوما إلى أن الجولان سيبقى سورياً رغم أنوف الجميع، وقريباً سيتم رفع علم سورية فوق ربوعه بعد تحريره على أيدي الجيش العربي السوري، كما تمّ تحرير بقية الأراضي السورية من الإرهاب.
وفي اللاذقية نفذت الفعاليات الشعبية والاجتماعية في منطقة القرداحة وقفة احتجاجية، أكد المشاركون فيها أن الجولان أرض عربية سورية، وسيتمّ تحريرها بالمقاومة الشعبية وبهمة قواتنا المسلحة الباسلة، وشدّدوا على أنه لو اجتمعت كل قوى العالم لن تغيّر من تاريخ وعروبة وسورية الجولان المحتل.
وفي ردود الفعل العربية والدولية، أكدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع أن إعلان ترامب لا قيمة له، فيما أعربت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب التشيكي بإجماع أعضائها عن دعمها للموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية توماش بيترجيتشيك الرافض لإعلان الرئيس الأمريكي.
ونبّه رئيس اللجنة، وزير الخارجية الأسبق لوبومير زاؤراليك، إلى أن “التصرّف الأمريكي يمكن أن يخلق سابقة خطيرة تستطيع على أساسها دول أخرى المطالبة بأراضي الغير”، فيما أكد نائب وزير الخارجية التشيكي مارتين تلابا أمام اللجنة أن بلاده لا تنوي مطلقاً تغيير موقفها بشأن الجولان السوري المحتل.