الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

رولا نويلاتي في أدونيا للفنون الجميلة

 

فتتح في الساعة الخامسة من مساء أمس الأحد في صالة أدونيا للفنون الجميلة المعرض الأول للفنانة التشكيلية رولا نويلاتي حيث عرضت مجموعة من اللوحات التي عالجت مواضيع تنوعت بين المدينة ورموزها العمرانية إلى بعض أمثلة الجمال كالخيول والطبيعة الصامتة، قدمتها بلغة من حلم المصورة الزيتية التي ترسم مدينتها بالضوء والشعر، كما وقعت كتابها الذي يحوي نصوصا شعرية رقيقة مثل ألوانها الصافية التي رسمت بها لوحاتها وكأنها ترسمها بقطع من فيروز وعاطفة  شفافة. وقد كتب الفنان أيمن الدقر مدير صالة أدونيا الذي واكب التجربة من بدايتها وأشرف على تطويرها في تعريف الفنانة:

“استطاعت رولا نويلاتي أن ترسم بعضا مما تكتبه من نصوصها الذاتية بألوان لا تقل شاعرية عن تلك النصوص الناعمة الصادرة عن روحها الجياشة بالعاطفة، فاستعملت المجموعة اللونية لتأليف هارموني لوني يحوي بين طياته أشكالا تنساب ضمنه لتشكل جوا ساحرا من الألوان الشاعرية التي تخبرنا عن عذوبة نصوصها، مؤكدة ثقافتها البصرية التي اكتسبتها من خلال متابعتها الجادة للحركة التشكيلية السورية مستفيدة من تجارب الآخرين، لتخرج بنتيجة تنبئ عن جديتها في تناول العمل الفني، حولتها إلى أسلوب خاص بها لا يشبه أحدا وهو ما يطمح إليه الفنان التشكيلي.

تحاكي الفنانة في لوحاتها الطبيعة الحية أحيانا والصامتة في أحيان أخرى وتبرز في عدد من أعمالها عظمة وشموخ الخيل العربي الأصيل والعمارة الدمشقية القديمة، كل ذلك من خلال تشكيلات وتقسيمات تشد المتلقي إلى عذوبة اللون وعمق شاعريته.. المعرض الأول للفنانة رولا نويلاتي يخبرنا عن بزوغ فجر فنانة جديدة رصينة جادة تمتلك أدواتها ورؤيتها الخاصة بها، فتنضم للأسرة التشكيلية السورية بكل قوة وثقة بالنفس.

وتعتبر صالة أدونيا الفتية من الصالات المتخصصة بالفن التشكيلي وتتميز إدارتها بأنها صاحبة مشروع حضاري جمالي يسعى إلى تقديم الفن التشكيلي السوري بلغته الحقيقية وبرسالته الإنسانية، من خلال الدفع بالمواهب الجديدة ودعمها وتعريف الجمهور بها ساعية لأخذ زمام المبادرة لترويج الفن والثقافة السورية في العالم عبر الفضاء الالكتروني والوسائط الأخرى، متجاوزة  بذلك مفهوم لوحة السوق وفضاء ترويجها التقليدي حيث المقتني وأصحاب الصالات يسعون للرائج دون النظر للقيمة الحقيقة والرسالة الجمالية.

أكسم طلاع