صحيفة البعثمحليات

مــــع وعـــــود وزارة الســـــــياحة بتذليـــــــل الصعوبــــــات”الغرفــــــة” تطلـــــب المســـــاواة وبلــــديات تتهـــــم المديريـــــة بالتهمـــــيش

 

تدرك الحكومة أهمية النهوض بالقطاع السياحي كونه قطاعاً استراتيجياً وتنموياً، فبعد عودة الأمن والأمان لأغلب المناطق وخاصة السياحية تسعى وزارة السياحة لتقديم ما يلزم من تسهيلات وتذليل للصعوبات، ومساعدة أصحاب المنشآت ومستثمريها لوضعها في الخدمة مجدداً لتكون جاهزة لاستقبال زوارها ومرتاديها من الزبائن.

تأكيدات ونفي
ومع التأكيدات القادمة من وزارة السياحة أن الحكومة وجهت بوضع قاعدة بيانات تضم جميع المشاريع السياحية المتعثرة للقطاعين العام والخاص في جميع المحافظات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة إقلاعها مع التواصل مع المستثمرين والمالكين للاستفادة من مختلف أشكال الدعم الذي تقدمه الدولة في هذا الاتجاه, يأتي صوت المستثمرين وأصحاب المنشآت السياحية مطالبين بمنحهم قروضاً ميسرة لإعادة إعمار منشآتهم والإقلاع بها لإعادة النشاط والحيوية للحركة السياحية، حيث أكد رئيس غرفة سياحة ريف دمشق عبد الغني شعيري أن هناك من تقدم منذ سنتين بطلب قرض لإعادة المنشآت إلى العمل في منطقة بلودان إلا أنه للأسف لم يحرك المعنيون ساكناً حتى الآن، داعياً إلى معاملة القطاع السياحي كباقي القطاعات الأخرى التي قدمت لها القروض الميسرة وخاصة أن محافظة ريف دمشق تمتاز بمناخ سياحي ومناطق جاذبة للمستثمرين، إلا أن مدير السياحة في ريف دمشق المهندس وائل كيال أكد أن موضوع منح القروض الميسرة مطروح من ضمن التسهيلات الممنوحة للمستثمر، لافتاً إلى أهمية محور ريف دمشق السياحي وغناه بمقومات السياحة الدينية والشعبية والأثرية، وضرورة استثمار هذه المقومات وتوظيفها بالشكل الأمثل لعودتها كأهم المقاصد السياحية.

جولات ميدانية
وأوضح كيال في حديثه للـ”البعث” أن الوزارة تعمل جاهدة لرسم خارطة سياحية في المحافظة من خلال الجولات الميدانية على أغلب المناطق، وتقييم واقع المشاريع الاستثمارية المتعثرة لمعالجة واقعها وإنهاء التعثر، أو إعادة طرحها في ملتقى سوق الاستثمار السياحي القادم المزمع عقده في دمشق خلال حزيران القادم للقطاع الخاص، حيث يتم التفاوض بين مستثمر وآخر لإعادة الإقلاع بهذه المشاريع عن طريق المشاركة إما بشراء حصص سهمية أو غيرها، والوزارة ستكون وسيطاً حيادياً بين الطرفين شرط استكمال الوثائق القانونية.

تنسيق وتعاون
واعتبر كيال أن المديرية تقوم بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية ومن بينهم المحافظة وغرفة السياحة في الاستعداد للموسم الصيفي الجديد، وعودة أغلب المنشآت السياحية للخدمة مجدداً ولاسيما أن هناك منشآت أقعلت وأخرى ستقلع خلال فترة قريبة وتعود إلى عملها لاستكمال الخارطة الاستثمارية، منوهاً بالتعاون الكبير من قبل المحافظة وخاصة أن المحافظة قدمت جميع التسهيلات والخدمات لإعادة النهوض بالقطاع السياحي، حيث تم العمل مؤخراً على تأهيل الطريق الواصل إلى السيدة زينب من جهة القزاز وببيلا، وإزالة الأكشاك والبسطات الكائنة خلف المقام، مع التنسيق بين الشركة السورية للنقل والسياحة ومجلس المدينة للعمل على تحسين واقع النظافة في المنطقة، وضع كوة للخدمات المصرفية عند مركز الهاتف، ودراسة فتح الطرقات الفرعية الواصلة إلى المقام. إضافة إلى الزيارات الوزارية لمواقع المشاريع الاستثمارية في مناطق جبل الشيخ ويبرود ووادي بردى وصيدنايا، حيث تم التنسيق مع رؤساء المجالس الإدارية والبلديات لتحديد مناطق وعقارات لتكون نواة لمنشآت سياحية واستثمارية تعود بالفائدة إلى خزينة البلدية.

تبادل اتهامات
في الوقت الذي اعتبر بعض رؤساء البلديات أن الزيارات التي قام بها المعنيون لم تكن عادلة بين البلديات وخاصة أن هناك قرى سياحية مر بها الوفد ولم يقف عندها بل تم تهميشها، في حين اختيرت عقارات في قرى مجاورة، ليبين كيال أن السياحة خاطبت عن طريق المحافظة جميع البلديات وفق كتب رسمية تطلب فيها تحديد عقارات تصلح كي تكون استثماراً سياحياً ليتم الكشف عنها، وتقديم التسهيلات من قبل وزارة السياحة، مشيراً إلى اهتمام البعض من البلديات ومتابعة الموضوع والتنسيق بشكل دوري مع المديرية، وبناء عليه حددت هذه الأماكن، في حين هناك بلديات لم تقدم أي مقترح حتى الآن.

مطالبة بحلول
ومع متابعتنا لمدى التعاون بين الغرفة والمديرية وحسب ما ألمح البعض من الغرفة على غياب التنسيق مع مديرية السياحة، حيث نوه شعيري بالتعاون الكبير مع وزارة السياحة والمحافظة ولاسيما تقديم جميع التسهيلات للمستثمرين وأصحاب المنشآت أملاً بإيجاد حلول بالنسبة لمادة المازوت والغاز للمنشآت السياحية، علماً أن 30 ألف ليتر تكفي منشآت ريف دمشق خلال الموسم السياحي؛ مما سيخفف من الأعباء على أصحاب المنشآت.

أرقام وإحصائيات
يشار إلى أنه قدرت خسارة الاستثمارات في القطاع السياحي كعائدات متوقعة منذ ثماني سنوات بنحو 50 مليار دولار، وخرجت من الخدمة 1468 منشأة سياحية، منها 365 فندقاً، و1103 مطاعم، و403 منشآت سياحية دُمرت بشكل كامل أو جزئي بأعمال إرهابية، إلى جانب خسارة أكثر من 260 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، أما على مستوى ريف دمشق فقدرت خسائر 53 منشآة سياحية بحوالي 1.6مليار ليرة.
والجدير ذكره أن عدد زوار الفنادق من العرب والأجانب والسوريين لعام 2018 في ريف دمشق وحسب إحصائيات المديرية بلغ نحو 223434 زائراً، منهم 173227 زائراً عربياً، و50207 زوار من الأجانب، بعدد ليالٍ فندقية بلغ 1122078 ليلة فندقية، وبلغ عدد الليالي الفندقية للزوار العرب 1015347 ليلة، على حين وصلت اليالي الفندقية للزوار الأجانب 106731 ليلة، وبنسبة تزيد عن العام 2017 بنحو 40% بالنسبة للزوَّار، 27% بالنسبة لليالي الفندقية، علماً أن نسبة إشغال الفنادق في 2018 بلغت نحو 40%، على حين وصلت في 2017 لحوالي 36%.
علي حسون