نظام الفصل العنصري الإسرائيلي
ترجمة: هيفاء علي
عن موقع انفيستيغ اكشن 21/4/2019
ناشط يهودي مناهض لسياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وكافح ضده، يعرب عن استيائه ومخاوفه إزاء التطرف الإسرائيلي المتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية وتأثيرها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحول العالم.
لقد أصبح القمع الإسرائيلي للمواطنين الفلسطينيين واللاجئين الأفارقة والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة أكثر وحشيةً مع مرور الوقت. الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية المستمرة من التطهير العرقي إلى مصادرة الأراضي وهدم المنازل والاحتلال العسكري والهجمات المتكرّرة على قطاع غزة المحاصر وانتهاكات القانون الدولي، دفعت رئيس الأساقفة توتو للتصريح بأن ممارسات حكومة الكيان الإسرائيلي إزاء الشعب الفلسطيني ذكّرته بسياسة الفصل العنصري، بل هي أكثر وحشيةً وهمجيةً.
في الأسبوع الماضي، تمّ إلغاء اجتماع في فيينا عندما علمت الحكومة النمساوية أنه مكرس لمصلحة القضية الفلسطينية بضغط من مجلس مدينة فيينا، الذي يعارض سحب الاستثمارات الدولية من إسرائيل. في السابق تمّ منع “توتو” من الاجتماع مدى الحياة من قبل حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. ولم يتمّ نشر أي شيء له، لأنه كان ضد الفصل العنصري. يا له من عار أنه على الرغم من الدروس المستفادة من كفاحنا الطويل والمرير ضد العنصرية، فإن هذا التعصب يواصل خنق حرية التعبير عن فلسطين حتى يومنا هذا!.
خلال الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، اتُهمنا باتباع برنامج شيوعي، لكن الافتراء لم يثننا. واليوم، تتبع الدعاية الإسرائيلية طريقاً مشابهاً وتضع معارضة إسرائيل ومعاداة السامية في الكفة نفسها. أوجه الشبه مع جنوب إفريقيا عديدة. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً: “إسرائيل ليست دولة جميع مواطنيها.. إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي- والشعب اليهودي فقط”.
كانت تصريحات عنصرية مماثلة شائعة في جنوب إفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري. لقد ناقشنا أنه كان من الممكن تحقيق سلام عادل وأن البيض لن يجدوا سوى الأمن في مجتمع موحد وغير عنصري وديمقراطي بعد إنهاء اضطهاد السود في جنوب إفريقيا وضمان الحرية و المساواة بين الجميع.
على العكس من ذلك، فإن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو يتغاضى بشكل مقزّز عن الأحزاب المتطرفة ويتخلّى عن أي سبب للتفاوض مع الفلسطينيين. إن خطته لدمج حزب من المستوطنين المتطرفين وحزب كاهانا الإرهابي في حكومته الائتلافية غير مقبولة على الإطلاق، وأخطر منافس له هو المتهم العام بارتكاب جرائم حرب في غزة. طالما ساد نظام قمعي على غرار نظام الفصل العنصري فإن الوضع سوف يزداد سوءاً بالنسبة للفلسطينيين.
تطوّرت الحركة المناهضة للفصل العنصري على مدار ثلاثة عقود، إلى جانب نضال تحرير شعب جنوب إفريقيا، حيث لعب الأوربيون دوراً حاسماً في الإطاحة بالنظام العنصري، فرفضوا شراء منتجات نظام الفصل العنصري، كما كان هناك مقاطعات رياضية. ورفض عمال ميناء ليفربول في ملبورن التعامل مع البضائع القادمة من جنوب إفريقيا. وقد ساعدت العقوبات المفروضة على مبيعات الأسلحة على قلب التوازن ضد جيش جنوب إفريقيا.
مع نمو الحركة وعزل قرارات الأمم المتحدة لنظام بريتوريا، تزايدت الضغوط على شركائه التجاريين والحكومات التي دعمته. كان المرور التاريخي للكونغرس الأمريكي لقانون مناهضة الفصل العنصري الشامل لعام 1986 نقطة تحول رئيسية، عندما أغلقت بنوك تشيس وباركليز في جنوب إفريقيا وسحبت خطوط الائتمان الخاصة بها، انتهت المعركة تقريباً.
هذا يتطلّب جهداً كبيراً من التنظيم والتعبئة الشعبية والتعليم، هناك عناصر مماثلة تميّز حركة المقاطعة اليوم، والتي تهدف إلى عزل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
كل خطوة مهمّة، الضغط على المؤسسات والشركات المتواطئة في جرائم إسرائيل ودعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل التحرير. من واجب المدافعين عن العدالة في جميع أنحاء العالم أن يحشدوا تضامناً مع الشعب الفلسطيني لمساعدته في نيل حريته وحقوقه المغتصبة.