تحقيقاتصحيفة البعث

لأنهم عمال طرطوس بــنـــاة ومـنـتــجــون حـقـيـقـيــون..وأمـنــاء علـى منشآتهم

 

منذ بداية الحرب الإرهابية العدوانية الظالمة على بلدنا الغالي، كان عمال الوطن ومازالوا الرديف الحقيقي للجيش العربي السوري في معركة الوجود والسيادة والكرامة، فلم يتوان عمالنا لحظة واحدة عن التواجد في معاملهم ومنشآتهم، فكانوا لها الحارس الأمين، ولم يتخلوا عن مصانعهم، فكانوا لها الجنود الحقيقيين في الدفاع عنها وصونها، وبالتالي الذود عن مقدرات البلد الاقتصادية والخدمية، فعمال سورية مازالوا يبادلون قيادتهم السياسية الحكيمة الحب بالحب، والوفاء بالوفاء، ويبادلون العطاء بكل رسوخ وثبات في أماكن عملهم التي لطالما بذلوا الغالي والنفيس، وقدموا الشهداء لبقائها، إضافة إلى أن صوتهم كان حاضراً في المحافل والمنابر الدولية يصدح ويدعو إلى الصمود والتصدي بكل إيمان ويقين بالنصر.

ثبات وإصرار
عمال الوطن لم يشعروا باليأس يوماً واحداً منذ بداية الحرب الظالمة، بل كانوا واثقين بالنصر الذي يتحقق كل يوم بفضل تلاحم الجيش والشعب والقائد، هذا ما أكده الرفيق عامر جداري، رئيس اتحاد عمال طرطوس، منوّهاً إلى أننا في الربع ساعة الأخيرة لإعلان النصر النهائي على الإرهاب بعد أن شكّل عمال الوطن النسق الثاني والرديف للجيش العربي السوري، ومن العمال من بقي خلف الآلة يساهم في عملية الإنتاج والبناء، وعمال سورية في الحرب كان لديهم ثبات وإصرار أكثر من أي وقت، لأنهم أدركوا منذ البداية أنها مؤامرة ظالمة شنت على سورية دون وجه حق، فتمسك عمالنا بمعاملهم ومنشآتهم كعمال محطات الكهرباء، وعمال تعبئة مياه بقين، والفيجة، وعمال ضخ النفط.

تضاعف الرواتب 400%
ونوجّه عمالنا، /الكلام لجداري/، بشكل دائم بالإقلال من الهدر، وأن يتميزوا بالحالة الوطنية، وكنا بشكل دائم متميزين بها عن بقية المنظمات لقاء المكاسب التي مني بها عمال الوطن، فمنذ عام 2000 وحتى 2010 زادت الرواتب وتضاعفت 400%، حيث أصبح بإمكان أي عامل أن يشتري سيارة تقسيطاً.
ولفت جداري إلى حالة الأمن والأمان غير المسبوقة في سورية التي تفتقد لها الكثير من دول العالم، ونقول: لماذا سورية؟ لأنها حققت معدل نمو غير مسبوق، كما حققت نهضة تضاهي كافة دول العالم، إضافة إلى مخزون القمح الذي يكفيها لخمس سنوات، لذلك كان العمال صوت سورية في جميع المحافل والمنابر الدولية، حيث تبوأ الرفيق جمال القادري، رئيس اتحاد عمال سورية، رئاسة مؤتمر منظمة العمل العربية في القاهرة بمصر، وطالب مصر بإدانة قرار ترامب القاضي بضم الجولان السوري للكيان الإسرائيلي الغاصب، كما طالب برفع الحصار الاقتصادي عن سورية، وإدانة الإرهاب الذي استهدف وطننا على مدى أكثر من ثماني سنوات، وعودة الأمن والأمان إلى كامل ربوع الوطن، مبيّناً أن تلك المطالب يتم طرحها ذاتها في كافة مؤتمرات المنظمات العربية والعالمية، حيث خرج المؤتمر بأهم القرارات التي أكد عليها الرفيق القادري، وبيّن جداري أن العمال في كل دول العالم قلباً وقالباً مع سورية.

رعاية مستمرة
وكان لاهتمام سيد الوطن الرئيس بشار الأسد بالعمال الدور الأكبر، حيث الرعاية المستمرة لهم، فهو يتابع باهتمام نضال الطبقة العاملة، وجهودها في مجالات العمل والإنتاج، وهنا يبيّن جداري ما تحقق للعمال بفضل رعاية الرئيس الأسد، فمن زيادة الرواتب إلى النمو الاقتصادي الذي تحقق في ظله، حتى غدت سورية بلد الخير والخيرات والعطاء والصمود، فرعاية الرئيس الأسد لعماله غير مسبوقة في تاريخ العالم، والتقى مع الطبقة العاملة في النصف الثاني من عام 2015 أثناء انعقاد المجلس العام، فحمل حديثه شجون الوطن، وهموم المواطن، تحدث ملياً عن بطولات شهدائنا، وتذكّر عمال معمل الاسمنت، حيث قال بهم: “أنتم عيوني التي أرى بها”، ومن هنا فإن الثقة التي منحها الرئيس الأسد لعماله لم تحظ بها منظمة في سورية.

استثمار مشاريع الاتحاد
وللوقوف على أبرز إنجازات اتحاد عمال طرطوس، وما قدمه لعماله، أكد جداري أنه منذ بداية الدورة 26، كان الاتحاد سبّاقاً بترجمة توجيهات السيد الرئيس لناحية استثمار المشاريع العائدة للاتحاد الذي حقق عائدات بقيمة 100 مليون ليرة من سبعة مشاريع كمطعم تشيللو، ومندولين، ومشغل خياطة في نقابة النقل البحري، ومسمكة طرطوس، إضافة إلى مركز العريضة الحدودي، ومحطة اتحاد العمال، كما قدم اتحاد طرطوس 680 مليون ليرة العام الماضي، 400 مليون منهم تعويض نهاية خدمة، و280 مليون ليرة إعانات مختلفة للعمال، كذلك ملياران ومئة مليون ليرة قروض للعمال.

تجهيز مخبر للعاملين
ولفت رئيس الاتحاد إلى أنه تم تجهيز مخبر في مبنى الاتحاد مطلع عام 2019 يستفيد منه كافة العاملين على امتداد مساحة المحافظة، وذلك لإجراء كافة التحاليل الطبية دون أن يترتب على العامل أي مبلغ مالي، على أن يتم توريد أجهزته من دمشق خلال فترة قريبة، مبيّناً أن البنى التحتية بالمخبر 100%، وهو قيد التحضير لاستلام الأجهزة، والمباشرة بالعمل قريباً.

برج اتحاد العمال.. قيد الإنجاز
وفي أوج الأزمة، وبنهاية عام 2015، وبكلفة 900 مليون ليرة سورية فقط، تم تشييد برج اتحاد عمال طرطوس، وهو قيد الإنجاز في منطقة الكراجات القديمة بالمحافظة، وبيّن جداري أن الأعمال على الهيكل انتهت، وحالياً ستتم عمليات الإكساء، ويتألف المشروع من تسعة طوابق، مع ثلاثة طوابق تحت الأرض، وموقف سيارات مأجور بعقار للاتحاد.
المرأة مكرّمة
ولسنوات خلت كانت المرأة السورية جنباً إلى جنب مع الرجل في كل مناحي الحياة، حيث ناضلت ودافعت عن وجودها وحقوقها، وبالتالي حظيت بالمكانة التي تستحق من قبل الرعاية الكريمة لسيد الوطن للعاملات، وهنا بيّنت الرفيقة فادية ديب، عضو مكتب تنفيذي بالاتحاد/ أمين ثقافة ورياضة وإعلام/، رئيس لجنة المرأة العاملة، أن القائد المؤسس حافظ الأسد كرّم المرأة، وتابع مسيرة التكريم الرئيس المفدى بشار الأسد، حتى بتنا نجد المرأة في كافة مفاصل العمل والإنتاج، وفي هذه الظروف العصيبة، تحدت المرأة العاملة الحصار الاقتصادي، وتعايشت مع الفترة التي تعيشها، مؤيدة جيشها وقائدها.

كسر الجور والاستغلال
أسباب الاحتفال في الأول من أيار بعيد العمال أوجزها الرفيق أيوب إبراهيم، عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد، أمين الشؤون الاقتصادية والقانونية، حيث أوضح أنه في تسعينيات القرن ما قبل الماضي احتج العمال إثر الظلم الذي وقع عليهم في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة عدم تحديد ساعات العمل، حيث كان أرباب العمل يقومون بالضغط على العمال وإجبارهم على العمل ساعات طويلة دون أي دخل إضافي، فأصبح العمال يطالبون بزيادة أجورهم، وتحديد ساعات العمل، ونتيجة لهذا العصيان الذي قام به العمال سقط المئات منهم شهداء، واعتبر هذا التاريخ 1 أيار من كل عام عيداً للعمال العالمي.

دعم وتكريم الجهود
وفي سورية فإن ما حققته زنود العمال السمر من بنية تحتية مميزة تفخر بها أمام دول العالم ما هو إلا نتيجة دعم القيادة السياسية والنقابية للعمال، تكريماً لجهودهم،/حسب إبراهيم/، وخلال الحرب على بلدنا ومقدراتنا حافظ العمال على منشآتهم الاقتصادية، وقدموا أرواحهم للحفاظ عليها، وهذا ما يجعلنا متأكدين بأن المستقبل سيكون مزهراً ولصالح سورية.

قراركم هو القرار
واستذكر الرفيق إبراهيم ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد: “العمال بناة حقيقيون لأنهم يبنون الوطن”، وقال أيضاً: “وقراركم هو القرار”، ويضيف إبراهيم: نحن كعمال نكرّم أنفسنا بهذا القول، ونتشرّف به، فما يقرره العمال، وطبقتهم العاملة، وتنظيمهم النقابي، هو محط ثقة لدى القيادة السياسية، وهو التكريم الأساسي الذي نفخر به، فكان هذا الدعم اللامحدود للعمال، ولكافة القطاعات في المجتمع، السبب الرئيس الذي دفع مرتزقة العالم لتخريب نهضة هذا البلد، والدليل على ذلك تخريب الإرهابيين المدن الصناعية في حلب، والمشافي الحكومية الضخمة كمشفى الكندي الذي كان من أهم المنشآت في الشرق الأوسط.
وختم الرفيق أمين الشؤون الاقتصادية والقانونية في الاتحاد بالقول: بعد هذه السنوات العجاف، لم يستطع الإرهاب إيقاف إرادة الحياة والصمود لدى الشعب السوري، وهذا ما أثبتته الأيام الماضية من خلال عودة معظم المنشآت الصناعية في المناطق الساخنة مثل حلب، وريف دمشق، وحمص، وبالرغم من هذه الأزمة، استطاعت الدولة السورية تقبيض رواتب كافة العمال على امتداد مساحة الوطن دون تأخير ولو ليوم واحد، وهذا يؤكد قوة وصلابة سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، ويؤكد من جديد أن العمال وطبقتهم العاملة سيكونون دائماً في طليعة المناضلين والمنتجين لعودة عجلة الحياة والاقتصاد كما كانت.
دارين حسن