دراساتصحيفة البعث

دليل إضافي يؤكد أن أمريكا هاجمت سورية بذرائع مفبركة

ترجمة : لمى عجاج
عن غلوبال ريسيرش 15/5/2019
أدلة جديدة تقف شاهداً واضحاً على أن الهجوم الكيماوي المزعوم الذي شهدته “دوما” السورية في 2018، كان بتخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها العسكرية على الأرض، وأن الحكومة السورية ليست مسؤولة عن هذا الهجوم.
لا زالت الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة في إحاكة المؤامرات التي أصبحت واضحة للجميع، فهي دائماً ما تسعى لإثارة الحروب وتدبير المكائد، تماماً كالذي يحصل في أمريكية الجنوبية وبحر الصين الجنوبي، إن إدراكنا لهذه الحقيقة سيساعدنا على معرفة أن الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، هي من كانت وراء الهجوم الكيماوي الذي حصل في دوما، وسيمكننا من التصدي للمزيد من الهجمات المشابهة التي قد تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإثارتها في المستقبل القريب؟! ويردعها عن الاستمرار بالترويج للتدخل العسكري في سورية وتسويقه للرأي العام العالمي بالاعتماد على الأكاذيب الملفقة، فالافتراءات الأمريكية الأخيرة لم تقتصر فقط على اتهام دمشق بشن هجوم كيماوي على دوما فحسب، بل تجاوزت ذلك لتعطي لنفسها الإذن بشن ضربات عسكرية ضد سورية متذرعة بذرائع واهية لا أساس لها من الصحة قائمة بمجملها على الأكاذيب.
وحتى هذا الوقت فشلت الولايات المتحدة بتقديم أية أدلة مقنعة تثبت صحة ادعاءاتها، بل على العكس من ذلك أظهر تحقيق متصل أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أثبت بالدليل القاطع مسؤولية الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية عن الهجوم الكيماوي الذي حصل في دوما، وقد اشتملت هذه الأدلة على أسطوانات لغاز الكلور عثر عليها في مصنع للأسلحة تابع للجماعات الإرهابية تم فحصها عن كثب من قبل المفتشين في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ووجدوا أنها مطابقة للأسطوانتين اللتين تم استخدامهما في نفس الهجوم المزعوم الذي تعرضت له دوما في 2018، ولاحظت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن الآثار التي خلفتها الحفر الناتجة عن سقوط الأسطوانتين مطابقة لتلك الموجودة في المباني القريبة، والتي كان من الواضح أنها كانت ناجمة عن ذخائر شديدة الانفجار. لقد أظهر التقرير النهائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بخصوص حادثة دوما زيف الادعاءات الأمريكية حيث لاحظ فريق “بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية” وجود حفر مماثلة في مبان قريبة، ما دلّ على تورط الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وتعاونها مع وسائل الإعلام الغربية بافتراء الأكاذيب التي تدعم روايتهم عن الحفر المزعومة التي تسببت فيها الأسطوانات المذكورة.
إن التقرير الذي خلصت إليه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بخصوص الهجوم الكيميائي الذي تعرضت له دوما أحبط الرواية الأمريكية وفضحها، وذلك لاحتوائه على صور فوتوغرافية تظهر حجم الأضرار التي لحقت بالمباني المجاورة دون ذكر المزيد من التفاصيل أو حتى توضيح صريح عن سبب وجود هذه الحفر في الجوار، على الرغم من وجود تقرير سابق لم يتم نشره صدر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحت عنوان ” التقييم الهندسي للاسطوانتين اللتين تمت ملاحظتهما في حادثة “دوما” تم إعداده بشكل مفصل وجمعه على شكل مستند pdf ليكون بمثابة ملخص تنفيذي اشتمل على كل التفاصيل والصور وآراء الخبراء التي عرضت نتائج التقييم التي صدرت بعد استشارة الخبراء حول شكل الحفر التي تمت ملاحظتها في الموقع2، وبالتحديد الجانب السفلي منها والتي ارتأت توقعات الخبراء بأن تشكلها كان ناجماً عن ما يشبه الانفجار الحاصل من جراء (قذيفة هاون أو قذيفة مدفعية صاروخية) وليس من تأثير التصادم الناتج من جسمٍ ساقط، والذي عزز صحة هذه المعلومات ملاحظة وجود تشوه في الحديد المسلح ناتج عن الانفجار في الجزء السفلي من الحفرة والذي لا يُرجح أن يكون قد حصل من تأثير الأسطوانة وما يدل على ذلك عدم تعرضها إلى أي نوع من الضرر، ولكنه رجح احتمالية أن تكون الحفرة قد نتجت عن قذيفة هاون / مدفعية أو ما شابه ذلك. وما دعم هذه الاحتمالية وجود أكثر من حفرة أخرى ذات مظهر مشابه إلى حدٍ كبير في الألواح الخرسانية في المباني المجاورة، والظاهر من خلال التشقق الحاصل في الجهة العلوية من أسقف الأبنية، والتكسر الشديد في خرسانة الحائط أسفل الحفرة فضلاً عن (ملاحظة نشوب حريق في زاويا الغرف) من السواد الظاهر على الجدران، حسب ما تضمنه التقييم الهندسي الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والذي لخص كل هذه المعلومات، مع الإشارة إلى أنه تم تسجيل معلومات إضافية تمت ملاحظتها بعد إجراء معاينة دقيقة لمسرح الهجوم في الموقعين أكدت بأن احتمالا كبيرا يرجح أن الأسطوانات قد تم وضعها يدوياً، ولم يتم إسقاطها بالطائرة.
لقد شدد التقييم على أهمية ما جاء به العديد من المحللين، وفي الوقت نفسه أشار التقرير الرسمي النهائي الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن الهجوم الكيماوي في دوما كان مفبركاً، وأن جميع الأدلة تظهر أنه ليس لدى دمشق أي دافع وراء هذا الهجوم الذي حصل في دوما في 2018. جاءت نتائج التقرير مباشرةً في أعقاب الانتصار الكامل الذي حققته القوات السورية على المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة الذين كانوا يتمركزون في محيط العاصمة.
وحتى لو افترضنا أن دمشق استخدمت الأسلحة الكيماوية لتستعجل النصر فهل يعقل أن تستخدم اسطوانتي غاز يحتويان على كمية ضئيلة من الكلور لتحقيق هذا الهدف، في الوقت الذي تُظهر فيه النتائج العسكرية حجم الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الأرض، وتظهر حجم الهزيمة التي تتعرض لها الجماعات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة، الأمر الذي وضع الحكومة الأمريكية في مأزق حرج جعلها مضطرة للتذرع باستخدام القوة العسكرية لعرقلة ومنع تقدم القوات السورية- ما أثبت أنها وحدها من تملك الدافع وراء الهجوم الكيماوي على دوما، ولكنها ألصقت التهمة بدمشق وادعت مسؤوليتها عن الهجوم، فإذا لم يكن التحليل السياسي قادراً بما فيه الكفاية على تحديد الجهة الحقيقية وراء هذا الهجوم المزعوم، فإن التقييم الهندسي الذي صدر مؤخراً عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حسم الأمر وحدد الجهة المسؤولة فعلياً عن هذا الهجوم. لم تقتصر نزعة واشنطن في استخدام الادعاءات الكاذبة والمستفزة على دوما السورية فحسب بل كان لها تجارب سابقة، ففي الماضي قامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق في 2003 متذرعةً بأدلة واهيةٍ مبنية على افتراءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، ولازالت حتى الآن مستمرة في سعيها الدائم لإثارة الحروب كما في أوكرانيا، وفي فنزويلا، واليوم ضد إيران، وربما ضد سورية مجدداً عندما تقوم القوات الحكومية باستعادة إدلب.